اقتصاد المنازل.. كيف تحولت ربات البيوت إلى رافعة اقتصادية في مصر
تعبيرية
لم يعد النشاط الاقتصادي غير الرسمي مجرد ظاهرة هامشية، بل تحول في السنوات الأخيرة إلى مسار رئيسي تلجأ إليه آلاف الأسر المصرية، في محاولة للتكيف مع الضغوط المتصاعدة لارتفاع تكاليف المعيشة ومعدلات التضخم.
وفي قلب هذا المشهد، برز دور ربات البيوت بوصفهن فاعلًا اقتصاديًا صاعدًا، يعتمد على مهارات منزلية تقليدية وأدوات حديثة وفرتها منصات التواصل الاجتماعي.
التضخم يعيد تشكيل العمل المنزلي
مع ارتفاع الأسعار وتآكل القوة الشرائية، لم يعد دخل رب الأسرة وحده كافيًا لتغطية الاحتياجات الأساسية، ما دفع الكثير من السيدات للبحث عن مصادر دخل بديلة دون مغادرة المنزل.
هنا وجد الاقتصاد غير الرسمي، أو ما يعرف بـ"الاقتصاد الموازي"، بيئة خصبة للنمو، مدعومًا بانخفاض تكاليف التشغيل وسهولة التسويق الرقمي وغياب الأعباء القانونية والضريبية.
منتجات متنوعة وأسواق رقمية
يشمل النشاط الاقتصادي الموازي طيفًا واسعًا من المنتجات، بدءًا من الصابون والمنتجات التجميلية الطبيعية، وصولًا إلى الأطعمة الجاهزة والملابس والحرف اليدوية.
كانت هذه الأنشطة تُمارس في السابق على نطاق محدود، لكنها اليوم تحولت إلى مشروعات شبه منتظمة عبر منصات مثل "فيسبوك" و"إنستجرام".

قصص من قلب الظاهرة
نادين فاضل نموذج حي لهذا التحول؛ بعد عشر سنوات من العمل كمدرسة لغة إنجليزية، قررت تغيير مسارها المهني، وبدأت مشروعًا لإنتاج الصابون اليدوي المبتكر، مستفيدة من دورات تدريبية عبر الإنترنت.
على الجانب الآخر، آلاء عبدالرؤوف بدأت مشروعها لصناعة منتجات العناية بالبشرة والشعر الطبيعية خلال جائحة كورونا، وتحولت من مجرد هواية إلى مصدر دخل رغم التحديات، أبرزها نقص خدمات الشحن المناسبة للمشروعات الصغيرة.

اقتصاد ضرورة لا رفاهية
ترى خبيرة علم الاجتماع سوزان فايد أن توسع هذا النمط من العمل يعكس فجوة بين احتياجات الأسر وقدرة سوق العمل الرسمي على استيعاب القوى العاملة النسائية، خاصة من لا يمتلكن مؤهلات تقليدية.
اقتصاديًا، يشير الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب إلى أن هذا النشاط امتداد لأعمال منزلية قديمة مثل الغزل والحياكة، لكنه تطور بفضل التكنولوجيا الحديثة.

ويقدر أن دخل ربات البيوت يمثل ما بين 10 و15% من إجمالي دخول بعض الأسر، مما يجعله اقتصادًا "مكمّلًا" لا يمكن تجاهله.
بين الفرصة والمخاطر
رغم الأثر الإيجابي على دخول الأسر، تواجه هذه المشروعات تحديات تتعلق بحماية المستهلك، خصوصًا في المنتجات الغذائية.
وتؤكد فايد على أهمية رفع الوعي بالمواصفات الصحية، ودور المؤسسات الثقافية والإعلامية في توجيه المستهلك، إلى جانب التدريب لضمان جودة المنتج واستدامة الثقة.

كثير من السيدات يرحبن بدمج مشروعاتهن في الاقتصاد الرسمي شريطة تقديم تسهيلات حقيقية، تراعي طبيعة المشروعات صغيرة الحجم، أو الموسمية، لتجاوز فترات اقتصادية ضاغطة.
من النشاط المنزلي إلى رافعة رسمية
يجمع الخبراء على أن دمج هذا القطاع في الاقتصاد الرسمي لا يتطلب فقط تشريعات، بل رؤية شاملة تعترف بدوره، وتوفر حوافز للتسجيل، وتدعم المرأة العاملة دون تحميلها أعباء تفوق قدرتها.

مع موجات التضخم واتساع الفجوة المعيشية، لم يعد هذا النشاط خيارًا إضافيًا، بل أصبح ضرورة اقتصادية فرضتها الظروف، تُعيد تعريف دور ربات البيوت في الاقتصاد المصري الحديث.
اقرأ أيضًا:
قرض سيدات الأعمال من بنك CIB لدعم رائدات المشاريع في مصر، المزايا والشروط
قرض الأسرة 2026 في بنك التنمية الاجتماعية، الشروط والأوراق المطلوبة
الأكثر قراءة
-
دعاء أول رجب 2026، فضل الشهر وأفضل الأدعية المستحبة
-
"مقبولة منك يا ضنايا"، رضوى الشربيني ترد على أحمد العوضي
-
مشاهدة مباراة ريال مدريد وإشبيلية في الدوري الإسباني
-
الإفتاء تعلن غدا أول أيام شهر رجب لعام 1447 هجريا
-
بالتردد، القنوات الناقلة المجانية لكأس الأمم الأفريقية 2025
-
السبب مفاجأة، شقيق ناصر البرنس يشعل النيران بنفسه بعد أيام من افتتاح فرع زايد
-
بتهمة إفشاء الأسرار، والدة سفاح التجمع تقاضي صناع فيلم أحمد الفيشاوي (خاص)
-
القنوات المجانية الناقلة لكأس أمم افريقيا 2025
أخبار ذات صلة
"الطلاق تحت الأضواء"، كيف تجمع المرأة قوتها بعد الانفصال؟
21 ديسمبر 2025 01:26 ص
كيف أثرت أزمات ليفربول الأخيرة على صحة محمد صلاح النفسية؟ (خاص)
20 ديسمبر 2025 07:25 م
مباراة الافتتاح في كأس أمم أفريقيا 2025.. المغرب ضد جزر القمر في اختبار مبكر
20 ديسمبر 2025 07:00 ص
زيمبابوي تحت المجهر.. كل ما تريد معرفته عن "المحاربين" قبل مواجهة "الفراعنة"
20 ديسمبر 2025 06:06 ص
أكثر الكلمات انتشاراً