الأحد، 23 نوفمبر 2025

04:13 ص

أشرف حكيمي أفضل لاعب أفريقي 2025

حكيمي والكرة الذهبية، المغاربة يتفوّقون

قبلات وفاءٍ للأم، وأحضان دافئة في قاعة احتفالات فاخرة، سعادة وفخر في شوارع أنهكها الانتظار، آمال بقدوة حسنة لأطفال صغار يتلمسون الطريق.

ذلك كان حال أشرف حكيمي وهو يتسلّم جائزة الكرة الذهبية لأحسن لاعب إفريقي لعام 2025، وصورة المغاربة وهم يشاهدون تلك اللحظة التي غابت عنهم منذ عام 1998.

المغرب وقصته مع التاج الفردي الذي يحلم به كل لاعب إفريقي… رحلة جميلة.

من أين تبدأ الحكاية؟

بدأت الجائزة من عملاق الصحافة العالمية “فرانس فوتبول” عام 1970، واحتكرتها إفريقيا السمراء في أول خمس نسخ.
كان طبيعيًا، مع الأداء المذهل للمالي ساليف كيتا، أن يُتوَّج بالجائزة الأولى عام 1970.

ثم جاء الدور على إبراهيم صنداي نجم أشانتي كوتوكو، المتوَّج بدوري أبطال إفريقيا 1970 ووصيف 1971، وكأنه نتاج أداء العامين معًا.

أما هافيا كوناكري بطل غينيا المتوَّج بدوري الأبطال عام 1972 فكان نجمه شريف سليمان بطل تلك السنة.
الأداء المذهل لمنتخب زائير (الكونغو حاليًا) جعل من الطبيعي تتويج نجميه بوانجا تشيمان وبول موكيلا على الترتيب عامي 1973 و1974.

كوَّن منتخب المغرب فريقًا رائعًا صعد إلى كأس العالم 1970 في المكسيك بوصفه ثاني منتخب إفريقي بعد مصر 1934، ورغم خروجه من الدور الأول، فإن ابتعاد المغرب وفرقها عن منصات التتويج الإفريقية على صعيدي المنتخبات والأندية أبعد نجومها عن التتويج الفردي.

لكن جاء عام 1975 ليحمل بشرى سارّة، حيث تُوِّج أحمد فراس نجم شباب المحمدية بالجائزة وكأنه عن مجموع أدائه.
فراس، الذي لم يحترف في الخارج، قضى مسيرته من عام 1965 إلى 1982 في نادٍ واحد.

وقد فتحت هذه الجائزة نفوس المغاربة لإفريقيا، فتُوّجت المغرب للمرة الأولى والأخيرة — حتى الآن — بكأس الأمم الإفريقية 1976.

الجيل التاريخي

بعد ابتعاد مغربي عن كأس الأمم 1982 و1984، جاءت المفاجأة عام 1985 في تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى المكسيك 1986، حيث تخطى المنتخب المغربي نظيره المصري، وكأن المكسيك مصدر فرحة دائمة للمغاربة.

تألّق الجيل الجديد في كأس الأمم 1986 وخرج من نصف النهائي أمام مصر البلد المنظم بهدف شهير لطاهر أبو زيد، قبل أن يتوهج في كأس العالم ويصبح أول فريق إفريقي يصعد إلى دور الـ16، بعدما تعادل سلبيًا مع بولندا وإنجلترا وتخطى البرتغال (التي صعدت إلى نصف نهائي أمم أوروبا 1984)، قبل أن يخسر بهدف متأخر أمام ألمانيا.

من الطبيعي أن يكتسح نجوم هذا الجيل جائزة الكرة الذهبية عامي 1985 و1986:

- محمد التيمومي 1985، نجم الجيش الملكي المغربي قبل احترافه في إسبانيا وبلجيكا.

- بادو الزاكي 1986، نجم الوداد البيضاوي قبل أن يحترف ست سنوات في ريال مايوركا، حيث صُنع له تمثال هناك.

جيل جديد

في كأس العالم 1998 تألق المنتخب المغربي بجيل جديد؛ فازوا 3–0 على اسكتلندا وتعادلوا 2–2 مع النرويج قبل الخسارة أمام البرازيل والخروج.

ومن هذا الجيل تألق مصطفى حجي نجم ديبورتيفو لاكورونيا ليحصد الجائزة عام 1998.

واستمر هذا الجيل حتى بلغ ذروته في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2004 قبل الخسارة أمام تونس.

تغيّر معايير الجائزة

بعد عام 2002 تغيّرت خصائص الجائزة؛ فلم تعد إنجازات المنتخبات هي محور التركيز، بل أصبحت إنجازات اللاعبين مع أنديتهم الأوروبية هي محل الاهتمام مع ارتفاع مستوى الأندية التي يلعب لها اللاعبون الأفارقة.

كان الكاميروني باتريك مبومبا بطل 2000 مع منتخب الكاميرون وذهبية الألعاب الأولمبية في سيدني، ثم تلاه:

- 2001 و2002: الحاج ضيوف السنغالي لإنجازه في تصفيات المونديال ثم نهائي أمم إفريقيا 2002 والصعود إلى ربع نهائي كأس العالم.
- هؤلاء كانوا آخر الفائزين المتأثرين بأدائهم الدولي، ثم بدأت مرحلة الإنجازات مع الأندية:

- صامويل إيتو (2003 مع مايوركا، ثم 2004-2005 مع برشلونة، ولاحقًا 2010 مع إنتر).

- ديدييه دروغبا (2006–2007 مع تشيلسي).

- عمر كانوتيه (2007 مع إشبيلية في الدوري الأوروبي).

- إيمانويل أديبايور (2008 مع أرسنال).

- اكتساح يحيى توريه لأربع سنوات مع مانشستر سيتي (2011–2014).

- 2015: الجابوني أوباميانغ.

- 2016: رياض محرز مع معجزة ليستر سيتي.

حقبة نجوم ليفربول:

- محمد صلاح 2017 و2018

- ساديو ماني 2019 و2022

- (حُجبت الجائزة 2020 بسبب كورونا، و2021 لأسباب خاصة بالكاف)

- 2023: فيكتور أوسيمين ولقبه الإيطالي مع نابولي

- 2024: النيجيري لوكمان بعد فوزه بالدوري الأوروبي مع أتالانتا

المغرب تعود في 2025

تأخرت الجائزة عن المغاربة رغم إنجاز الصعود إلى نصف نهائي كأس العالم في قطر 2022، لكن إرهاصاتها بدأت مبكرًا.

فأشرف حكيمي سبق له الحصول على جائزة أفضل لاعب إفريقي صاعد عامي 2018 و2019، وتألق مع إنتر وفاز بالاسكوديتو، لكن الانفجار الحقيقي جاء مع لويس إنريكي وباريس سان جيرمان والفوز بدوري الأبطال 2025، فكان من الطبيعي أن ترتدي الجائزة ثوبها المغربي.

والآن، بعد الفوز بكأس العالم تحت 19 عامًا، يبدو المستقبل مغربيًا خالصًا.. أيام ستمر، وستحمل السنوات القادمة إنجازات أكبر للمغرب.

search