معركة الشادر، "سوق الكوامل" يشعل الخلافات بين حي سوهاج والتجار

تشهد منطقة الجبل الغربي بمدينة سوهاج حالة من التوتر المتصاعد بين التجار والحي، على خلفية قرار نقل سوق الشادر إلى مدينة سوهاج الجديدة في "الكوامل".

وقال تجار الشادر إن القرار جاء شفويّا دون سند قانوني، بينما تصر رئيس الحي على أن النقل قرار رئاسي وصادر منذ سنوات ويجرى تنفيذه بعد استكمال إنشاء السوق البديل.

وبين شد وجذب، يتحول الخلاف إلى نزاع قضائي تتعدد فيه القضايا والطعون، وسط مخاوف من تصعيد قد يؤثر على مئات الأسر التي تعتمد على هذا السوق كمصدر رزق.

رواية التجار: نقل مفاجئ وبدون إنذار

قال محمد صالح، أحد أصحاب المحلات بشادر الجبل الغربي لـ"تليجراف مصر"، إن الشادر يضم 37 محلًا، وإن الاجتماع الأخير مع التجار عُقد بتاريخ 13/9/2025 بناءً على طلب رئيسة مجلس المدينة، التي طالبتهم بإخلاء السوق في 15/9/2025 بشكل شفهي دون إنذار رسمي أو مستند قانوني.

وأضاف أن التجار يمتلكون المحلات وفقًا لعقد التمليك المبرم بمجلس محلي مدينة سوهاج داخل سوق حضاري مُسوّر ببوابات دخول وخروج، ويُحصّل من خلاله مجلس مدينة سوهاج رسوم دخول سيارات البضائع، وهو ما يؤكد تبعية السوق لمجلس المدينة وليس لجهاز مدينة سوهاج الجديدة.

وأوضح أن موقع الشادر الحالي على أطراف المدينة بالجبل الغربي، وأن تصميمه ومساحات شوارعه (تصل إلى 30 مترًا) تسمح بدخول سيارات النقل الكبيرة، على عكس السوق الجديد بمدينة سوهاج الجديدة "الكوامل"، الذي لا تناسب ارتفاعاته أو مساحاته طبيعة العمل داخل الشادر.

وأكد أن هناك نزاعًا قضائيًا قائمًا لا يجوز معه اتخاذ أي قرارات تخص هدم أو نقل أو تعامل على المباني، مشيرًا إلى أنهم تلقوا إنذارًا سابقًا بملاحظات فنية، واستجاب التجار له عبر تجديد الشهادات الصحية للعاملين، وتجديد أختام طفايات الحريق، والبدء في تجديد واجهات المحلات.

وأشار إلى أن لودر الحي، وفق روايته، دخل لرفع الرمال وتم التلويح بتشميع المحلات رغم التزامهم بالتعليمات.

وأوضح أنهم لديهم تقرير رسمي من كلية الهندسة بجامعة الأزهر بقنا يؤكد صلاحية المباني، إلا أن رئيسة الحي حسب قامت بهدم مغسلة وسنترال تابعين للسوق يوم 24 نوفمبر المنصرم دون سند.

وكشف أن هناك 15 قضية مرفوعة من التجار، منها 3 قضايا متداولة الآن أمام محكمة مجلس الدولة، آخرها جلسة 19/11، وتم إحالتها لهيئة المفوضين لجلسة 24/12.

واستغاث محمد صالح، وباقي التجار بمحافظ سوهاج لإيجاد حل لضمان واستمرار أكل عيشهم.

رد حي مدينة سوهاج: تنفيذ قرار رئاسي ومحافظ

وقال مصدر مسؤول من حي مدينة سوهاج لـ "تليجراف مصر"، إن قرار نقل الشادر إلى مدينة سوهاج الجديدة “الكوامل” يستند إلى قرار رئاسي وقرار صادر من محافظ سوهاج الأسبق أيمن عبد المنعم عام 2012.

وأضاف أن الأرض المقام عليها الشادر "أملاك دولة"، وأن التجار دفعوا فقط مقابل حوائط الشادر وتوصيل المرافق ومقابل الانتفاع بالأرض وليس قيمة الأرض نفسها، وأن السوق الحالي أُنشيء عام 1994 دون صرف صحي وفي منطقة ضغط عالٍ.

وأوضح أن المحافظ خاطب وزير الإسكان في 2012 بشأن تطوير سوق الجبل ليصبح سوقًا عموميًا شبيهًا بأسواق القاهرة، فردت الوزارة بتخصيص 355 محلًا داخل سوق عمومي بمدينة سوهاج الجديدة، تم بناؤه بين 2012 – 2021.

وأضاف، أن فريدة سلام رئيسة الحي تترأس لجنة رسمية تضم مدير الغرفة التجارية، ورئيس شركة المرافق، ومسؤولين من الشؤون القانونية والإدارية بالمحافظة، وتم عقد اجتماعات مع التجار وإبلاغهم بأن النقل تنفيذ لقرار رئاسي، وطُلب منهم تقديم ملاحظاتهم واحتياجاتهم، لكنهم أعلنوا رفضًا نهائيًا.

وأشار إلى أن اعتراضات التجار على ارتفاع "التندات" تمت معالجتها بالسماح برفعها تيسيرًا لدخول عربات النقل، كما تمت إزالة "التل الدوار" بالتنسيق مع جهاز المدينة.

وأكد أن الحي منح التجار عدة مهَل للنقل، وأطلعهم على قرار المحافظ أكثر من مرة، حتى خاطب المحافظ مدير الأمن لإرسال قوات المرافق للمساعدة في تنفيذ القرار.

وأوضح أن مباني الشادر يعود تاريخها إلى 1994 وأن العمر الافتراضي 25 سنة، بينما المباني الحالية تخطت 34 سنة، وأن لجنة "المنشآت الآيلة للسقوط" أصدرت تقريرها الفني، بينما لجأ التجار لمهندسين استشاريين غير معتمدين من خارج المحافظة.

وتابع أن 7 تجار من بين 37 تاجرا، تقدموا بالفعل وتسلموا عقودهم بالسوق الجديدة، وأن هناك تجارًا يترددون يوميًا لاستلام عقودهم، لكن الحي فوجئ، حسب قوله، بأن بعض التجار يريدون إجراء تشطيبات ودهانات مخالفة للعقود الموقعة التي تمنع أي تغييرات دون الرجوع للجهة الإدارية.

واتهم المصدر أحد التجار "وريث في محله 53 شخصا" بتأجيج الخلاف، مؤكدًا أن الحي وافق على دخول التروسيكلات للسوق الجديد، ووفّر 5 سيارات سرفيس لنقل المواطنين، كما حصل للباعة على موافقة بفتح باب خلفي وأمامي لكل محل.

وأكد أن رئيسة الحي خصصت 12 فدانًا لبيع البطيخ يفصل بينها شارع 20 متر لتسهيل حركة النقل داخل السوق الجديد.

اقرأ أيضًا:

"ضمن مبادرة عينك في عنينا"، صناع الخير تُجري 28 عملية جراحية بسوهاج

راحت ضحية الحلق، الأمن يكشف كواليس صادمة في واقعة إنهاء حياة الطفلة أسماء بسوهاج