السبت، 22 نوفمبر 2025

12:14 ص

بعد واقعة الطلاسم ومهندسة الأقصر، خبير آثار: السحر واللعنات موروث فرعوني

تكسير الاواني الحمراء من الفخار لطرد الشر والارواح الشريرة  منظر من مقبرة الملك حورمحب بسقارة

تكسير الاواني الحمراء من الفخار لطرد الشر والارواح الشريرة منظر من مقبرة الملك حورمحب بسقارة

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية حالة من الجدل، بعد تداول صورة لـ عروسين وُجدت داخل جبانة أبو حليمة بأرمنت وعليها طلاسم. 

الواقعة جاءت بعد أيام قليلة من وفاة مهندسة شابة بالأقصر، كتبت قبل رحيلها أنها “تعرّضت للسحر”، ما ضاعف موجة الخوف والغضب بين الأهالي.

وسط هذا الجدل، كشف الدكتور الطيب غريب  الباحث المتخصص في التراث المصري القديم تفاصيل مثيرة حول جذور هذه الممارسات في الحضارة الفرعونية.

الطقوس السحرية.. جذورها تعود لآلاف السنين

وأكد الدكتور الطيب غريب، في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، أن السحر والتعاويذ ليست ظاهرة مستحدثة، بل عرفها المصري القديم منذ أقدم العصور، إذ اعتبروا التعاويذ “قوة روحية” تُستخدم للضرر أو الحماية.

وأشار إلى أن الحسد كان حاضرًا في الموروث الديني منذ بداية الخليقة، مستشهدًا بقصة “قابيل وهابيل” باعتبار الحسد سببًا لأول جريمة في التاريخ، وهو ما جعل الإنسان يلجأ إلى طقوس يعتقد أنها تدفع الشر أو تلحق الأذى بالآخرين.

تماثيل ولعنات.. أدوات الأذى في مصر القديمة

ويوضح الخبير أن المصريين القدماء استخدموا ما يعرف بـ تعاويذ اللعنة، حيث كانوا يصنعون تماثيل من الطين أو الشمع تمثّل الشخص المستهدف، ثم يقومون بتكسيرها أو تشويهها لتصوير إلحاق الأذى به، سواء بالمرض أو العجز أو الحرق أو تقيد الحركة.

وكان الاعتقاد السائد أن “التمثال هو الجسد البديل لصاحبه”، وأن أي لعنة تصيب التمثال تنتقل لصاحبه الحقيقي.

من “العروسة” الشعبية إلى الطلاسم المكتوبة

وأكد الدكتور الطيب أن كثيرًا من عادات السحر الشعبي الحالية لها جذور فرعونية، مثل:

استخدام “العروسة” لرد الضرر.

كتابة الطلاسم على صور الأشخاص وتعليقها أو دفنها.

استخدام الحجب ودفنها بالمقابر أو إلقائها في النيل والترع.

كما يشير إلى تشابه الأواني السحرية الفرعونية مع ما كان يُعرف شعبيًا بـ “طاسة الخضة”، التي كانت تعرَّض لضوء القمر ليشرب المريض منها طلبًا للشفاء.

جلب الحبيب.. عادة تعود للأسرة العشرين

وأضاف الخبير أن عادة جلب الحبيب التي يمارسها الدجالون اليوم لها أيضًا أصل فرعوني، إذ تم العثور على أوستراكا من عصر الأسرة العشرين تحتوي على طلاسم لربط قلب فتاة باسمها واسم والدتها، وهو ما يشبه تمامًا ما يفعله السحرة الآن.

“اكسر وراه قلة”.. أصل فرعوني لطقس دفع الشر

ومن المفاجآت التي كشفها الدكتور الطيب غريب أن عادة كسر القلل للاحتفال بزوال الشر أو طرد الحسد كانت موجودة في مصر القديمة، وكان يُطلق عليها “سد دشروت”، أي تكسير الأواني الحمراء لدفع الأرواح الشريرة.

تمائم وحُجب.. موروثات فرعونية ما زالت حيّة

كما ربط بين استخدام الخرزة الزرقاء، والعين، والتعويذات المعلقة، والقرون والحيوانات المخيفة على أبواب البيوت، وبين معتقدات المصريين القدماء للحماية من الشر والطاقة السلبية.

الأهالي يطالبون بالتحقيق بعد تكرار الحوادث

وتسببت الصورة الأخيرة للعروسين “المسحورين” ووفاة المهندسة الشابة في حالة استياء كبيرة، وسط مطالبات بالتحقيق في انتشار مثل هذه الأعمال داخل الجبانات، وتشديد الرقابة للحد من مثل هذه الممارسات التي تُثير الرعب بين المواطنين.

أقرأ أيضا:

بعد وفاة مهندسة شابة بالأقصر، صورة عروسين تحمل طلاسم تُشعل مواقع التواصل

بعد رسالة غامضة، مرض مفاجئ ينتهي بوفاة مهندسة شابة في الأقصر

search