"تصرف غير مبرر"، عزة هيكل: ما فعله مسن المترو يستوجب العقاب بالقانون

في الساعات الأخيرة أشعل فيديو المسن وفتاة المترو جدلًا واسعًا، وسبب انقسامًا في تعليقات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيرى الفريق الأول أن ما قام به المسن يعتبر من قبيل التعدي على حرية الغير في الأماكن العامة، بينام يرى فريق آخر أن ما قامت به الفتاة يعد خرقًا للأخلاقيات والتقاليد المجتمعية.

هل يعبر فيديو المسن وفتاة المترو عن مفهوم الوصاية الأخلاقية؟

تواصلت “تليجراف مصر” مع عزة هيكل عضو المجلس القومي للمرأة، التي عبرت عن رفضها التام لما تناوله الفيديو، وردة الفعل التي حدثت بعد انتشاره، وإلقاء اللوم على الفتاة :" المسن هو من فقد أخلاقه وليست هي، لو كان يريد توجيهها كان يجب أن يتحدث بشكل محترم، أو يغض الطرف عن ذلك ويشيح بوجهه عنها، لأنها حرة فيما تفعل، وهجومه ضدها ونعتها بأنها غير محترمة أمر يعاقب عليه قانونا، ففكرة أن سيدة تضع قدمًا فوق أخرى هذا أمر لا يخصه ولا يعنيه".

ورأت “هيكل” أن الموقف لا يعبر عن وصاية أخلاقية من كبير لصغير أو من رجل لأنثى بل هو إشارة لتحولات أخطر:" ما يحدث غريب وغير مبرر، سبب الغضب الكبير الذي أحدثته جلسة السيدة، أو الإشارة أنها وضعت قدمًا فوق أخرى في حضرة الرجال، باعتباره كارثة".

تحول متشدد

أوضحت “هيكل” أن حرية الفرد تنتهي عند حرية غيره، قائلة:" إن كان يزعجه ما يحدث فكان لابد أن يجلس بمنزله يمارس فيه قناعاته ويترك المجتمع بما يحدث فيه، طالما أنه لا يحترم الحريات الشخصية في مجتمع يتمتع بالحريات، وطالما أن السيدة لم تقم باي أمر خادش للحياء أو مناف لأخلاقيات المجتمع، كذلك لم تقم بالتعدي على حريته".

تابعت: من المستحيل أن نشهد ذات الموقف لو كان بطل الواقعة ذكرًا وليس أنثى.

خارج نطاق الاحترام في المجتمع

وفي تصريحات لـ"تليجراف مصر" على واقعة المسن وفتاة المترو، قالت سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع أن المجتمع المصري يتحلى بالأخلاقيات والاحترام:" لا نستطيع أن نجزم أن الواقعة تعبر عن الوصاية الأخلاقية، فكان يفترض ألا يتدخل الرجل فيما تفعله الفتاة أو طريقة جلوسها، الأمر لا يتعلق هنا بحق جهة أو جهة أخرى، التقاليد والعادات تستوجب ألا يتدخل أي شخص في أمر لا يخصه،  أو أن يعين نفسه حكمًا على الآخرين".

أضافت:" كان يجب أن يتجاهل الأمر، والمشكلة اشتعلت بسبب ردة فعله لنصل إلى ما نحن عليه الآن من محاولات لعلاج ما فعله.. ما فعله أحدث ضجة كبيرة ليست على قدر الموقف، ولو اتبعنا نهجه في التصرفات فستتوقف الحياة".

ليست الواقعة الأولى

واقعة المسن وفتاة المترو أعادت للأذهان واقعة مشابهة جرت قبل ثلاثة أعوام، حين تعدت سيدة في عربة السيدات على فتاة بسبب ملابسها، وكانت جنى محمد، صديقة الفتاة قد نشرت على صفحتها الشخصية بفيسبوك منشورًا مرفقًا بفيديوهات وثقت الواقعة، قالت فيه أنها أثناء عودتها هي وصديقتها من الجامعة عبر المترو، أشارت إحدى السيدات لصديقتها وبدأت بنعتها بألفاظ خارجة ومهينة بدعوى أن ملابسها خارجة وتستحق أن تقبض عليها شرطة الآداب.

الأمر الذي صدم الفتاتين فحاولتا مناقشة السيدة، التي أصرت على موقفها رغم محاولات السيدات تهدئتها بدعوى أن ملابس الفتاة عادية وليست خارجة كما تدعي، وعندما احتد النقاش قامت جنى بتصوير السيدة لتقوم الأخيرة بالتعدي عليها جسديًا وإرهابها.

اقرأ أيضًا:

تفكير خاطئ ومنتشر، خبيرة إتيكيت تعلق على واقعة المسن وفتاة المترو

"مسحت بيه الأرض"، شاهد عيان يكشف كواليس فيديو المسن وفتاة المترو (خاص)