تقسيم غزة، جارديان: إسرائيل ترسخ حدودا جديدة دائمة في القطاع
دمار واسع في غزة جراء العدوان الإسرائيلي
وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي علامات صفراء ترسِّخ تقسيم قطاع غزة إلى نصفين، مع تلاشي الآمال في الانتقال إلى المرحلة التالية من الهدنة.
تقسيم غزة
وفقًا لتقرير صحيفة الجارديان البريطانية، فيبدو أن الخط الأصفر المؤقت الذي يمثل وقف إطلاق النار في غزة بدأ يتخذ شكلًا ماديًا متزايداً، في حين تظهر الهدنة علامات التعثر، مع ما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على مستقبل فلسطين.
وبدأت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بتركيب علامات خرسانية صفراء كل 200 متر لتحديد المنطقة المتبقية تحت السيطرة الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.
يقسم هذا الخط غزة إلى نصفين تقريبًا، في الجزء الغربي، تسعى حماس إلى إعادة فرض سيطرتها في الفراغ الذي خلّفه الانسحاب الإسرائيلي الجزئي، من خلال تنفيذ إعدامات علنية لأعضاء الميليشيات الذين تزعم أنهم مدعومون من إسرائيل.
وفي النصف الآخر من غزة، والذي يشمل القطاع الشرقي والحدود الشمالية والجنوبية، عزز جيش الاحتلال الإسرائيلي عشرات المواقع العسكرية وأطلق النار على أي شخص يقترب من الخط، سواء كان محددا بكتل صفراء أم لا.
وقال محمد خالد أبو الحسين، أب لخمسة أطفال، لصحيفة الجارديان: "في منطقتنا، الخطوط الصفراء غير واضحة، لا نعرف أين تبدأ أو تنتهي، أعتقد أنها أوضح في أماكن أخرى، لكن هنا، لا شيء محدد"، ويقع منزل عائلته في القرارة، شمال خان يونس، شرق الخط الأصفر مباشرة، في المنطقة الخاضعة لسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: “بمجرد أن نقترب من منازلنا، يبدأ الرصاص بالهطول من كل اتجاه، وأحيانًا تحلق فوقنا طائرات صغيرة بدون طيار، رباعية المراوح، تراقب كل حركة، بالأمس، كنت مع صديقي عندما تعرضنا فجأة لإطلاق نار كثيف، ألقينا بأنفسنا على الأرض وبقينا هناك حتى توقف إطلاق النار، لم أستطع الوصول إلى منزلي”.
وتابع أبو الحسين: “أشعر أن الحرب لم تنتهِ بعد، ما جدوى وقف إطلاق النار إذا لم أستطع العودة إلى منزلي؟”.
وأضاف: "يُحزنني أن أرى الناس في طريقي يعودون إلى منازلهم، بينما أظل عالقًا بين الأمل والخوف، لكن ما يُقلقني أكثر هو فكرة أن هذا الخط قد يبقى، وأن أي قرار لن يسمح لنا بالعودة أبدًا".
وأصرت إسرائيل يوم الأحد على أنها ستحافظ على سيطرتها الأمنية في غزة، وصرح رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لوزرائه بأنها ستقرر بنفسها أين ومتى تضرب أعداءها، وأي الدول سيُسمح لها بإرسال قوات لمراقبة الهدنة.
عمليات القتل مستمرة
وبعد مرور أسبوعين على وقف إطلاق النار، لا يزال أكثر من عشرين فلسطينيًا يُقتلون يوميًا، وكثير منهم على مقربة من الخط الأصفر، ونتيجةً لذلك، لا يعود سوى عدد قليل جدًا من النازحين إلى المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وفقا للتقرير.
ولا تزال العقبات السياسية هائلة أمام الانتقال إلى مرحلة ثانية من وقف إطلاق النار، والتي ستشمل نزع سلاح حماس واستبدالها بقوة استقرار متعددة الجنسيات، وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الخط الأصفر إلى مواقع أقرب إلى حدود غزة.
حدود جديدة
وفي ظل هذا الوضع المأزق، يواصل الخط الأصفر اتخاذ شكل أكثر ديمومة، ويشار إليه بشكل متزايد في وسائل الإعلام الإسرائيلية باسم "الحدود الجديدة".
وفي مقال كتبه في صحيفة يديعوت أحرونوت، توقع المراسل العسكري يوآف زيتون أن يتطور الخط الأصفر إلى "حاجز مرتفع ومتطور من شأنه أن يقلص مساحة قطاع غزة، ويوسع منطقة النقب الغربي، ويسمح ببناء مستوطنات إسرائيلية هناك".
