الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025

06:06 م

مهووس بـ"زنقة الستات"، مسؤول فرنسي متهم بإذلال 200 امرأة تقدمن لوظائف حكومية

وزارة الثقافة الفرنسية

وزارة الثقافة الفرنسية

وجهت اتهامات لمسؤول كبير في وزارة الثقافة الفرنسية، بإعطاء السيدات المتقدمات لإحدى الوظائف في الوزارة، أدوية مدرة للبول، من أجل مشاهدتهن وهن مذلولات ويتبولن أمامه فاقدين السيطرة على أنفسهن، ورغم أن الواقعة كشف أمرها عام 2019، فقد طال أمد العدالة في نصرة السيدات المتضررات.

شاي مخلوط بمادة مدرة للبول

وفقًا لـ"بي بي سي"، وقعت الجرائم خلال حضور النساء مقابلات عمل في الوزارة بين عامي 2009 و2018، وبالإضافة إلى تهم الاعتداء الجنسي والمخدرات التي تخص 200 امرأة، يواجه المتهم أيضًا تهمة التقاط صور سرية لأرجل النساء من تحت مكتبه.

المتهم موظف حكومي في منصب رفيع بوزارة الثقافة الفرنسية، ويدعى كريستيان نيجري، ووفقًا لصحيفة “ليبراسيون” الفرنسية، تلقت النساء الشاي أو القهوة خلال مقابلة العمل، قبل أن يصطحبهن نيجري في جولات طويلة سيرًا على الأقدام في المواقع التراثية القريبة من الوزارة.

سادية واستغلال للنفوذ

وكانت المشاركات في المقابلة يؤكدن أنهن، كلما ألمّت بهنّ رغبة في التبول، كان المسؤول النيجيري يواصل إجراء الاختبار دون أي اكتراث لآلامهن. 

وبحسب الشهادات، بدا مستمتعًا بمشهد الإذلال الذي تتعرض له السيدات، في سلوك يعكس قدرًا واضحًا من السادية واستغلال النفوذ.

وفي أكتوبر عام 2018، بدأت القضية تخرج إلى النور بعد أن ضبط امرأة نيجري وهو يصور ساقيها من تحت المكتب، حيث أبلغت عنه الشرطة ورؤسائه الذين عثروا في حاسوبه على جدول بيانات" إكسيل" يضم بيانات كافة الضحايا اللواتي استهدفهن.

وبعد 3 أشهر من إلقاء القبض عليه، فتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقًا في الواقعة، حيث أظهرت النتائج الأولية أن مشروبات السيدات كانت تحتوي على مادة مدرة للبول وفقًا لما ذكرته وكاله “فرانس برس”.

شهادة إحدى الضحايا

تروي سيلفي ديليزين البالغة من العمر 45 عامًا، تجربتها المأساوية، وهي واحدة من بين أكثر من 200 امرأة تعرضن للإساءة ذاتها.

وقالت ديليزين إنها شعرت بسعادة عارمة عند دعوتها لإجراء مقابلة عمل في الوزارة، مشيرة إلى أن حلمها كان العمل بوزارة الثقافة، حيث اصطحبها نيجري إلى قاعة الاجتماعات وشربت القهوة التي قدمها لها.

وأضافت أن نيجري اقترح عليها الخروج لمشاهدة معالم الوزارة، مؤكدة أن المقابلة استمرت لعدة ساعات للإجابة على أسئلة طويلة ركزت فيها على مدى حاجتها للوظيفة، بعد أن تركت وظيفتها السابقة لأسباب صحية.

سيلفي ديليزين أحد الضحايا

وتابعت ديليزين أنها بعد فترة من المقابلة، شعرت برغبة ملحة في التبول، وأصابتها برجفة في اليدين وخفقان شديد في القلب، لدرجة أنها لم تستطع الصمود أو السيطرة على أعصابها أكثر، واضطرت للتبول تحت أحد جسور المنطقة، ملقية باللوم على نفسها بسبب إخفاقها في المقابلة.

التأثير النفسي لصدمة الضحايا

وفي السنوات التي تلت الواقعة، عانت ديليزين من كوابيس ونوبات غضب وتوقفت عن التقدم للوظائف، حيث ظنت أنها عديمة الفائدة، وبعد أربعة سنوات تحديدًا عام 2019 اتصلت الشرطة بالضحية وأخبرتها بأن بياناتها كانت مدرجة داخل جدول بيانات تابع لتجيري مع صور لساقيها، لتصاب ديليزين باضطراب ما بعد الصدمة.

وزارة الثقافة الفرنسية

ورغم حصول بعض النساء على تعويضات مادية من الدولة، أوضحت ديليزين في تصريحاتها لصحيفة “ذا جارديان” أن الوقت الذي تستغرقه القضية في المحكمة يثقل كاهلها، مشيرة إلى أن غضبها لا يزول، وأن أولويتها عدم تكرار الفعل المشين لأخريات.

فيما أخلت وزارة الثقافة مسؤوليتها عن الواقعة، مؤكدة حمايتها للنساء من التحرش والعنف الجنسي، ودعمها الكامل للناجيات.

وفي المقابل، نددت نقابة الثقافة بالواقعة، مطالبة الوزارة بإدراك مسؤوليتها، وإصلاح مشاكلها المنهجية التي سمحت لموظف حكومي التصرف بسادية لعقد من الزمن، مشيرة إلى ان موظفين آخرين سبق ووجهوا اتهامات للمسؤول بالتقاط صور لأرجل النساء في الاجتماعات.

وأعرب وزير الثقافة الفرنسي، فرانك ريستر، لإذاعة أوروبا، عن صدمته من الحالة المجنونة للمنحرف.

اقرأ أيضًا..

فرنسي أراد الذهاب للطبيب فوجد نفسه في كرواتيا، GPS يقود مسنا إلى خارج البلاد

وضعه نابليون ونالته فيروز، سفير فرنسا يكرم يسرا بوسام فارس جوقة الشرف

search