الخميس، 18 ديسمبر 2025

02:48 ص

عالم بالأوقاف يعلّق على فيديو واقعة المسن وفتاة المترو

المسن صاحب الواقعة

المسن صاحب الواقعة

علّق أحد علماء وزارة الأوقاف، الشيخ أشرف عبد الجواد، على مقطع الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي ظهر خلاله مسن من صعيد مصر منفعلاً على فتاة كانت تجلس أمامه في عربة مترو الأنفاق واضعة ساقًا على أخرى، مؤكداً أن الإسلام أوجب احترام الكبير وجعل له مكانة خاصة وقدرًا معلومًا.

 مراعاة كبار السن

وأوضح عبد الجواد في تصريحاتة لـ"تليجراف مصر"، أن الله سبحانه وتعالى بيّن في القرآن الكريم مراحل حياة الإنسان، حيث قال عز وجل: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾ [الروم: 54].

الشيخ أشرف عبد الجواد

وبيّن أن الآية الكريمة توضح أن الإنسان يمر بمرحلة الضعف في الصغر، ثم القوة في الشباب، ثم يعود إلى الضعف والشيبة في الكبر، وفي هذه المرحلة الأخيرة أوجب الإسلام مراعاة كبار السن واحترامهم وتقديرهم.

ليس منا

وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد هذا المعنى في أكثر من حديث شريف، منها قوله: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويُوقر كبيرنا”،وفي رواية أخرى: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف حق كبيرنا”، موضحًا أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم “ليس منا” أي ليس على هديه، ولا متبعًا لسنته، ولا مقتديًا بأخلاقه وآدابه وتعاليمه في كيفية التعامل مع كبار السن.

وأضاف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضًا: “ليس منا من لم يُجِل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه”،
مبينًا أن توقير كبار السن وإجلالهم جعله النبي صلى الله عليه وسلم نوعًا من إجلال الله وتعظيمه، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة من المسلمين، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وذي السلطان المقسط”.

كما تدين تدان

وأوضح الشيخ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدّم الأكبر سنًا في الحديث، ويقول: “كبر كبر”، فيبدأ الأكبر قبل الأصغر، مشيرًا إلى أن هذه هي تربية الإسلام التي نشأ عليها المسلمون، حيث يحترم الصغار كبارهم، ويرحم الكبار صغارهم، ليكون المجتمع مترابطًا ومتعاونًا على الخير.

وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم نبّه إلى قاعدة "كما تدين تدان"، موضحًا أن من يكرم كبار السن في شيبتهم، يقيّض الله له من يكرمه عند كبر سنه، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:“ما من مسلم يكرم ذا الشيبة إلا قيّض الله له من يكرمه في سنه”.

إكرام كبار السن

كما أشار إلى ما ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لقي الرجل فكلمه لم يصرف وجهه عنه حتى يكون هو الذي ينصرف، وإذا صافحه لم ينزع يده من يده حتى يكون الآخر هو الذي ينزعها، ولم يُرَ متقدمًا بركبتيه جليسًا له قط، وهو ما يعكس سمو أخلاقه صلى الله عليه وسلم في احترام وتقدير من يجالسهم.

وشدد الشيخ أشرف عبد الجواد على أن احترام كبار السن وتوقيرهم وإكرامهم من أولويات الدين الإسلامي ومن أخلاقه الراسخة، داعيًا الشباب إلى الالتزام بهذه القيم في الطرقات ووسائل المواصلات والمعاملات اليومية، وإكرام كبار السن عند صعودهم وسائل النقل، والتعامل معهم بما يرضي الله ورسوله.

وأكد أن من الذوق العام وأخلاق المسلمين عدم الجلوس في حضرة كبار السن بتكاسل أو بوضع الساق على الأخرى، أو رفع الصوت، أو التطاول في الحديث، أو التقدم عليهم في المجالس، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات نهى عنها الإسلام، وحث بدلاً منها على التوقير والاحترام، تساؤلًا: هل نلتزم بهذه الأخلاق اليوم حتى نجد من يراعينا عند كبر سننا؟.

اقرأ أيضًا

تفكير خاطئ ومنتشر، خبيرة إتيكيت تعلق على واقعة المسن وفتاة المترو

"مسحت بيه الأرض"، شاهد عيان يكشف كواليس فيديو المسن وفتاة المترو (خاص)

search