الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

02:04 م

وجه آخر للحرب، إسرائيل تستهدف الفلسطينيين بـ"الطعام المفخخ" و"عصافير الموت"

علب مفخخة

علب مفخخة

لم يكتفِ الجيش الإسرائيلي باستهداف الشعب الفلسطيني بالقصف المباشر، فحتى بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، يستخدم خدعة المعلبات المفخخة والألعاب لزيادة أعداد الشهداء والجرحى، لا سيما من الأطفال الذين لا يستطيعون تمييز هذه المخلفات، حيث ترك الجيش مخلفات مفخخة في منازل الفلسطينيين بقطاع غزة ما يهدد النازحين العائدين، وسكان القطاع بالموت وبتعرضهم لإصابات خطيرة.

علب طعام مفخخة

حذرت جهات أمنية وصحية في قطاع غزة من مخلفات متفجرة وألعاب مفخخة تركها الجيش الإسرائيلي في المناطق التي انسحب منها مؤخرًا، معتبرة أن هذه الأساليب تمثل وجهًا آخر للحرب يستهدف المدنيين، لا سيما الأطفال، وفقًا لـ"المركز الفلسطيني للإعلام".

أكد جهاز أمن المقاومة أن قوات الاحتلال لم تكتف بالقصف المباشر واستهداف الأحياء السكنية، بل تركت عبوات مموهة داخل منازل الفلسطينيين على هيئة علب غذائية أو مواد تموينية، يشتبه في أنها تحوي مواد متفجرة معدة للانفجار فور فتحها، ما يهدد حياة العائدين إلى منازلهم بعد النزوح.

وأوضح الجهاز، في بيان نقلته وسائل إعلام محلية، أن هذه العلب تم رصدها في مناطق مختلفة من القطاع، وتشبه في مظهرها معلبات اللحوم أو الأغذية المحفوظة، وتفتح بواسطة مفتاح معدني مثبت في الغطاء، ما يجعلها قنابل مموهة عالية الخطورة يصعب تمييزها من قبل المدنيين.

قنابل في هيئة معلبات طعام

وأشار الجهاز إلى أن المعطيات الميدانية تدل على أن هذه العبوات من مخلفات جيش الاحتلال أو أدوات تمويه متعمدة، تم زرعها في محيط مناطق المواجهة أو داخل المنازل، بهدف استهداف أي شخص يحاول لمسها أو التعامل معها.

ودعا أمن المقاومة المواطنين إلى عدم الاقتراب من أي جسم مجهول أو مريب، محذرًا من محاولة فتح أو تحريك هذه المعلبات أو تصويرها، وشدد على ضرورة إخلاء المكان فورًا وإبلاغ الجهات المختصة للتعامل معها بطرق آمنة، كما اعتبر أن التحلي بالحيطة واجب وطني في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها غزة.

ألعاب مفخخة تستهدف الأطفال

في السياق ذاته، حذّر مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، من أساليب خطيرة وغير إنسانية استخدمها الجيش الإسرائيلي خلال عملياته، مؤكدًا أن قوات الاحتلال تركت دُمى وألعابًا مفخخة في مناطق متعددة من القطاع بهدف الإيقاع بالأطفال الفلسطينيين، بحسب وكالة "تسنيم" الإخبارية.

لُعب أطفال مفخخة

وقال البرش إن "الاحتلال لم يترك خلفه منازل مدمرة فقط، بل خلف أيضًا قنابل موقوتة بأشكال جذابة للأطفال"، مضيفًا أن مخلفات الصواريخ والقذائف غير المنفجرة لا تزال منتشرة بين الأنقاض، لتواصل حصد الأرواح حتى بعد توقف العمليات العسكرية.

وأوضح أن المستشفيات في القطاع تستقبل يوميًا عددًا من الأطفال المصابين بجروح بالغة نتيجة تعاملهم العفوي مع تلك الألعاب أو الأجسام الغريبة، مشيرًا إلى أن بعض الحالات تصل بأطراف مبتورة أو وجوه مشوهة جراء انفجار هذه الأجسام المفخخة.

وبين البرش أن الاحتلال لجأ إلى أساليب "شيطانية" في الحرب، إذ زرع متفجرات داخل دمى ودببة وعصافير صغيرة، تغري الأطفال بالاقتراب منها قبل أن تنفجر، معتبرًا أن هذا السلوك يمثل شكلًا جديدًا من أشكال حرب الإبادة ضد المدنيين رغم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وختم بالقول إن الحرب في غزة لم تعد تقتل بالرصاص فقط، بل بالبراءة ذاتها، حين يتحول اللعب إلى موت والضحك إلى صراخ، محملًا المجتمع الدولي مسؤولية صمته تجاه هذه الجرائم التي تستمر في حصد أرواح الأبرياء.

اقرأ أيضًا:
عند الخط الأصفر، مخاوف تقسيم غزة تتزايد مع تعثر خطة ترامب

search