الجمعة، 31 أكتوبر 2025

12:47 ص

من الشرع إلى محمود شعبان.. كم رجل اعتلاكي؟!

لا أدري لماذا يكون الخطاب السياسي المُتأسلم من أصحاب اللحى فجًا وفظًا في التحدث عن الآخرين.. أحمد الشرع هذا الجولاني المنحدر من جماعة إرهابية متشددة يرى أن دول الخليج وخصوصا السعودية والإمارات وقطر ومعهم تركيا دول ناحجة ومواكبة للتطور.. وهذا منظوره ورأيه الشخصي وحقه الطبيعي ولا خلاف فيما يطرحه.. فالمقومات في هذه البلدان تجعلها تتطور وتواكب وتنجح وهو أمر محمود يتمناه كل عربي معتدل.. لكن أن تنتقص من دول أخرى وتسميها بعينها وتقول: "بعكس دول تانية زي مصر والعراق".. فهذه فجاجة اعتدنا عليها من الإسلاميين..

لم أنسَ، مثلا الراحل محمد مرسي حين كان رئيسا لمصر وخرج في خطاب متلفز أمام الملايين.. وقال اسم قاضٍ على الهواء مباشرة وأعلن أنه مزوّر.. قال اسمه ثلاثيا.. وقتها صُدمت كيف لرئيس جمهورية أن يفضح شخصا أما عائلته وأسرته ودائرته وملايين الناس؟! كيف وهو ما زال قاضيا وليس ضده أحكاما قضائية؟ ما هذا الخبل؟!

أيضا الراجل الشهير بـ"هاتولي راجل" الذي يُدعى محمود شعبان، حين هاجم واعتدى بأبشع الألفاظ، الفنانة إلهام شاهين ونعتها بـ"الفاجرة" وقال لها على الهواء مباشرة وأمام الملايين: "كم رجل اعتلاكي"..

هذا هو خطاب المُتأسلمين دائما.. فظ ووقح ومتجاوز.. بخلاف ما جاء به الإسلام «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك».. الشرع يغازل الدول التي تصرف عليه مليارات وتقف إلى جواره بمبدأ المصالح.. ولا بأس في ذلك.. لكن أن تكون “غبيًا” بالتطاول على مصر في حين أن تل أبيب تهتك عرض بلدك ولا تجرؤ بالتطاول عليها فهذه وقاحة وسذاجة.. كمصري لا أتمنى لسوريا سوى كل الخير.. ولست متفائلا بخصوص شخص يحكم باسم الله ادعاءً..

الشرع أراد مغازلة السعودية لأنها تدعمه لسببين أولا منع تهريب الكبتاجون للمملكة.. وثانيا مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.. وتقاطع ذلك مع قطر في التمويل وإعادة الإعمار وتسويات الديون للبنك الدولي، بهدف تدعيم حكومة سنية تحافظ على مصالح الخليج وتمنع الفوضى التي قد تمنح فرصة لوكلاء إيران.

تركيا من ناحيتها تريد تثبت سيطرتها في شمال سوريا من خلال وجودها العسكري والوكلاء، وإدارة الجماعات الكردية التي تراها تهديدا لها.. أنقرة نسقت مع دول الخليج كي تُشكّل مستقبل سوريا، مستفيدة من دعمها المبكر لقوى المعارضة لضمان وجود جار مستقر يتماشى مع طموحاتها الإقليمية.

أما الإمارات فتعمل على تحقيق نفوذ اقتصادي، وهذا يشمل صفقات مثل اتفاقية تطوير الموانئ مع موانئ دبي العالمية بقيمة 800 مليون دولار، كي تدمج سوريا في شبكاتها التجارية وتعزز الاستقرار من خلال نموذج حوكمة عملي.. أبو ظبي ترى سوريا بعد الأسد كأنها حقل اختبار لنفوذ الخليج، وفي نفس الوقت تتكيف مع الدور القيادي لتركيا.

أما تل أبيب فتوغلت عسكريا في المنطقة العازلة لفك الاشتباك التي حددتها الأمم المتحدة جنوب غرب سوريا، القريبة من مرتفعات الجولان المحتلة من الكيان.. واستغلت هشاشة السلطة وتوغلت في مناطق أكثر.. منها جبل الشيخ.. بل وضربت مؤسسات الدولة وقصفت القصر الرئاسي السوري.. وحينها خرج الشرع وقال أكثر من مرة وعلى فترات متباعدة: “لم نستفز إسرائيل.. ولا نريد حربا معها”!!

search