"خلاف بين ترامب وجرين"، فضائح جيفري إبستين تتصدر المشهد السياسي بأمريكا

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، سحب دعمه رسميًا للنائبة مارجوري تايلور جرين، وهاجمها شخصيًا، وردت الأخيرة بأن ترامب يحاول جعلها عبرة لمنع نشر ملفات تتعلق بجيفري إبستين، المدان بالاعتداء الجنسي، وفقًا لـ"سي إن إن".

عودة الجدل حول إبستين في واشنطن

شكّل منشور ترامب قطيعة سياسية كبيرة كانت في طور التكوين، إذ تصاعدت حدة الخلاف بين الحليفين السابقين، اللذين اتسعت رقعة الخلاف بينهما على خلفية انتقاد جرين لترامب على جبهات متعددة، وتفاقم الخلاف إلى تبادل حاد للضربات، حيث عاد الجدل حول إبستين إلى الواجهة في واشنطن.

ترامب قال في منشور على منصة “تروث سوشيال”: "أسحب دعمي وتأييدي لعضوة الكونجرس مارجوري تايلور جرين"، مضيفًا أن جرين، التي تترشح لإعادة انتخابها في عام 2026، اتجهت إلى أقصى اليسار.

وأضاف: "لقد أخبرت العديد من الأشخاص أنها مستاءة لأنني لم أعد أرد على مكالماتها الهاتفية، لكن مع وجود 219 عضوًا في الكونجرس و53 عضوًا في مجلس الشيوخ و24 عضوًا في مجلس الوزراء ونحو 200 دولة وحياة طبيعية أخرى، لا يمكنني تلقي مكالمة من مجنون غاضب كل يوم".

التركيز على السياسة الخارجية

وحذّرت جرين التي انضمت إلى الكونجرس عام 2021 وكانت حتى وقت قريب من أشد مؤيدي ترامب، في الأسابيع الأخيرة من أن الرئيس الأمريكي يفرط في التركيز على السياسة الخارجية، ولا يبذل جهدًا كافيًا لترويج أجندته الداخلية.

ردت جرين، التي تنتمي للحزب الجمهوري وتمثل ولاية جورجيا، أمس، قائلة: "بالطبع، يهاجمني بشدة ليجعلني عبرة، ويخيف جميع الجمهوريين الآخرين قبل تصويت الأسبوع المقبل على نشر ملفات إبستين".

خطاب البيت الأبيض

وشدد ترامب من أن جرين قد تغيرت سياسيًا في الأسابيع الأخيرة، حيث انتقدت عضو الكونجرس عن ولاية جورجيا علنًا خطاب البيت الأبيض بشأن إغلاق الحكومة وجيفري إبستين.

وقال ترامب: "أعتقد أن ناخبيها لن يكونوا راضين، لقد تلقيت بالفعل اتصالات من أشخاص يريدون منافستها في سباق في دائرتها الانتخابية في جورجيا"، وأضاف أنه منفتح على تأييد مرشح منافس للحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية.

إعفاء لفرض تصويت

جرين، هي واحدة من أربعة أعضاء جمهوريين في مجلس النواب وقّعوا على عريضة إعفاء لفرض تصويت على نشر وثائق وزارة العدل المتعلقة بقضية إبستين، لكن شبكة "CNN" أفادت بأن عدد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين الذين قد ينشقون عن ترامب ويصوتون لصالح نشر الملفات قد يزيدون، وقد وصف ترامب مرارًا وتكرارًا، وبحزم، الدعوات إلى الشفافية حول علاقاته بإبستين بأنها "خدعة".

امتداد رسالة جرين

لكن رسالة جرين، امتدت أيضًا إلى نطاق أوسع لتستهدف سياسات ترامب الاقتصادية، مشيرة إلى أن البيت الأبيض بحاجة إلى تحسين رسائله بشأن قضايا القدرة على تحمل التكاليف.

وردت جرين في منشورها على مواقع التواصل الاجتماعي، بلقطتي شاشة لرسائل نصية يبدو أنها موجهة إلى ترامب ومساعدته، ناتالي هارب، كتبت أن معظم الأمريكيين يتمنون لو ناضل بكل هذه الشدة لمساعدة الرجال والنساء الأمريكيين المنسيين الذين سئموا الحروب والقضايا الخارجية، ويعانون من الفقر في محاولة إطعام عائلاتهم، ويفقدون الأمل في تحقيق الحلم الأمريكي.

في رسالة إلى جهة اتصال على هاتفها بعنوان "DJT"، شجعت جرين ترامب على الالتفات إلى علاقات إبستين بشخصيات بارزة أخرى وما وصفته بـ"الدولة العميقة". وفي رسالة منفصلة إلى هارب، أعربت عن دعمها لترامب، لكنها قالت إن على البيت الأبيض "التوقف عن تجاهل النساء، اغتصابهن في سن المراهقة ليس خدعة".

وكانت وزارة العدل الأمريكية، أعلنت أمس أنها ستباشر النظر في طلب ترامب، القاضي بفتح تحقيق حول الروابط التي جمعت الممول الراحل جيفري إبستين، بالرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون ومصرف "جيه بي مورجان تشيس".

ويأتي هذا التحرك في وقت يسعى فيه ترامب إلى إعادة توجيه الأنظار بعيدًا عن الجدل الدائر بشأن علاقته الشخصية بإبستين، المتهم سابقًا بالاتجار الجنسي، بحسب "رويترز".

وثائق تكشف علاقة ترامب بابستين

ويأتي إعلان وزارة العدل بعد يومين فقط من نشر لجنة في الكونجرس، آلاف الوثائق التي فجرت تساؤلات جديدة بشأن صلات محتملة بين ترامب وإبستين، في أحدث حلقة من سلسلة مطالبات الرئيس الأمريكي لأجهزة إنفاذ القانون بملاحقة من يعتبرهم خصومًا سياسيين.

ونشر نواب ديمقراطيون، الأربعاء الماضي، رسالة إلكترونية تعود إلى عام 2019 ومنسوبة لإبستين، ما أعاد الجدل إلى الواجهة، إذ تضمنت معلومات تثير أسئلة حول العلاقة بين الممول الراحل وترامب، وعلى أثر ذلك، دعا الرئيس الأمريكي إلى فتح تحقيق يشمل أيضًا مصرف "جيه بي مورجان تشيس" والرئيس الأسبق لجامعة هارفرد لاري سامرز، الذي تولى منصب وزير الخزانة في عهد كلينتون، وفقًا لما نقلته قناة "العربية".

ترامب يتهم الديمقراطيين

واتهم ترامب خصومه الديمقراطيين باستخدام "خديعة إبستين" لصرف الانتباه عن تسوية توصل إليها الحزب لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، مؤكدًا أن الفضيحة تتعلق بالديمقراطيين وليس الجمهوريين.

وخلال حديثه للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجهه إلى فلوريدا، نفى ترامب علمه بأي رسالة إلكترونية تشير إلى معرفته باعتداءات إبستين الجنسية، قائلًا إن علاقته بالأخير كانت سيئة للغاية لسنوات طويلة.

اقرأ أيضًا:

ترامب يعلن الاستعداد لاختبارات نووية جديدة

"واشنطن بوست": أمريكا تبحث خيارات عسكرية محتملة ضد فنزويلا