بعد سقوط الفاشر، تدهور الأوضاع في السودان وامتداد الصراع نحو "الأبيض"
الحرب في السودان
تشهد الساحة السودانية تدهورًا مستمرًا في الأوضاع الإنسانية، مع تصاعد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فيما تزداد المخاوف من امتداد رقعة القتال نحو وسط البلاد.
ذلك بعدما سقطت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أيدي قوات الدعم السريع، ليتركز اهتمام الأنظار الآن على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان.
وتعد مدينة الأبيض، التي تعتبر ملتقى الطرق الرئيسية في السودان، الآن في مرمى النيران، حيث يشهد الوضع العسكري توترًا متزايدًا واشتباكات مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق كردفان، وفقًا لما أفادت به قناة "العربية".
مجزرة في الأبيض
قُتل ما لا يقل عن 40 شخصًا وأصيب آخرون في هجوم استهدف تجمعًا للعزاء في مدينة الأبيض، حسبما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الأربعاء.
وحذر المكتب الأممي من أن الوضع الأمني في منطقة كردفان يشهد تدهورًا مستمرًا، بالتزامن مع اتساع نطاق الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر
بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، أصبحت نحو 80% من ولاية شمال دارفور تحت قبضتها، مع استثناء بعض المناطق مثل كرنوي وأمبرو والطينة الواقعة شمال الولاية قرب الحدود مع تشاد، إضافة إلى مناطق جبل مرة التي يتزعمها عبد الواحد محمد النور مثل منطقة طويلة التي تبعد نحو 65 كيلومترًا شمال غرب الفاشر.
وتواصل قوات الدعم السريع توسيع نطاق عملياتها نحو ولاية شمال كردفان، مركزًا عسكريًا واقتصاديًا بالغ الأهمية، حيث ركزت هجماتها على مدينة الأبيض بعد فرض سيطرتها على مدينة بارا، ثاني أكبر مدن الولاية، التي تبعد حوالي 40 كيلومترًا عن عاصمتها.
الجيش يتحرك لحماية الأبيض
من جهته، أعلن الجيش السوداني استمراره في التقدم نحو مدينة الأبيض بهدف منع سقوطها بيد قوات الدعم السريع، مشيرًا إلى أن الأخيرة قد سيطرت على منطقة كازقيل الواقعة جنوب المدينة، على بعد نحو 45 كيلومترًا منها.
وأكد الجيش عزمه على التصدي لقوات الدعم السريع في كردفان ودارفور، وهو ما شدد عليه ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السوداني، في أحدث تصريحاته.
رفض المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار
رفضت القيادة السودانية المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار، وأفادت أن القرار جاء عقب اجتماع طارئ لمجلس الدفاع السوداني برئاسة قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان لمناقشة مستجدات الوضع الأمني.
وأكد بيان القوات المسلحة السودانية أن المجلس يعرب عن شكره لحكومة الولايات المتحدة على جهودها لوقف الصراع، لكنه قرر حشد الشعب السوداني لدعم القوات المسلحة في القضاء على الميليشيات المتمردة، في إطار التعبئة العامة وجهود الدولة لإنهاء التمرد.
كارثة إنسانية في الفاشر وموجات نزوح متواصلة
على الصعيد الإنساني، تدخل مدينة الفاشر يومها الحادي عشر تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بينما يعاني آلاف المدنيين من نساء وأطفال وكبار سن أوضاعًا قاسية، دون غذاء كافٍ أو مأوى أو خدمات أساسية.

ولم تتمكن المنظمات الإنسانية الدولية من دخول المدينة أو إيصال المساعدات للمتضررين، بسبب القيود الأمنية المفروضة.
وفي منطقة طويلة القريبة من الفاشر، تواجه آلاف الأسر النازحة أوضاعًا إنسانية بالغة الصعوبة، حيث تحولت المنطقة إلى مخيمات مكتظة وسط نقص حاد في الإمدادات، واستمرار تدفق النازحين من القرى والبلدات المجاورة.
الوضع في كردفان
في ولايتي شمال وغرب كردفان، يسود هدوء حذر على محاور القتال بعد غارات جوية نفذها سلاح الجو السوداني على مواقع قوات الدعم السريع. لكن الأوضاع في مدينة بارا تظل الأكثر سوءًا، إذ تشير تقارير إلى انتشار عشرات الجثث في الشوارع والمنازل دون السماح بدفنها، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
وقال المتحدث باسم حركة جيش تحرير السودان، محمد عبد الرحمن الناير، لقناة "العربية"، إن الحركة استقبلت أعدادًا هائلة من النازحين في مناطق سيطرتها، موضحًا أن محلية طويلة استقبلت نحو مليون نازح، في حين تم نقل أكثر من 1300 مصاب من مدينة الفاشر إلى المنطقة.قبلت نحو مليون نازح، فيما تم نقل أكثر من 1300 مصاب من مدينة الفاشر إلى المنطقة.
اقرأ أيضًا:
الفاشر تحت حصار التجويع، الأهالي يأكلون علف المواشي ودعوات لكسر "الصمت المعيب"
الأكثر قراءة
-
هدد بمقاضاة المسيئين له، المعتمر المصري المعتَدى عليه في بث مباشر: أوقفوا المهزلة
-
"سامحته ويا بخت من بات مظلوم"، أول تعليق من المعتمر المصري المعتدَى عليه بالسعودية (خاص)
-
تجاوز غير مقبول، مشادة داخل الحرم المكي تُشعل مواقع التواصل رغم رد الأمن السعودي
-
ضبط التيك توكر "مادونا" في القليوبية، والأمن يكشف السبب
-
"حق حازم مش هيروح"، إحالة الملاكم المعتدي على أسرة أمام نادي بيفرلي هيلز للمحاكمة
-
على مسؤولية هنيدي، زواج آمال ماهر من رجل الأعمال علي محجوب وشهر العسل بباريس
-
الدولار والجنيه المصري، هل يقترب الأخضر من مستوى 54 جنيهًا؟
-
موعد عرض الحلقة الثالثة من مسلسل كارثة طبيعية لـ محمد سلام
أخبار ذات صلة
المهلة الأمريكية تثير الجدل في بيروت وتل أبيب، هل يقترب لبنان من جولة قتال جديدة؟
05 نوفمبر 2025 02:25 م
ترامب يلوح بحرب جديدة في قلب أفريقيا، ما السبب الحقيقي لتهديد نيجيريا؟
05 نوفمبر 2025 02:04 م
ممداني يهاجم ترامب في خطاب النصر: "ارفع صوت التلفزيون كي تسمعني جيدا"
05 نوفمبر 2025 10:16 ص
تحذيرات لـ3 ملايين أمريكي بالابتعاد عن النوافذ، ماذا يحدث؟
05 نوفمبر 2025 05:55 ص
أكثر الكلمات انتشاراً