الجمعة، 14 نوفمبر 2025

08:17 م

“سياحة القنص”، تحقيق صادم يكشف سادية أثرياء أوروبا ضد مسلمي البوسنة

مسلمو البوسنة خلال عبور زقاق القناصة

مسلمو البوسنة خلال عبور زقاق القناصة

بين عامي 1992 و1996، عاش شعب البوسنة والهرسك، أطول حصار في التاريخ الحديث، بعد أن أعلنت الدولة استقلالها عن يوغسلافيا، خلال هذا الحصار وقع ما لا يخطر على عقل إنسان، سياحة بشعة من نوعها يقوم فيها السياح الأثرياء أو بالأحرى مجرمين بقنص الأبرياء في الشوارع، كما لو كانوا يلعبون لعبة فيديو أو في رحلة لاصطياد الطيور الحرة والحيوانات، وذلك مقابل 90 ألف دولار.

حصار منطقة سراييفو 

مدينة محاصرة بين الجبال وشوارع خالية من الحركة، أي خطوة لك داخل أو خارج منزلك قد تكون الأخيرة، هناك أحد الأثرياء يراقب من فوق التلال قاصدًا روحًا عشوائية لقنصها قد تكون أنت أو غيرك، هذا ليس مشهدًا من مسلسل لعبة الحبار، أو جزء آخر من فيلم “The Hunt” هذا واقع مرير عاشه سكان منطقة سراييفو في تسعينات القرن العشرين.

التحقيق مع إيطاليين في قضيية قال أبرياء سراييفو 

والآن وبعد مرور ما يقارب من 30 عامًا، فتحت النيابة العامة في ميلانو، تحقيقًا مع بعض الإيطاليين الذين يزعم أنهم دفعوا أموالًا ضخمة لبعض أعضاء الجيش الصربي مقابل رحلات سياحية تدعى “سياحة القناصة” إلى سراييفو، حيث يتمكنوا من قتل مسلمي البوسنة الأبرياء خلال الحصار الذي استمر أكثر من 4 سنوات، وفقًا لتقرير صحيفة “ذا جارديان”.

إحدى لافتات زقاق القناصة مكتوب عليها “ أحذر من القناصة”

التحقيق لم يشمل إيطاليين فقط بل تضمن أيضًا جنودا من جنسيات أخرى كالفرنسية والإنجليزية والألمانية يطلق عليهم “سياح القناصة”، مقابل 90 ألف دولار لجنود رادوفان كاراديتش، زعيم صرب البوسنة السابق الذي أدين بالإبادة الجماعية عام 2016، نظير القيام بـ"سياحة القنص"، للتمركز على التلال المحيطة بمنطقة سراييفو والحصول على زاوية واضحة لإطلاق النار على السكان من أجل المتعة.

حصار البوسنة والهرسك

الدافع وراء قتل مسلمي البوسنة

التحقيق بدأ من شكوى مقدمة من إيزيو جافازيني، وهو كاتب مقيم في ميلانو قام بجمع أدلة حول هذه الاتهامات بعد أن شاهد الفيلم الوثائقي “سفاري سراييفو” عام 2022، بهدف تحديد هوية الإيطاليين المتهمين بتهم القتل المصحوبة بدوافع حقيرة.

وزعم جافازيني، أن عدد كبير من الإيطاليين وغيرهم من جميع الدول الغربية متورطون في هذه الإبادة، مشيرًا إلى أنه لم تكن هناك دوافع سياسية أو دينية، فقط كانوا أثرياء ذهبوا للاصطياد وإشباع رغباتهم الشخصية.

كما زعم جافازيني، أن المشتبه بهم الإيطاليين كانوا يلتقون في مدينة ترييستي الشمالية ثم يسافرون إلى بلغراد حيث يصطحبهم الجنود الصرب لتلال سراييفو، مشيرًا إلى أنه حدد هوية بعض الإيطاليين المتورطين ومن المتوقع استجوابهم في الأسابيع المقبلة.

أبرز ضحايا سياحة القناصة

في الحصار الذي قتل فيه أكثر من 10 آلاف شخص من بينهم أطفال ونساء، كان أبرز الضحايا  الزوجان" بوسكو بركيتش وأدميرا إسميتش" اللذان قتلا عام 1993 خلال عبور الجسر وظلت جثتاهما عالقة في منطقة محايدة بين الصرب والبوسنيين لعدة أيام لتصبح رمزًا على وحشية الحرب.

الزوجان" بوسكو بركيتش وأدميرا إسميتش" اللذان لقبا بـ رومييو وجولييا سراييفو 

زقاق القناصة

وما يزيد المشهد رعبًا، هو تخيل عبور أحد الأطفال شارع ميشا سليموفيتش الملقب بـ"زقاق القناصة"، إذ كان يتربصه القناصة لقتل العابرين منه والذي كان من الصعب تجنبه كونه الطريق المؤدي لمطار سراييفو.

طفل يحاول عبور زقاق القناصة في سراييفو  عام 1995

وقالت نيكولا بريجيدا، المحامية التي ساعدت جافازيني في التحقيق، إن الأدلة التي جمعت مدعمة بوثائق قوية قد تفضي إلى تحقيق جاد حول هوية الجناة.

اقرأ أيضًا:

راتب يصل إلى 700 يورو.. إعلان مهم بشأن وظائف البوسنة والهرسك

اليوم.. آخر موعد للتقديم على وظائف البوسنة والهرسك

search