سمية الخشاب تفتح قلبها لـ"تليجراف مصر" وتكشف أسرار الغياب والسحر و"المرحلة الملكية" (خاص)

دائمًا ما تكون بعض الشخصيات جزءًا حيًا من ذاكرة جمهورها، وجوه تترك أثرًا وروحًا تحمل طاقة خاصة تجذب كل من يقترب منها، ومن بين هذه الشخصيات تأتي الفنانة سمية الخشاب، التي اختارت رغم شهرتها الواسعة ومحبتها الكبيرة في قلوب محبيها، أن تنسحب من الأضواء حينًا، لتعود حين تكون مستعدة بطاقة أعلى لتبعث الروح والأمل في قلوب من حولها.   

وتزامنًا مع تكريمها الأخير، أجرت “تليجراف مصر” حوارًا مع الفنانة سمية الخشاب، التي فتحت قلبها لأول مرة، وروت تفاصيل غيابها، وحقيقة ما تعرضت له من سحر، وتجربتها الخليجية المهمة في مسلسل "أم 44" والتي اعبرتها نقطة تحول في مسيرتها الفنية، مرورًا برؤيتها لقضايا المرأة ودور الدولة، وانتهاءً بما ينتظره جمهورها في المرحلة المقبلة.

سمية الخشاب وضرورة الغياب

أوضحت سمية الخشاب أن ابتعادها لم يكن بلا سبب أو بشكل عشوائي، ولم يكن مجرد غياب عن وسائل التواصل الاجتماعي، بل هو جزء من طبيعتها التي لا تسمح لها بالبقاء في دائرة الضوء طوال الوقت.

وأكدت أنها عندما تشعر بحاجة إلى الراحة واستعادة طاقتها، تختار الانسحاب قليلًا إلى مساحتها الخاصة كي تتمكن من العودة بروح أكثر إشراقًا وقدرة على العطاء. 

وأشارت إلى أنها تنظر إلى العزلة بوصفها شكلًا من أشكال التطهير النفسي، معتبرًة أن فترات الصمت تمنحها التوازن الضروري وسط عالم يزدحم بالضجيج والتوتر.

سمية الخشاب وأسحار التعطيل

رغم تمسكها الشديد بخصوصية حياتها، إلا أن سمية كشفت أنها تعرضت بالفعل لمحاولات إيذاء روحي، مؤكدًة أن ما وقع لها لم يكن مجرد أوهام. 

وقالت إنها تعرضت لـ"أسحار تعطيل" أثرت عليها لفترة معينة في حياتها، غير أن إيمانها وقناعتها بأن الطاقة الإيجابية أقوى من أي عمل أو إيذاء، كانا العامل الحاسم في تجاوزها هذه التجربة. 

وأضافت أن أكثر ما آلمها هو أن الأشخاص الأقرب إليها كانوا وراء تلك الممارسات، لكنها اختارت التعامل مع ما حدث باعتباره درسًا تستفيد منه.     

لماذا عاد الجدل حول الريف؟   

بعد انتشار تصريحاتها المتعلقة بالسحر، تعرضت للهجوم من قبل البعض باعتبار أنها تحدثت عن أهل الريف، وهو ما نفته في حوارها بشكل قاطع، قائلة: "لم أهن أهل الريف في يوم من الأيام، لكن البعض أساء فهم حديثي، وما قصدته هو أن ظاهرة الدجل والسحر موجودة في كل المجتمعات، وليست حكرًا على الريف فقط".

النجاح الخليجي.. مشروع كان ينتظر التوقيت

توقفت سمية الخشاب عند تجربتها في الرياض خلال تصوير مسلسل "أم 44"، ووصفت  تلك الفترة بأنها من أهم محطات مسيرتها الفنية، إذ أمضت ثلاثة أشهر في الرياض، رأت خلالها مزيجًا من الهدوء والدعم الإنساني، ما منحها شعورًا لافتًا بالراحة والاتزان. 

