الجمعة، 05 ديسمبر 2025

06:34 م

لعنة الرقم 13، رهاب ممتد من العشاء الأخير لـ"المقص المفتوح" و"الشبشب المقلوب"

اضطراب الرقم 13

اضطراب الرقم 13

يحمل يوم الثلاثاء من كل أسبوع وكذلك الرقم “13” دلالة مختلفة لدى البعض، إذ يعتبرون أنه رمز للنحسِ وسوء الحظ ويمثل لهم تشاؤمًا كبيرًا يصل إلى حد الاضطراب، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل امتد ليشمل يوم الجمعة الموافق “13” أيضًا.

هذا التشاؤم الذي يبدو كلعنةٍ، بدأ قديمًا منذ العشاء الأخير للسيد المسيح، وتطور بمرور الوقت إلى أن وصل لحد الاضطراب والرهاب وأثر على السلوك تأثيرًا بالغًا، مدعومًا بأحداث تاريخية كثيرة عززته حتى أن الكثير من المشاهير يعانونه.

متى بدأ التشاؤم من الرقم 13 وعلاقته بالعشاء الأخير؟

يعود التشاؤم من رقم 13 أو يوم الثلاثاء إلى أكثر من 2000 عام وتحديدًا في العشاء الأخير للسيد المسيح، حينذاك حضر 13 من الحواريين، وكان هناك أعداء يتآمرون ليقتلوه ويصلبوه في ذلك اليوم، حسبما قال استشاري الصحة النفسية، الدكتور وليد هندي.

وأضاف في تصريحات لـ“تليجراف مصر”، أن الأعداء اتفقوا مع يهوذا الإسخريوطي أن يشير لهم على المسيح كونهم يشبهون بعضهم البعض، وكانت الإشارة أنه يسلم عليهم كلهم عدا المسيح سيقوم باحتضانه وتقبيله.

وبالفعل قام بتقبيله وسميت بـ“قبلة يهوذا” وكانت أشهر وأسوأ قبلة في التاريخ، ومنذ ذلك الوقت بدأ التشاؤم من الرقم 13، حسبما أفاد الاستشاري في تصريحاته.

 استشاري الصحة النفسية، الدكتور، وليد هندي

رهاب تريسكايديكا فوبيا

وأشار هندي إلى أن الأمر تطور مع مرور الزمن إلى أن أصبح اضطرابًا نفسيًا، يُعرف باسم “تريسكايديكا"، لافتًا إلى أنه الآن يعاني نحو 21 مليون أمريكي من هذا الرهاب، بينما في بريطانيا يتشاءم نحو 45 مليون مواطن من يوم الجمعة الذي يحمل رقم 13 أيضًا.

التشاؤم من يوم الجمعة الموافق 13

وذكر أنه يمر علينا كل عقد من الزمن عشرين جمعة تحمل رقم “13”، ما يسبب للناس “رهاب الرقم 13” والخوف منه، حتى أن البعض يعتقد أن ذلك اليوم هو يوم القيامة، وأن الساعة ستقوم والكون سيُخلى، مشيرًا إلى هاشتاج “الجمعة 13” الذي يُعد من أشهر الهشتاجات الموجودة في أمريكا وبريطانيا اليوم.

الأحداث التاريخية التي عززت التشاؤم من الرقم 13

وتطرق إلى الأحداث التاريخية التي عززت التشاؤم من ذلك الرقم، من بينها الإعصار الكبير الذي حدث سنة 1970 في بنجلاديش المعروف باسم “بولا”، وكذلك حادث تحطم الطائرة في الطريق الرياضي في تشيلي سنة 1972، حيث حدثا يوم 13.

بالإضافة إلى السفينة الإيطالية الشهيرة “كوستا” التي غرقت في 2012 يوم الثلاثاء، فضلًا عن الهجمات التي كانت على قصر باكنجهام يوم 13 سنة 1940 وحرائق أستراليا يوم الجمعة الموافق 13 سنة 1939.

كيف عززت السينما رهاب الرقم 13؟

كما عززت السينما ذلك الاضطراب، ويظهر ذلك في الفيلم الأمريكي الشهير “الجمعة 13”، والذي أشاع حالة من الرعب، وأدى إلى نشر ثقافة الخوف عند المافيا الأمريكية يتوارثها أجيال، حتى أن هناك شخصيات عالمية لديها ذلك الخوف، حسبما لفت في تصريحاته.

