الإثنين، 01 ديسمبر 2025

06:48 م

“إذا معك بتعيش وإذا ما معك بتموت”، معاناة سكان قطاع غزة مع دخول الشتاء

الطقس القاسي والأمطار الغزيرة في غزة أدت إلى غمر آلاف الخيام، مما شكّل تهديدا مباشرا للعائلات النازحة، وخاصة الأطفال

الطقس القاسي والأمطار الغزيرة في غزة أدت إلى غمر آلاف الخيام، مما شكّل تهديدا مباشرا للعائلات النازحة، وخاصة الأطفال

تتفاقم معاناة آلاف الأسر النازحة التي تعيش في ملاجئ مؤقتة تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من البرد القارس مع دخول فصل الشتاء إلى قطاع غزة، فغياب الملابس الدافئة والبطانيات، إلى جانب هشاشة المساكن، جعل الأطفال والنساء وكبار السن في مواجهة مباشرة مع الأمطار الغزيرة التي جرفت معها النفايات ومياه الصرف الصحي إلى المناطق المأهولة، ما فاقم المخاطر الصحية في المخيمات المكتظة.

تسريع انتشار الأمراض

يؤدي سوء الصرف الصحي والاكتظاظ الشديد، إضافة إلى نقص المياه النظيفة، إلى تسريع انتشار الأمراض، الأمر الذي ينعكس بشكل غير متناسب على الأطفال الصغار، ويشكل تداخل المرض مع سوء التغذية خطرًا مضاعفًا، إذ يعزز كل منهما تأثير الآخر، بينما تزيد برودة الطقس من احتياجات الجسم للطاقة، ما يعرض الأطفال الذين يعانون من نقص الدهون والكتلة العضلية لخطر كبير للإصابة بانخفاض حرارة الجسم، بحسب تقرير نشرته منظمة "اليونيسيف".

“إذا معك بتعيش وإذا ما معك بتموت”

قال مواطن فلسطـ يني لـ"تليجراف مصر": "انا خايف ومقهور على أولادي بعد قصف بيتي، وطلبت العوض من الله، هاهي المعادلة بشمال غزة، اذا معك خيمة و حق نزوح بتعيش، واذا ما معك بتموت."

وأضاف: "بعد وقف الحرب رجعت على البيت، والبيت فيه أضرار كثير ويحتاج شوادر ولزق وخشب لتثبيت الشوادر، وانا الان بموت من الخوف والجوع والبرد أنا وأولادي."

“الوضع أسوأ من السيء”

وخلال زيارة لمخيمات وسط غزة، التقى مراسل أخبار الأمم المتحدة بالمواطن أحمد البغدادي، الذي كان منشغلًا ببناء حواجز ترابية حول خيمته بعد أن غمرتها مياه الأمطار، قائلاً: "نحن في حالة يُرثى لها، غرقنا جميعًا، فقدنا فراشنا وكل شيء داخل الخيمة التي انهارت علينا، الوضع ليس مأساويًا فحسب، بل أسوأ من السيئ، كل ما نقول هو حسبنا الله ونعم الوكيل على ما وصلنا إليه، ماذا نفعل؟ نحمل المجرفة، نُجرف الماء، ونبني حواجز رملية، هذا كل ما نستطيع القيام به".

وفي مخيم الكرامة للنازحين في دير البلح، روت أسماء فياض معاناتها مع ليلة ممطرة قاسية، قائلة: "المطر ظل ينهمر علينا طوال الليل، كنا نجمع الماء بالدلاء، وفي الصباح ازداد هطول الأمطار، فمزق الخيمة وانهارت، وأصبحت بطانياتنا وفُرشنا وملابسنا كلها مبللة، ونحن نحاول الآن نشرها لتجف لنتمكن من ارتدائها من جديد".

معدلات سوء التغذية في غزة

ولا تزال معدلات سوء التغذية المرتفعة تشكل تهديدًا مباشرًا لأطفال غزة، إذ تتسبب برفع مخاطر الوفاة مع انتشار الأمراض وتسارعها في ظل الطقس الشتوي البارد، فقد كشفت فحوصات التغذية التي أجرتها اليونيسف وشركاؤها عن إصابة 9,300 طفل دون سن الخامسة بسوء تغذية حاد في أكتوبر، مقارنة ب 11,746 طفلًا في سبتمبر و 14,363 طفلًا في أغسطس.

وأوضحت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، قائلة :"على الرغم من التقدم المُحرز، لا يزال آلاف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة، في وقت يفتقر فيه كثيرون منهم إلى المأوى المناسب وخدمات الصرف الصحي والحماية من برد الشتاء القارس".

وأضافت قائلة: "عدد كبير جدًا من الأطفال في غزة يواجهون الجوع والمرض والتعرض لدرجات حرارة منخفضة، وهي ظروف تهدد حياتهم بشكل مباشر، كل دقيقة تُعد حاسمة لحماية هؤلاء الأطفال".

دعوة عاجلة من اليونيسيف

ودعت “اليونيسف” جميع الأطراف إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات الإنسانية العاجلة، تشمل فتح جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة بشكل متزامن، مع تبسيط وتسريع إجراءات التخليص، ومنح الأولوية لدخول الإمدادات الإنسانية، السماح بمرور الإغاثة عبر كل طرق الإمداد الممكنة، بما في ذلك مصر وإسرائـ يل والأردن والضفة الغربية، السماح بدخول كل المواد المنقذة للحياة دون تأخير، بما في ذلك تلك التي كانت محظورة أو مقيدة سابقًا.

بالإضافة إلى توفير المواد الكيميائية لمعالجة المياه، إضافة إلى قطع الغيار واللوازم الضرورية لإصلاح وصيانة وتشغيل أنظمة المياه والصرف الصحي بالقدر الكافي لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
 

اقرأ أيضًا:

استعدادًا لما بعد الحرب، شرطة غزة تخضع لتدريبات شاملة في مصر

رغم سريان الهدنة، إسرائيل تواصل قصف المنازل في غزة

search