وفي سياق حديثها عن الصدى الواسع الذي حققه العمل، أكدت أن الدخول إلى السوق الدرامي الخليجي ليس خطوة بسيطة، مشيرًة إلى أن نجاح مسلسل "أم 44" شكّل تحديًا حقيقيًا استطاعت تجاوزه. 

وأوضحت أن امتلاكها قاعدة جماهيرية كبيرة في دول الخليج كان أحد أهم أسباب سعادتها بهذا النجاح، وأكدت أن التعاون مع الكاتبة هبة مشاري حمادة، منحها مساحة ثرية للإبداع دون قيود، وهو ما جعل أجواء التصوير أقرب إلى رحلة فنية ممتعة، لا مجرد عملية إنتاج تقليدية.

تكريم جاء في وقته   

وعن تكريمها الأخير في ملتقي التميز والإبداع، قالت إن هذا النوع من التقدير يمنح الفنان دفعة معنوية قوية، ويعيد شحن طاقته الإبداعية، ويعكس تقدير الجمهور والجهات المعنية للجهد الذي بذلته في أعمالها، وهو ما يعد حافزًا أساسيًا يدفعها إلى الاستمرار وتقديم ما هو أفضل.

قضية الطفلة أيسل ووجع لا يُحتمل

تحدثت سمية بأسى شديد عن حادثة الطفلة أيسل، مؤكدة أن ما حدث ترك أثرًا عميقًا في نفسها، وأوضحت أن هذه الجرائم تستدعي إعادة النظر في القوانين الحالية، وتشدد على ضرورة رفع مستوى الوعي لدى الأهالي والأطفال على حد سواء لحماية المجتمع ومنعًا لتكرار مثل هذه المآسي.     

الرئيس السيسي ودعم المرأة

أكدت سمية الخشاب بثقة واضحة خلال حديثها، أن صورة المرأة في المجتمع تشهد تحولًا كبيرًا، مشيرة إلى أن النساء أصبحن أكثر قدرة على الحصول على حقوقهن وإسماع صوتهن. 

وأضافت أنها ترى أن هذا التطور يعود في جزء كبير منه إلى دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي للمرأة، وتعامله السريع مع قضاياها واحتياجاتها. 

وأشارت إلى أن المجتمع يتغير بالفعل، وأن المرأة لم تعد تشغل دورًا هامشيًا أو تكميليًا، بل أصبحت شريكًا أساسيًا في صناعة أسرتها ومستقبلها.     

شائعات الزواج والمرحلة الملكية   

وعند سؤالها عن الشائعات التي ترددت حول غيابها بسبب الزواج، ابتسمت وقالت إن كل ما يقال غير صحيح على الإطلاق، وأنها تعيش ما تسميه بـ"مرحلتها الملكية" الخاصة، وهي مرحلة تركز فيها على نفسها فقط ولا تريد شريك بها، مؤكدة بالمعني الدارج: "الراجل بياخد من طاقة الست وأنا محتاجة أروق"، وأشارت لأنها لا تعارض فكرة الزواج، لكنها لا تسعى إليه، معتبرًة أن النصيب إن جاء سيأتي دون بحث أو محاولة.

العودة إلى الدراما؟

كشفت سمية الخشاب في حوارها مع “تليجراف مصر” إنها تلقت عدة ترشيحات للمشاركة في أعمال درامية لموسم رمضان 2026، لكنها لم تجد من بينها ما يتناسب مع تاريخها الفني، وأضافت أنها لا تقبل تقديم أي عمل لمجرد الظهور، مؤكدة حرصها على الحفاظ على رصيدها ومسيرتها. 

واختتمت حديثها بأنها لا تستبعد العودة خارج الموسم الرمضاني، شرط أن تجد عملًا قويًا ومؤثرًا يضيف إلى مشوارها الفني.

اقرأ أيضاً 

تأجيل حفل تووليت في أرينا غدا، بيان من المنظمين

عودة الأعمال الكلاسيكية، هل ينجح السينمائيون في إعادة صياغة الذكريات؟