الأربعاء، 17 ديسمبر 2025

07:53 م

في الجرائم المشينة، كيف يتعامل المتهم مع المجتمع بعد حصوله على البراءة؟

متهم

متهم

مع زيادة وقائع التحرش وقضايا الانحرافات السلوكية في الفترة الأخيرة، أصبح المجتمع مشحونًا بحالة من الغضب، قد تطال أشخاصًا تثبُت براءتهم قانونيًا بالفعل على ذمة قضايا من ذلك النوع، لكن الصورة الذهنية السلبية أو الوصمة الاجتماعية تظل تلاحقهم، ويكون محوها صعبًا.

فكيف يستطيع المتهم البريء من قضايا الاعتداءات المشينة أن يعود كفرد من المجتمع مرة أخرى ويتخلص من الوصمة المجتمعية؟

ما تعريف الوصمة المجتمعية؟

وفقًا لقاموس مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، فالوصمة التي يتم تداولها علميًا بـStigma، تعني مجموعة المواقف والمعتقدات والقوالب النمطية السلبية، التي يتعرض لها المتهم مجتمعيًا من قبل مجموعات من الأفراد، تختلف صورها بين إصدار الأحكام على الفرد، محاصرته بتهمته السابقة، العمل على عزله مجتمعيًا، تمييزه في المعاملة.

ومن أبرز أضرارها على الفرد، ما يلي:

-تأخير طلبه للعلاج النفسي.

-إعاقة الأفراد من فهم المشكلة النفسية التي يمرون بها.

-انخفاض احترام الشخص وتقديره لذاته.

-الدخول في عزلة اجتماعية وتدهور علاقاته مع الناس.

-ظهور نوايا لإيذاء الذات.

-تقييد فرص العمل والتعليم.

-تفاقم أعراض كالقلق والاكتئاب.

كيف يتصرف المتهم البريء حتى لا يوصم مجتمعيًا؟

تواصلت “تليجراف مصر” مع الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، للتعرف على أفضل روشتة نفسية للمتهم البريء حتى يتخطى الوصمة المجتمعية، ويستطيع التماهي في المجتمع بسهولة.

ويوضح أن الحل يكمن في عدم الاكتراث لما يظهره المجتمع من سلوكيات، فيجب أن يتعامل بشكل عادي ويختلط بالمجتمع، لأن الناس طبيعتهم أنهم ينسون الوقائع بعد فترة قصيرة.

الوصمة المجتمعية

يتابع فرويز: "شخصية الفرد هي التي تحدد طريقة تعامل المجتمع معه، وفي ظل تلك المشكلة، يجب أن يتعامل الشخص البريء بشكل طبيعي كما اعتاد، ويظهر بالمجتمع بلا خجل، فبمجرد تعامل الناس معه ينسون ما يسمى بالوصمة المجتمعية، لكن إن هرب من المواجهة، وأذعن لأفكاره عما يقوله الناس، أو تعامل بخجل تجاه نفسه، سلم نفسه للقلق والاكتئاب فبالتالي ستثبت عليه الوصمة المجتمعية حتى لو مر عشر سنوات، فالمواجهة أساس حل المشكلة".

وأضاف: "إذا تعرض هذا الشخص لمضايقات أو إلقاء تهم بحقه من الآخرين، يجب أن يثبت عدم صحتها، ويتعامل بهدوء وثقة ويسخر مما يقولون، لا أن يتعامل بقلق وانطوائية".

لماذا يتطلع المجتمع لتطبيق الوصم الأخلاقي على أفراده؟

فيما تقول الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس والاتصال الجماهيري بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن ظاهرة الوصم المجتمعي لا تتعلق بالمجتمع ككل، لكنها معنية بأفراد يمثلون أنفسهم وأفكارهم.

تتابع: “هؤلاء الأفراد يظنون أن براءة المتهم ملطخة، ولا يكون لديهم قناعة بخروجه من السجن، فيزعمون أنه خرج بالتحايل على القانون، لذا عليه ألا يلتفت لهذا الكلام”، موضحة أن ثقافة المجتمع أو البيئة التي يعيش فيها الفرد، هي التي تحدد طريقة التعامل معه بعد أن يحصل على براءته، فالحضر غير المدن، والمجتمعات المتعلمة تعليمًا عاليًا غير تلك التي تنتشر فيها الأمية.

وتؤكد: "لا يجب على المتهم أن يهرب من مواجهة المجتمع طالما ثبتت براءته، فالهروب يثبت عليه ارتكاب التهمة، بل يجب أن يواجه ويثبت أنه بريء بأفعاله وليس مدانًا، فتبتعد عنه الشكوك". 

اقرأ أيضًا:

النيابة تستمع لأقوال طفلتين ووالدتهما في واقعة اعتداء بالتجمع الخامس

تعاطى فقتل، براءة الصغيرة “ماجدة” أنهاها “كيف” الأب في كفر الشيخ

عمره 53 عامًا، تفاصيل جديدة عن المتهم بخدش براءة تلاميذ مدرسة التجمع

search