الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

07:42 م

أبو مينا يحيي فرح نجله بالقرآن في قلب الأقصر

أبو مينا والد العريس وسط الجيران والأهل

أبو مينا والد العريس وسط الجيران والأهل

شهدت جزيرة العوامية بمدينة الأقصر واحدة من أبهى ليالي الفرح الإنساني، عندما قرر المواطن النوبي صدقي الشهير بـ"أبو مينا"، أن يجعل زفاف ابنه الأكبر مينا رسالة حب وسلام تُروى للأجيال، لا مجرد احتفال عابر.

في بيت متواضع يطل على النيل، اجتمع المسلم والمسيحي على مائدة واحدة، واختلط صوت القرآن بصوت الزغاريد، لتخرج من الأقصر لوحة بديعة تؤكد أن الوحدة الوطنية في مصر ليست شعارًا، بل حياة يومية يعيشها الناس بقلوب نقية.

فرح على الطريقة المصرية.. قرآن وكمونية وعجل بلدي

وقال أبو مينا، والذى يعمل مدير حسابات والبالغ من العمر 57 عامًا، إنه عاش بين أهالي جزيرة العوامية أكثر من 41 عامًا، حتى صار واحدًا منهم بالحب والمودة.

وأضاف، لـ"تليجراف مصر"، أنه حين جاء موعد فرح ابنه الأكبر "مينا"، والبالغ من العمر 32 عامًا، ويعمل مرشدًا سياحيًا للوفود الألمانية، قرر أن تكون الفرحة مختلفة، فرحة تمتزج فيها الروح المصرية بالأخلاق الإنسانية.

أقام "أبو مينا" وليمة ضخمة شارك فيها كبار الطهاة لإعداد الكمونية والولائم، ودعا جيرانه المسلمين للمشاركة، قائلًا: "فرحتنا مش بس في زفة العريس.. فرحتنا في لمتنا".

سورة "مريم" تفتح الفرح.. ومقرئ مسلم يحيي الليلة

في بادرة هي الأجمل من نوعها، دعا "أبو مينا" أحد جيرانه المقرئين ليبدأ الليلة بتلاوة سورة مريم، لتعلو كلمات الرحمة والسلام بين الحضور في مشهد مؤثر خطف القلوب.

اختلطت الدموع بالابتسامات، وأحس الجميع أن ما يجمعهم أكبر من أي اختلاف دينهم واحد في جوهره، وطنهم واحد في القلب.

إنسان قبل كل شيء.. "أبو مينا" أبٌ لخمسة من ذوي الهمم

لم تقف إنسانية "أبو مينا" عند حدود الفرح، فهو معروف بين جيرانه بأنه الأب الروحي لخمسة من الصم والبكم من الأسر المسلمة المجاورة له.

يرعاهم كأب وأم، يقضي احتياجاتهم، ويشاركهم أفراحهم وأحزانهم، مؤمنًا بأن "المحبة فعل وليست كلامًا".

رسالة من الأقصر إلى مصر

تحولت فرحة "أبو مينا" إلى رمز للمحبة والوحدة، وصارت حديث الأهالي في الأقصر.

وقال بابتسامة هادئة: “أنا بحب جيراني وجيراني بيحبوني.. الدين للديان والوطن للإنسان، والبصمة اللي بتقعد هي بصمة الخير”.

search