الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025

01:28 م

المتحف المصري الكبير.. حين تستيقظ الذاكرة ويبتسم التاريخ

بعد سنواتٍ من الانتظار، افتتحت مصر رسميًا في الأول من نوفمبر 2025 المتحف المصري الكبير، أكبر صرح أثري مخصص لحضارة واحدة في العالم.

يقع المتحف عند سفح الأهرامات بالجيزة، ويضم أكثر من مئة ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، في تصميم معماري حديث يمزج بين عبق التاريخ وروح الحاضر.

وقد حظي الحدث بتغطية عالمية واسعة، شاركت فيها مئات القنوات ووكالات الأنباء الدولية، معتبرة أن مصر “أعادت تعريف العلاقة بين الماضي والمستقبل”.

في تلك الليلة التي أُضيئت فيها الجيزة بأنوار التاريخ، وقفت مصر أمام العالم بثقة العارف بأصول المجد. لم يكن الافتتاح حدثًا أثريًا فحسب، بل بعثًا حضاريًا جديدًا أيقظ في المصريين إيمانهم بقدرتهم على البناء مهما طال الانتظار.

العالم أجمع كان شاهداً على لحظة استثنائية، حين امتزجت أنوار الليزر على الأهرامات بصدى موسيقى الحضارة. تحدّثت الصحف العالمية عن “المتحف الذي هزّ ذاكرة الإنسانية”، وأشادت اليونسكو بهذا الحدث بوصفه “محطة تاريخية في مسار الحفاظ على التراث الإنساني”.

أما في الداخل، فكان مردوده النفسي على المصريين عميقًا؛ لحظة فخر حقيقية أعادت إليهم الإحساس بالقيمة والانتماء. شعر كل مواطن أن بلده – رغم الصعوبات– قادرة على الإبهار والعطاء، وأن المجد ليس حكرًا على الماضي، بل ممكن في الحاضر أيضًا.

من زاويتي كاستشارية للعلاقات الإنسانية، أرى في هذا الإنجاز رسالة رمزية لكل إنسانٍ تأخر حلمه: أن التأخير لا يعني الفشل، بل النضج. فكما صبر المصريون على بناء هذا الصرح، نصبر نحن على بناء ذواتنا، وعلاقاتنا، ومستقبلنا. كل ما يُبنى على الإيمان والنية الطيبة، يزدهر ولو بعد حين.

المتحف المصري الكبير ليس مبنى يُعرض فيه التاريخ، بل مرآةٌ تعكس روح أمة تعرف كيف تُعيد نفسها من جديد.
ومن أمام الأهرامات، أعلنت مصر للعالم أن الحضارة ليست ما مضى، بل ما نُعيد كتابته كل يوم بالإرادة، والجمال، والإيمان بأن القادم… أجمل

search