الزواج بين المسيحية واليهودية والإسلام.. من يملك جسد المرأة؟ ومن يقرر مصير الأسرة؟
في عالمٍ يتغير كل دقيقة، يبقى الزواج هو الساحة الأكثر اشتعالًا بين الأديان الثلاثة - المسيحية واليهودية والإسلام- وكأن كل دين يحمل مفاتيح مختلفة لبوابة واحدة. ورغم أن الجميع يرفع شعار “الرباط المقدس”، إلا أنّ ما يجري خلف الأبواب المغلقة يكشف عن اختلافات صادمة… وبعضها لا يزال يثير الغضب حتى اليوم.
اليهودية… حين يصبح الطلاق «حقًا ذكوريًا خالصًا»
في اليهودية، الزواج يُسمّى كِدوشين، لكنه يتحول في تفاصيله لقصة تحكم فيها النصوص القديمة حياة المرأة حتى اليوم: - الرجل وحده يملك حق إعطاء «الغِت» — وثيقة الطلاق — ولو رفض؟ تبقى المرأة معلّقة لسنوات… وربما للأبد.
- الهوية الدينية لابنها تعتمد عليها هي، لكن قرار حريتها الزوجية ليس بيدها! - التعدد كان مباحًا تاريخيًا، ورغم المنع الحديث، إلا أن جذوره لا تزال تُقرأ في النصوص القديمة.
إنها منظومة تصنع امرأة قوية في المجتمع… لكنها ضعيفة أمام قرار واحد بيد زوجها.
المسيحية… زواج بلا فكاك «حتى لو كان الجحيم داخل البيت»
في المسيحية، الزواج «سر مقدس». جميل في الكتب… لكن في الواقع؟ - الطلاق ممنوع في أغلب الطوائف، إلا في حالات نادرة كالحيلة الشهيرة: “بطلان الزواج”. - امرأة تتعرض للعنف؟ خيانة؟ انهيار العلاقة؟ الحل غالبًا: الصبر والصلاة.
- الزوجان يُعتبران “جسدًا واحدًا”، لكن هذا الجسد قد ينزف لسنوات دون أن يُسمح له بالانفصال. النظام المسيحي يحمي قدسية الزواج… لكنه أحيانًا يترك المرأة تحارب وحدها للحفاظ على “سرٍّ” لم يعد له أي قدسية.
الإسلام… عقد واضح لكن مع «قنبلة التعدد»
في المنتصف الإسلام يقدم منظومة تبدو الأكثر توازنًا… لكن أكثر ما يُفجّر الجدل أيضًا: - الزواج عقد قانوني: مهر، نفقة، سكن، حقوق واضحة. - الطلاق متاح، والمرأة تستطيع إنهاء الزواج بالخلع أو القضاء.
• لكن… التعدد — رغم قيوده — يظل كلمة تُرعب ملايين النساء، لأنه يفتح الباب لشريكة جديدة في الحياة دون موافقة الزوجة.
الإسلام يعطي المرأة حقوقًا مالية وقضائية واضحة، لكنه في المقابل يمنح الرجل خيارات إضافية تقلب البيت رأسًا على عقب. من الأكثر إنصافًا للمرأة؟ سؤال يهرب منه الجميع!
• المسيحية ترفض الطلاق… فتحوّل الزواج أحيانًا إلى سجن بلا مفاتيح.
• اليهودية تضع حريتها الزوجية في يد الرجل وحده.
• الإسلام يسمح لها بالطلاق… لكن يضع بجانبها شبح “زوجة أخرى”.
كل دين يمنح المرأة شيئًا… ويأخذ منها شيئًا أكبر. ومن يتحدث عن “حقوق المرأة” دون النظر إلى واقع الحياة الزوجية، يقدّم صورة وردية لا تشبه الحقيقة.
الصدمة الكبرى: نفس الكلمة… بثلاث معانٍ متناقضة «زواج» في اليهودية: ميثاق يعتمد على إرادة الرجل. في المسيحية: سر سماوي لا يحق لك فكّه مهما حدث. في الإسلام: عقد واضح يحمي الطرفين… مع هامش قوة للرجل. ثلاث ديانات، وثلاثة مفاهيم مختلفة تمامًا… وكأن كل دين يتحدث عن مؤسسة أخرى لا علاقة لها بالأخرى.
الخلاصة: من يملك الزواج؟ الدين أم الإنسان؟ إذا كان الزواج وسيلة لبناء بيت آمن، فأي طريق من الثلاثة هو الأقرب للعدل؟ وإذا تعارضت نصوص الدين مع آلام الواقع، فهل المطلوب أن تتغيّر النصوص… أم أن تتحمّل النساء وحدهنّ الثمن؟ هذا السؤال وحده كفيل بإشعال معركة فكرية… لكن الأكيد أن الزواج لم يعد كما كان، وأن المرأة لم تعد تقبل أن تكون تابعة في عقد كتبه غيرها قبل آلاف السنين. وهنا يبدأ الجدل الحقيقي… حيث لا إجابة واحدة، ولا نهاية واحدة
الأكثر قراءة
-
بأمر المحامي العام, النيابة تطلب تقريراً فنياً عاجلاً حول حادث القضاة الأربعة بملوي
-
موعد مباراة المغرب والسعودية اليوم في كأس العرب 2025
-
تطورات حادث القضاة الأربعة، مصدر طبي يكشف سبب عدم إصدار تصاريح الدفن
-
بحضور الأهل والأصدقاء، محمد موافي يحتفل بزواج ابنته
-
الاستعلام عن وظائف شركة الكهرباء، رابط التقديم والمستندات المطلوبة
-
هل حدث زلزال اليوم في مصر، تفاصيل بيان البحوث الفلكية
-
بطولة ياسمينا العبد، مواعيد عرض مسلسل ميد تيرم وعدد حلقاته
-
المغرب وعمان يتقدمان على السعودية وجزر القمر في الشوط الأول بكأس العرب
مقالات ذات صلة
حين يُنتهك الطفل، من يحاكم المجرم: القانون أم المجتمع؟
25 نوفمبر 2025 10:42 ص
لماذا تتفكك البيوت في مصر؟
21 نوفمبر 2025 09:02 ص
حتى ُتزهر الديمقراطية عندنا
20 نوفمبر 2025 08:32 ص
لماذا نحتاج إلى بيت الطاعة؟!.. اختبار أخير قبل الرحيل
16 نوفمبر 2025 10:24 ص
أكثر الكلمات انتشاراً