الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025

06:54 ص

دراسة تكشف وجود رابط بين الشعر الرمادي ومقاومة الجسم للسرطان

الشعر الرمادي

الشعر الرمادي

توصل فريق من الباحثين من جامعة طوكيو إلى اكتشاف غير متوقع حول أصل الشيب، وهو أن كل خصلة بيضاء من شعرنا هي علامة إيجابية على عمل خلايا الجسم بشكل جيد لحماية الجسم من السرطان.

ووفقًا للدراسة، المنشورة في مجلةNature Cell Biology، فقد يكون فقدان الصبغة في الشعر مرتبطًا بآلية دفاع طبيعية ضد السرطان.

اكتشاف فائدة مدهشة للشعر الرمادي 

قام البحث، الذي أجري على نماذج الفئران التجريبية، بتحليل سلوك الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر عند تعرضها لأنواع مختلفة من تلف الحمض النووي.

ولاحظ العلماء أنه عندما تتعرض هذه الخلايا لانقطاعات في خيوط الحمض النووي، فإنها تتوقف عن التجدد وتتحول إلى خلايا متمايزة، ويبدو أن لهذه العملية البيولوجية، التي تُسبب الشيب، غرضًا أعمق: منع تكاثر الخلايا التالفة التي قد تُصبح أورامًا.

وتُعرف هذه الظاهرة باسم "التمايز المقترن بالشيخوخة"، وهي بمثابة نوع من المكابح الطبيعية للسرطان في الجسم.

الشعر الرمادي: شكل من أشكال الدفاع البيولوجي

وأوضحت البروفيسورة إيمي نيشيمورا، المؤلفة المشاركة في الدراسة، أن الخلايا الجذعية الجريبية يمكن أن "تتبع مسارات متعاكسة، فتصبح مستنفدة أو تتكاثر، اعتمادًا على نوع الإجهاد والبيئة الخلوية".

وهكذا، يمكن اعتبار الشعر الرمادي وسرطان الجلد نتيجتين مختلفتين لنفس الاستجابة الخلوية للإجهاد الجيني.

واكتشف الفريق أيضًا أنه عند تعرض الخلايا لمواد مسرطنة معينة، يتمكن بعضها من التهرب من هذه الآلية الدفاعية ويحافظ على قدرته على التجدد الذاتي، ومع ذلك، فإن هذا "الاختيار" يزيد من خطر الانتشار غير المنضبط، مما يُظهر التوازن الدقيق بين شيخوخة الشعر والوقاية من السرطان.

وبعبارة أخرى، فإن ظهور الشعر الرمادي قد يكون علامة إيجابية، وهي إشارة إلى أن آليات الدفاع في الجسم تعمل بشكل صحيح.

الشيخوخة وحماية الخلايا

وأوضح الباحثون أن النتيجة لا تعني أن الشعر الرمادي يمنع الإصابة بالسرطان، بل إنها تعكس استجابة تكيفية من الكائن الحي للضرر الجيني.

وتوضح هذه العملية أن الجسم يعطي الأولوية لاستقرار الحمض النووي على تجديد لون الشعر، وهو ما يفسر لماذا يتحول الشعر إلى اللون الأبيض خلال فترات زيادة الضغط الخلوي أو البيئي.

على الرغم من أن الدراسة أجريت على الحيوانات فقط، يعتقد المؤلفون أن النتائج قد تساعد في فهم أفضل للارتباط بين الشيخوخة وشيخوخة الخلايا والسرطان لدى البشر.

إن فهم هذه الآليات قد يفتح آفاقًا جديدة في البحث الطبي، وخاصةً في مجالات الطب التجديدي والوقاية من السرطان، فالشيب ليس مجرد علامة على التقدم في السن، بل قد يُمثل مظهرًا واضحًا لأجهزة الدفاع الداخلية في الجسم،

بمعنى آخر، كل خصلة بيضاء من شعرنا يمكن أن تكون بمثابة تذكير بأن خلايانا لا تزال تحمينا.

search