الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025

10:13 م

حجر مفقود أم تصميم فريد، سر الفتحة في واجهة المتحف المصري الكبير !

الفتحة الهندسية في واجهة المتحف المصري الكبير

الفتحة الهندسية في واجهة المتحف المصري الكبير

بالتزامن مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، والاستعدادات المهيبة للاحتفالية، اتجهت أنظار المصريين وغير المصريين صوب واجهة المتحف المهيبة التي يبلغ عرضها 600 متر و التي تضم خراطيش ملوك مصر القديمة، لكن أكثر ما لفت الانتباه وأثار التساؤلات، هو فقدان الواجهة لأحد الأحجار ما اعتبره البعض خطأً في التصميم .

لكن اللافت في الأمر أن تصميم الحجر المفقود هو تصميم مقصود من مصممي المتحف لمحاكاة ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل مرتين كل عام.

الأحفاد يسيروا على خطى الأجداد

أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية في تصريحات لـ" تليجراف مصر"، أن المتحف المصرى الكبير يشهد يوم 21 فبراير من كل عام، تعامد شعاع الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى داخل بهو المتحف، ويتوالى الاحتفال بتلك الظاهرة التي تكررت للمرة الخامسة على التوالي بعد مجموعة من التجارب والدراسات التي أقيمت على الظاهرة في 2019 وتم الإعلان عنها في المتحف الكبير في عام 2020.

الفتحة الهندسية في واجهة المتحف المصري الكبير

القائمين على تصميم الفتحة الهندسية في واجهة المتحف

وأضاف ريحان أن التصميم العبقري ساهم فيه الدكتور  أحمد عوض الباحث بكلية الهندسة بالإضافة إلى مهندسيّ وأثريّ المتحف، ويهدف هذا المشروع إلى محاكاة الظاهرة الطبيعية الأصلية في معبد أبو سمبل وإضفاء طابع ثقافي وسياحي على المتحف.

وأكد ريحان على استثمار المهندسين مدخل المتحف المطل على تمثال الملك رمسيس الثاني، في تضمين فتحة هندسية دقيقة أُنشئت خصيصًا لمحاكاة ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك، في مشهد يجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة.

الفتحة الهندسية في واجهة المتحف المصري الكبير

وجاءت الفكرة لتوثيق الواقع المصري القديم بطريقة حديثة، عبر ربط التصميم المعماري للمتحف بواحدة من أعظم معجزات المصريين القدماء، وهي معجزة تعامد الشمس على تماثيل الملك رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل مرتين كل عام، لتبقى معجزة المصريين القدماء حاضرة أمام الزائرين من مختلف أنحاء العالم.

تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني داخل المتحف المصري الكبير

تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في متحف أبو سمبل

وكان التعامد بأبو سمبل يحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير من كل عام، لكن  بعد نقل المعبد على تل ارتفاعه 66 مترا تأخرت الظاهرة 24 ساعة لتحدث في 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، حيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامى للمعبد، وتصل إلى قدس الأقداس الذى يضم منصة تشمل تمثال الملك رمسيس الثانى جالسًا وبجواره تمثال الإله رع حور آختى والإله آمون إله الشمس والريح والخصوبة بينما يظل تمثال الإله بتاح في ظلام لأن قدماء المصريين كانوا يعتبرونه “إله الظلام”.

تستغرق ظاهرة تعامد الشمس نحو 20 دقيقة وقد تصل إلى 25 دقيقة.

أقرأ أيضًا:

4 آلاف سائح يشهدون ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بأبو سمبل

ظاهرة فلكية نادرة، تفاصيل تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني

منارة للتراث الإنساني، ماذا قالت الصحف العالمية عن المتحف المصري الكبير؟

search