الأحد، 02 نوفمبر 2025

07:13 م

قرض الـ 800 مليون دولار، هل المتحف المصري الكبير بحق انتفاع لليابان؟

المتحف المصري الكبير

المتحف المصري الكبير

بحفل عالمي أسطوري يليق بعظمة التاريخ المصري، دشن الرئيس عبد الفتاح السيسي المتحف المصري الكبير، أمس السبت، ليكون هدية مصر إلى العالم، ورسالة حضارية تُعيد تعريف العلاقة بين التاريخ والمستقبل، ولكن بعد الافتتاح الرسمي، ترددت تساؤلات حول ما إذا كان المتحف بحق انتفاع لليابان، خاصة في ظل الدعم الذي قدمته الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) لتمويل وإنجاز المشروع.

تكلفة إنشاء المتحف المصري الكبير

من جانبه أكد الخبير الاقتصادي، عادل عامر، أن القروض التي حصلت عليها مصر من جايكا تأتي ضمن اتفاقية تعاون تنموي رسمي، وليست حق انتفاع أو ملكية، إذ تظل ملكية المتحف بالكامل للحكومة المصرية، فيما يشمل التعاون تبادل الخبرات والتدريب في مجالات الترميم، الإدارة، والعرض المتحفي.

وبلغت التكلفة الإجمالية لإنشاء المتحف المصري الكبير نحو 1.2 مليار دولار أمريكي، تم تمويل الجزء الأكبر منها عبر قرضين ميسّرين من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي بقيمة إجمالية بلغت 800 مليون دولار، أي ما يعادل 84.2 مليار ين ياباني.

حقيقة حق الانتفاع 

وتم توقيع القرض الأول عام 2008 والثاني عام 2016، بشروط ميسّرة للغاية من حيث الفائدة التي تبلغ 1.5% فقط، إضافة إلى فترات سداد طويلة الأجل، بما يرسخ مفهوم الشراكة التنموية وليس الاستثمار التجاري، ووفقًا لما نشرته جايكا على موقعها الرسمي، فإن التمويل الياباني لا يمنح أي طرف أجنبي حق انتفاع أو ملكية للمتحف، وإنما يأتي ضمن اتفاقية دعم فني وثقافي تهدف إلى بناء نموذج عالمي للمتاحف الحديثة في الشرق الأوسط.

المتحف المصري الكبير

وأوضح عامر، أنه إلى جانب التمويل، قدمت اليابان دعمًا فنيًا وتقنيًا في مجالات متعددة، منها تدريب الكوادر المصرية في مجالات الترميم والإدارة المتحفية، ودعم إنشاء مركز الترميم التابع للمتحف المصري الكبير المزود بأحدث الأجهزة، إضافة إلى التعاون في أعمال التنقيب والترميم لمركبة خوفو الثانية.

فكرة إنشاء المتحف ومما يضم

وبدأت قصة المتحف المصري الكبير مع مسابقة عالمية لتصميمه شاركت فيها مكاتب هندسية من مختلف أنحاء العالم، وفازت بها الشركة الإيرلندية Heneghan Peng Architects، التي وضعت تصورًا معماريًا يمزج بين روح الصحراء المصرية وملامح العمارة المعاصرة.

وبدأ التنفيذ الفعلي عام 2005، غير أن الطريق لم يكن سهلًا؛ إذ واجه المشروع تحديات سياسية ومالية، خاصة بعد أحداث يناير 2011 التي تسببت في توقف الأعمال، قبل أن تُستأنف بقوة عام 2014 مع استقرار الأوضاع وإعادة ترتيب الأولويات الوطنية.

المتحف المصري الكبير

ويقع المتحف المصري الكبير على مساحة إجمالية تبلغ 480 ألف متر مربع، منها 85 ألف متر مربع مخصصة لقاعات العرض الدائمة، ليصبح بذلك أكبر متحف في العالم مخصص للحضارة الفرعونية، ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي مختلف مراحل التاريخ المصري القديم، من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر اليوناني الروماني.

ومن أبرز ما يميز المتحف عرضه الكامل لمجموعة الملك توت عنخ آمون لأول مرة مجتمعة في مكان واحد، باستخدام أحدث تقنيات الإضاءة والعرض المتحفي التي تُبرز جمال القطع وتاريخها، وفي مدخل المتحف ينتصب تمثال رمسيس الثاني العملاق بارتفاع 12 مترًا، الذي نُقل في عملية هندسية دقيقة من ميدان رمسيس عام 2006، ليكون أول ما يستقبل الزوار القادمين من جميع أنحاء العالم، كما يضم المتحف قاعات عرض ضخمة مخصصة لثلاثة محاور رئيسية هي: المجتمع، والملكية، والمعتقدات الدينية، في رحلة زمنية تمتد لأكثر من ثلاثة آلاف عام من التاريخ المصري.

ويطل الدرج الرئيسي للمتحف المصري الكبير على أهرامات الجيزة الثلاثة “خوفو وخفرع ومنقرع”، من خلال واجهة زجاجية ضخمة تمنح الزائر مشهدًا بصريًا فريدًا يجسد لقاء الماضي بالحاضر، حيث تمتزج عظمة الحضارة القديمة بروح العمارة الحديثة.

اقرأ أيضًا:

افتتاح المتحف المصري الكبير بموسيقى سيد درويش

"الفراعنة بنوا الماضي بروح المستقبل"، كلمة مؤثرة لـ منير نعمة الله في افتتاح المتحف الكبير

السيسي وقرينته يستقبلان الوفود المشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير

حلم عمره 33 سنة، ماذا قال فاروق حسني في افتتاح المتحف المصري الكبير؟

search