الخميس، 04 ديسمبر 2025

09:36 ص

"كل إشعار مثل المخدرات"، تصفح الهاتف يغير الدماغ البشري ويؤثر على الذاكرة

تيك توك

تيك توك

يؤدي فتح هاتفك باستمرار إلى إعادة تكوين الدماغ وتوليد أنماط مشابهة للإدمان الكيميائي، لا ضرر من إلقاء نظرة سريعة، فحص إشعار، رسالة، لكن التكرار المستمر لتلك الإيماءة يُعيد برمجة دماغنا.

وفقًا لصحيفة “لا راثون” الإسبانية، فإن تجاوز 110 عمليات فتح يوميًا يُصنّف المستخدم كحالة "عالية الخطورة" من الإدمان الرقمي، ورغم أن هذا قد يبدو رقمًا فلكيًا، إلا أن ملايين الأشخاص يتجاوزونه يوميًا باستمرار.

ورغم أن الكثيرين يدّعون أنهم يتحققون منه عشر مرات فقط يوميًا، إلا أن التطبيقات تكشف في الواقع عن أرقام تتجاوز 300 تفاعل يوميًا .

الإدمان الرقمي غير المرئي

ويشرح علم الأعصاب سبب حدوث ذلك، حيث إن كل إشعار ينشط نفس مسارات المكافأة مثل الكحول أو المخدرات.

وتُلخص الطبيبة النفسية آنا ليمبكي الأمر بوضوح: “كل تفاعل يُطلق جرعات صغيرة من الدوبامين، مما يُعزز دائرة العادة ويُولّد دافعًا تلقائيًا، عند انقطاع الوصول، تظهر أعراض الانسحاب، تمامًا كما هو الحال مع أي مخدر نعرفه”.

وتظهر دراسات التصوير بالرنين المغناطيسي أنه بعد مرور 72 ساعة فقط بدون هاتف، تتغير مناطق الدماغ المرتبطة بالرغبة والمكافأة بطريقة مماثلة للإدمانات الأخرى.

ولكن عواقب استخدام الهاتف لا تقتصر على تلف الدماغ؛ بل إنها تؤثر أيضًا على حياتنا اليومية، حيث يؤدي تعدد المهام من خلال الهاتف المحمول إلى انخفاض الإنتاجية بنسبة تصل إلى 80%.

في كل مرة يقاطع شخص ما عمله لينظر إلى الشاشة، يحتاج العقل إلى عدة دقائق لاستعادة التركيز.

ولاحظت جلوريا مارك، الباحثة في علوم الكمبيوتر، أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى 25 دقيقة لاستعادة المستوى السابق من التركيز.

وبعبارة أخرى، يصبح الدماغ محاصرًا في حالة من التغيير الدائم، غير قادر على تعزيز الذكريات أو الحفاظ على الاهتمام بشكل فعال.

وتؤكد أعراض الانسحاب، التي وثقتها جامعة هايدلبرج، أن الإكراه التكنولوجي ليس مجرد عادة، بل هو اعتماد بأنماط مماثلة لتلك التي في الإدمان الكيميائي.

ويؤكد الخبراء أن استعادة الذاكرة والتركيز لا تتعلق فقط باستخدام الهاتف بشكل أقل، بل تتعلق أيضًا بتعطيل عوامل التشتيت التلقائية التي تدرب الدماغ على التشتت المستمر.

إن إيقاف تشغيل الإشعارات، أو حذف التطبيقات غير الضرورية، أو حتى ترك جهازك في المنزل لفترات محددة، هي استراتيجيات بسيطة يمكنها إعادة تنظيم روتينك واستعادة سيطرتك على الهاتف.

اقرأ أيضًا..

خدعة الرمز السري، "تسليم وهمي" يهز ثقة العملاء في تطبيق “طلبات”

أخبار متعلقة

search