وقال جيريمي كونينديك، رئيس منظمة "لاجئون الدولية" المدافعة عن حقوق اللاجئين والمسؤول السابق في مجال المساعدات الأمريكية: "يبدو الأمر وكأنه ضم تدريجي فعلي لقطاع غزة".
وبموجب شروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، والذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر، فإن انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى الخط الأصفر يعني احتلاله 53% من قطاع غزة، ولكن تحليلاً أجرته هيئة الإذاعة البريطانية عبر الأقمار الصناعية للعلامات الصفراء الجديدة أشار إلى أنها وضعت على بعد مئات الأمتار من الخط المقترح، وهو ما يمثل استيلاءً آخر كبيراً على الأراضي.
وصرح متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه لم يصدر أي تعليق رسمي على تقرير بي بي سي، واكتفى بيان سابق للجيش الإسرائيلي بذكر أن العمل بدأ على تحديد الخط الأصفر بـ "حاجز خرساني بعمود مطلي باللون الأصفر، بارتفاع 3.5 أمتار"، بهدف "ترسيخ الوضوح التكتيكي على الأرض".
وقال أيمن أبو منديل، في إشارة إلى الشارع الرئيسي الممتد من الجنوب إلى الشمال عبر وسط قطاع غزة، إن "الخط الأصفر، على حد علمنا، يقع على بعد حوالي كيلومتر واحد بعد شارع صلاح الدين".
وما تبقى من منزل أبو منديل، يقع شرق القرارة، لكن أمله في العودة إليه قريب ضئيل، حيث "أقام جيش الاحتلال رافعات وأبراج مراقبة ودبابات هناك. يراقبون كل حركة ويطلقون النار على كل من يقترب".
وأضاف "لم نرَ العلامات الصفراء بأنفسنا، لأن أي شخص يحاول الوصول إلى تلك المناطق يُستهدف فورًا، كما قال. وأضاف: "لا تتردد الطائرات الرباعية المروحيات في إطلاق النار على أي شخص يقترب منها، وكأن الاقتراب من أرضنا أصبح جريمة".
الأكثر قراءة
-
والد ضحايا واقعة الهرم: مراتي كانت أشرف من الشرف وكل اللي بيتقال عنها كذب (خاص)
-
المرأة الأكثر إثارة تُجاور أحمد عز، 12 معلومة عن مونيكا بيلوتشي
-
حقيقة تعنت قسم شرطة القرنة في الإفراج عن نجل مرشح لانتخابات النواب
-
"تؤمريني يا حاجة"، محافظ الأقصر يستجيب لطلب سيدة بشأن نجلها من ذوي الهمم
-
يوم حزين.. ويوم سعيد
-
اتهمته الأم عبر تليجراف مصر، كشف ملابسات خدش حياء توأم على يد عمهما بالبحيرة
-
الحبس 6 شهور لوكيل لاعبين بتهمة النصب على رجل أعمال
-
تشييع جثامين الأم وأطفالها ضحايا جريمة فيصل.. وجدّهم: "حقهم هيرجع"
أخبار ذات صلة
بعد أزمة الجثة المجهولة، بن غفير وسموتريتش يحرضان نتنياهو على العودة للحرب
28 أكتوبر 2025 02:33 م
“جثة قديمة” تهدد اتفاق غزة، نتنياهو وعائلات الرهائن في صف واحد ضد حماس
28 أكتوبر 2025 04:24 م
بعد توقف آلة الحرب، غزة محاصرة بالقمامة والحشرات ومياه الصرف
28 أكتوبر 2025 12:57 م
منارة للتراث الإنساني، ماذا قالت الصحف العالمية عن المتحف المصري الكبير؟
28 أكتوبر 2025 02:46 م
إسرائيل تتهم حماس بتسليم جثة لا تعود لرهينة بغزة ونتنياهو يعقد اجتماعا عاجلا
28 أكتوبر 2025 12:41 م
إسرائيل تواصل خرق اتفاق غزة، عمليات نسف واستشهاد 8 فلسطينيين شرق القطاع
28 أكتوبر 2025 10:15 ص
فيديو جديد يوثق آخر ظهور ليحيى السنوار قبل أيام من استشهاده برفح
28 أكتوبر 2025 09:26 ص
بينهم امرأتان، محاكمة 10 فرنسيين شككوا في جنس زوجة ماكرون
27 أكتوبر 2025 11:51 م
أكثر الكلمات انتشاراً