الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

07:07 م

رحيل ديك تشيني مهندس غزو العراق بعد 13 عامًا عاشها بـ"قلب مزروع"

نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني

نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني

توفي نائب الرئيس الأمريكي الأسبق ديك تشيني، عن عمر ناهز 84 عامًا، وأكدت عائلته أن زوجته لين، رفيقة دربه منذ 61 عامًا، وابنتيه ليز وماري، كن إلى جانبه لحظة رحيله، لافتة إلى أن تشيني توفي نتيجة مضاعفات الالتهاب الرئوي وأمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب شبكة "سي إن إن"

وأضافت العائلة: “كان ديك تشيني رجلا عظيمًا وصالحًا، علم أبناءه وأحفاده حب الوطن، والعيش بشجاعة وشؤف، وكان شغوفًا بصيد الأسماك".

يعد تشيني، الذي شغل منصب نائب الرئيس السادس والأربعين إلى جانب الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش بين عامي 2001 و2009، واحدًا من أبرز الشخصيات السياسية وأكثرها جدلًا في تاريخ الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن تشيني أصبح في سنواته الأخيرة منبوذًا داخل حزبه الجمهوري بسبب انتقاداته الحادة للرئيس دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه “أكبر تهديد للجمهورية الأمريكية”.

معاناة تشيني الصحية 

عانى تشيني طوال حياته من أمراض القلب، ونجا من عدة نوبات قلبية قبل أن يخضع في عام 2012 لعملية زرع قلب وصفها لاحقًا بأنها "هدية الحياة نفسها".

من الفشل الدراسي إلى القمة السياسية

وُلد تشيني في 30 يناير 1941 بمدينة لينكولن بولاية نبراسكا، خلال نشأته في بلدة كاسبر الصغيرة بوايومنج، تعرف على لين فينسنت، زميلته في المدرسة الثانوية، التي أصبحت زوجته لاحقًا، ورغم حصوله على منحة دراسية في جامعة ييل، فشل في التكيف وطرد من الجامعة، قبل أن يعمل في خطوط الكهرباء، حيث مر بمرحلة صعبة شهدت اعتقاله مرتين بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول.

صورة لتشيني في فترة دراسته في الجامعة

لكن إنذارًا أخيرًا من لين، التي رفضت الزواج من عامل كهرباء في المقاطعة، غير مجرى حياته، فقرر إكمال دراسته وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعة وايومنج، وتزوج عام 1964.

صعود متدرج في السلطة

شغل تشيني سلسلة من المناصب رفيعة المستوى، منها مساعد في البيت الأبيض خلال إدارة ريتشارد نيكسون، أصغر رئيس لموظفي البيت الأبيض في عهد جيرالد فورد، عضو في الكونجرس خلال إدارة رونالد ريجان، وزير الدفاع في عهد جورج بوش الأب وأخيرًا نائب الرئيس جورج بوش الابن.

وفي عام 2000، اختاره بوش نائبًا له أثناء عمله في شركة هاليبرتون النفطية، رغم إصابته حينها بثلاث نوبات قلبية، وكان معروفًا بحادثة صيد شهيرة أطلق فيها النار عن طريق الخطأ على زميله.

يجلس تشيني بجوار الرئيس جورج دبليو بوش أثناء اجتماعه مع حكومته ومستشاريه، بما في ذلك وزير الخارجية كولن باول (سي إن إن)

دوره بعد هجمات 11 سبتمبر

عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، تولى تشيني دورًا محوريًا في توجيه السياسات الأمنية الأمريكية، إذ عمل بشكل وثيق مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وساهم في غزو أفغانستان والعراق.

غير أن قرار غزو العراق عام 2003 ظل الحدث الأبرز في تاريخه السياسي، بعدما تبين لاحقًا عدم وجود أسلحة دمار شامل أو صلة بين نظام صدام حسين وتنظيم القاعدة، ما شكل وصمة في مسيرته، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

الحياة بعد البيت الأبيض

بعد مغادرته البيت الأبيض، كرس تشيني وقته لتأليف الكتب، منها مذكراته الشخصية والسياسية وكتاب عن رحلته مع أمراض القلب، إلى جانب عمل مشترك مع ابنته ليز، كما واصل نشاطه كأحد أبرز منتقدي إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، معتبرًا سياساته محاولة "لتصحيح أخطاء إدارة بوش وتشيني".

اقرأ أيضًا:

إدارة ترامب توقف تمويل الأمم المتحدة لحين تحقيق شروط معينة

search