الفيلم الأمريكي “الجمعة 13”

شخصيات مشهورة لديها خوف من الرقم 13

من بين الشخصيات المشهورة التي عانت من هذا الاضطراب، الرئيس الأمريكي السابق فرانكلين ديلانو روزفلت، الذي كان يخاف الجلوس على مائدة من 13 فردًا ويتجنب السفر في ذلك التاريخ.

إلى جانب الملحن أرنولد شونبيرج الذي كان يعاني الخوف الشديد، حتى أنه توفي يوم الجمعة الموافق 13، فضلًا عن الكاتب الأمريكي ستيفن كينج، وغيرهم من الأشخاص حول العالم.

التشاؤم من الرقم 13 والخسائر المادية 

يترتب على التشاؤم من الرقم 13 أو يوم الجمعة، خسائر مادية، إذ يمتنع رجال الأعمال عن التداول في البورصة للأسهم التي تحمل رقم 13، وكذلك هناك أعراض تجنبية كثيرة من بينها رفض بعض الشركات ترقيم الطوابق برقم “13” واستبداله بـ "12أ" و"12ب"، بما في ذلك المستشفيات وغرف الفنادق، وفقًا لتصريحات هندي.

عدم وجود الرقم 13 على المباني

معدلات تجنب السكن في الطابق 13 مرتفعة

وأشار إلى الدراسة المسحية التي أجرتها شركة “أوتونيس” المتخصصة في المصاعد، حيث توصلوا إلى أنه من بين 6 مواطنين هناك واحد فقط لا يعاني اضطراب الخوف من رقم “13” وتجنبه في المباني.

كما ذكر البحث الذي أجراه موقع “إنفيرس الأمريكي”، الذي وجد أن هناك 40 مليون أمريكي يتجنبون السكن في الطابق “13” .

تجنب الرقم 13

أعراض اضطراب الخوف من الرقم 13

هناك أعراض كثيرة وعوارض لاضطراب “تريسكايديكا فوبيا” ذكر الاستشاري النفسي، موضحًا أنها تظهر قبل التاريخ بأسبوعين، وتزداد سوءً مع الاقتراب، ثم تختفي بعد انقضاء اليوم وعدم حصول شيء وفيما يلي نستعرضها:

  • توتر شديد.
  • متلازمة قلق.
  • مشاعر توجس.
  • ريبة في بعض الأحيان.
  • تجنب الترفيه والفسح والمرح والاستمتاع بالأغاني.
  • تغيير المزاج العام.
  • الزعر.
  • الشعور بالكآبة النفسية.
  • عدم ممارسة أي نشاط والخروج من المنازل.

اضطراب الخوف من الأرقام يتعلق بالموروث الثقافي

وتابع أن هذا الاضطراب له جزء ثقافي بدليل أن هناك أمراضًا مشابهة في دول أخرى مثل كوريا والصين وسنغافورة، حيث يعانون رهاب رقم “4” وهي نفسها أعراض رهاب الرقم “13”، وفي إيطاليا يعانون رهاب السُباعيات أي الرقم “17” والذي يرجع لعلم الأرقام المتعلق باليونان وعلوم الشهور.

التشاؤم في الثقافة العربية

ولفت إلى أنه في البيئة العربية هناك معدل تشاؤم كبير موجود، إذ يتشاءمون من “البومة”، بينما  في إيطاليا يتفاءلون بها، وكذلك التشاؤم من الغراب ويوم الثلاثاء وبعض الأشخاص، وعلى العكس تمامًا يتفاءلون بـ“البخور” و “الخرزة الزرقاء” و"كف الدم".

نحتاج لفكر عقلاني رشيد

واختتم: نحتاج لفكر عقلاني رشيد، يوعي الناس بأن الإنسان لا يأخذ إلا مجمل أعماله، وأن يمتنع عن “الخمسة وخميسة” و"حدوة الحصان"، و"المقص المفتوح" و"الشبشب المقلوب"، التي تندرج تحت “حابشتكنات البيضة والحجر"، حتى يكون هناك شخصية سوية لديها قدرة على الإنجاز.

 استشاري الصحة النفسية الدكتور وليد هندي 

اقرأ أيضًا:

في ذكرى التجليس، البابا تواضروس يشكر الله على الرقم 13

ماذا يحمل الرقم "13"؟.. مصر والكونغو بالأرقام والفلوس

search