الثلاثاء، 21 أكتوبر 2025

03:33 م

"شات جي بي تي" الوسيط الروحي الجديد، هل انتهى عصر الكركدية والشاذلية؟

الطريقة الكركدية

الطريقة الكركدية

عل مدار عقود من الزمن، شكلت الشخصيات الدينية مثل الكهنة والعلماء والشيوخ والقساوسة والقادة الروحانيين، حلقة الوصل بين الإنسان وفهم النصوص الدينية وتعزيز العلاقة مع الذات الإلهية.

أشكال الوسيط الروحي

وإلى جانب الشخصيات الدينية، ظهرت وسائط روحية أخرى بهدف التقرب للذات الإلهية بأشكال مختلفة مثل الطرق الصوفية في مصر، فهناك الكركدية والشاذلية وغيرها، لكن مع الدخول في عصر الذكاء الاصطناعي، تلوح في الأفق ملامح تهدد الوسيط الروحي البشري لصالح روبوتات الدردشة.

بدائل الوسيط الروحي

وبحسب "بي بي سي" يقول القس ليندون دريك، الباحث بجامعة أكسفورد، أن روبوتات الدردشة قد تصبح البديل الإلكتروني للوسيط الروحي، ما يسمح لها بالتلاعب في معتقدات البشر بأساليب خفية لا تدرك بسهولة، لكن ماذا يحدث عندما تصبح تلك الروبوتات هي الوسيط الروحي الجديد للبشرية؟.

شات جي بي تي وسيطًا روحيًا

تعد تجربة الشاب فيجاي ميل البالغ من العمر 25 عامًا دليلًا حيًا وملموسًا على استبدال الوسيط الروحي البشري بآخر رقمي، حيث يقول ميل إنه كان يعتمد في الماضي مثل كافة أبناء ديانته على القادة والعلماء الروحانيين إلى ان اكتشقف بوت دردشة يدعى GitaGPT مدرب على نصوص البهاغافاد جيتا التابع لنصوص الديانة الهندوسية.

يرى ميل أن محادثة روبوت GitaGPT تشبه الحديث مع الأصدقاء، لكن الفرق هو أن الذكاء الاصطناعي يخبرك أنك تتحدث مع إله، مضيفًا أنه يعتمد على الروبوت في تلقي النصائح والإلهام، ويساعده في التقرب من الآلهة.

تضافر الذكاء الاصطناعي مع النصوص الدينية

تقول هولي وولترز عالمة الإنثربولوجيا والمتخصصة في دراسة الرموز الدينية في جنوى آسيا، إن الذكاء الاصطناعي أصبح يشكل الطريقة التي نصلي ونتضرع بها، مشيرة إلى أن المؤمنين من كافة الديانات الكبرى في العالم بدأوا في تجربة روبوتات الدردشة في ممارساتهم الدينية.

وشددت "وولترز" على أن دخول الذكاء الاصطناعي في أمور الدين أصبح لا مفر منه، مستدلة على حديثها بظهور تطبيقات ذكاء اصطناعي في الديانة المسيحية والإسلامية.

الذكاء الاصطناعي في المسيحية والإسلام

ففي عام 2023 آثار تطبيق “نص مع يسوع” انتقادات واسعة لإتاحته الدردشة مع محاكاة للسيد المسيح وشخصيات توراتية أخرى، ما اعتبره البعض تطاولًا على المقدسات.

وفي العام نفسه، ظهر روبوت دردشة يدعى QuranGPT وكان مصممًا للإجابة على الأسئلة وتقديم الإرشاد الديني بناء على النصوص الإسلامية.

هلاوس الذكاء الاصطناعي

لكن كأغلب روبوتات الدردشة، كان للمستخدمين نصيبًا من الهلاوس والمعلومات المغلوطة والتوجيهات التي لا أساس لها من الصحة، ففي إحدى الحالات ادعى برنامج GitaGPT أن القتل مبرر من أجل حماية الواجب الأخلاقي.

وفي عام 2024 عملت مجموعة تبشيرية تدعى "الإجابات الكاثوليكية" على إيقاف روبوت الدردشة الخاص بها بعد أن أصدر تصريحات تفيد بأنه قادر على أداء الأسرار المقدسة وأن الأطفال يمكن تعميدهم باستخدام المشروبات الغازية.

اقرأ أيضًا:

بعد "طفل البلكونة".. عقوبة نشر فيديو مرعب مصنع بالذكاء الاصطناعي

احذر.. روبوتات الذكاء الاصطناعي قد تضر بصحتك النفسية

إبداع سريع لـChatGPT، الذكاء الاصطناعي يصمم منزل نائب حاكم أبوظبي

search