الأحد، 02 نوفمبر 2025

06:02 م

"استحضار للهوية القديمة"، الآثار النفسية لترند صور الفراعنة

صور الفراعنة بالذكاء الاصطناعي

صور الفراعنة بالذكاء الاصطناعي

في الآونة الأخيرة، غزى مواقع التواصل الاجتماعي سيل من الصور المصنعة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، تحاكي المظهر والزي الفرعوني، تزامنًا مع الاحتفال بافتتاحية المتحف المصري الكبير، ومع انتشار هذا الترند بشكل واسع بين النشطاء، عكس ذلك حجم التأثير النفسي والثقافي العميق لدى المصريين، الذين رأوا في هذه الوجوه انعكاس لجذورهم وهويتهم الممتدة عبر آلاف السنين، ولكن هل يمكن أن يكون هذا الانجراف وراء تلك الصيحة انعكاسًا لخلل نفسي يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار؟

التأثير النفسي لترند صور الفراعنة بالـ AI

علقت الدكتورة إيمان عبدالله، أخصائية الصحة النفسية، على انتشار تلك الصور وماذا تعكس على الجانب النفسي، في ظل هذا الكم من الاحتفاء غير المسبوق، فقالت: "ترند الصور المصنعة بالذكاء الاصطناعي يعتبر صورة من صور الشفاء الجماعي، يعيد توازن الوعي بين الماضي والحاضر، فيحدث توظيفا مزدوجا بين الصورة وحقيقة الإنسان، فما شهدناه عكس ارتباطًا بين الفرد والرموز الجمعية أو الثقافية الموروثة، ونفسيًا يمنح هذا الفعل الإنسان اعتزازًا بهويته وبذاته، إذ تعكس الصورة المصنعة وعي المصري الحديث بذاته، وهو شيء بديل وصحي لفكرة المعبد المصري أو عن أجدادنا الفراعنة".

صور الفراعنة بتقنيات الذكاء الاصطناعي

وأضافت: "التعديل على الصورة أو المونتاج الذي تعتمده تلك الصور، يعد بديلًا للنقوش والإبهار الذي عهده المصري القديم في حياته، وهو رمز الحداثة للمصري المعاصر في ذات الوقت، كأنها إعادة ولادة للأجداد ليشهدها الجيل الحالي".

شعور جمعي يخترق الحالة النفسية

الصور المنتشرة للترند على مواقع التواصل الاجتماعي عكس وعيًا جمعيًا بالتفرد والابتكار مغزاه: نحن هنا، في ربط بين الهوية القديمة والذات الحديثة وتطورها".

صور فرعونية مصنعة بالذكاء الاصطناعي

واستأنفت عبدالله: "لسان حال المشاركين في الترند نحن نعيش في الحاضر وأجسامنا كبلت في الماضي، ورغبة في العودة للماضي وقت الحداثة والتطور والتقدم والإنجازات العالمية غير المسبوقة، فالصور الفرعونية مرآة للهوية الجمعية وفكرة الاتفاق والاندماج ومحو الفروقات بين أجناس الشعب، تمثل ذلك في مظاهر البهرجة والعظمة التي احتوتها الصور".

وتابعت: "الصور مثلت صندوقًا يستطيع الاحتفاظ بالتاريخ بالأدوات التقنية الحديثة، فأصبحت الذكرى خالدة في وجدانه، فالمصري الحديث أصبح يعيش انقسامًا بين ذاته الواقعية وذاته التخيلية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي تساعده على إنتاج ذاته بشكله الجديد، فهي استحضار للجوهر الثقافي العتيق".

غطاء للوضع الاجتماعي

وأشارت إلى أن البعض اعتبر هذا الترند بمثابة غطاء اجتماعي لظروفه، فالإنسان الذي يعيش قهرا أو نقصا اجتماعيا يعيد هذه الصور ليعكس شعورًا ذاتيًا بالعظمة والسلطة والنفوذ، بعد تجسيده في قالب ملكي أو فرعوني، تولده الصور المصنعة بالذكاء الاصطناعي.

وزادت: "الترند عبر عن استعادة الهوية والبحث الذاتي، واتصالًا بالماضي، ومثلت الصور انعكاسًا للاوعي للفرد، فالتحول لصورة فرعونية اعتبر بمثابة بناء تمثال كما كان يفعل أجدادنا، فصار الهاتف رمزًا للمعبد الرقمي الصغير، يجسد استحضار الهوية القديمة، التي يحافظ المصري الحديث على اتصال دائم معها، فنحن نعيش في جلباب هويتنا الفرعونية".

اقرأ أيضًا:

مهندس إضاءة العروض السماوية بالمتحف المصري الكبير يكشف سر الأضواء المبهرة

عروض افتتاح المتحف الكبير، صورة مصر من الماضي إلى المستقبل

تابعونا على

search