السبت، 20 ديسمبر 2025

04:01 ص

آبار وحقول، كم بلغ عدد "كنوز" مصر المكتشفة خلال عام 2025؟

الغاز الطبيعي

الغاز الطبيعي

شهد قطاع النفط والغاز في مصر خلال عام 2025 طفرة غير مسبوقة، مع تحقيق سلسلة من الاكتشافات المهمة التي سلطت الضوء على الموارد الطبيعية المخفية في مختلف مناطق البلاد، بدءًا من دلتا النيل ووصولاً إلى الصحراء الغربية والبحر المتوسط.

هذه الاكتشافات ليست مجرد أرقام أو آبار جديدة، بل بمثابة كنوز اقتصادية تعزز القدرة الإنتاجية لمصر وتسهم في خفض فاتورة الاستيراد ودعم موقع البلاد الإقليمي كمركز رئيسي لتصدير الغاز الطبيعي والنفط.

الإنتاج والإنجازات في دلتا النيل

وخلال الفترة من يناير حتى أكتوبر 2025، سجلت مصر تحقيق ثمانية عشر كشفًا جديدًا للنفط والغاز، تم إدراج ثلاثة عشر منها على خريطة الإنتاج، ليصل إجمالي الإنتاج من هذه الاكتشافات إلى حوالي 44 مليون قدم مكعب غاز يوميًا وما يقارب 14 ألف برميل نفط ومكثفات يوميًا. 

وفي دلتا النيل، تم تسجيل اكتشافين جديدين للغاز الطبيعي، حيث جاء الأول نتيجة جهود شركة هاربور إنرجي البريطانية عبر شركة دسوق للبترول في البئر "شمال سيدي غازي 9-1"، فيما سجلت شركة دانة غاز الإماراتية عبر شركة الوسطاني للبترول البئر "سلمى دلتا-6"، بإجمالي إنتاج يصل إلى 19 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، ما يعكس نجاح السياسات الحكومية في جذب الاستثمارات وتنشيط الاستكشاف.

اكتشافات الغاز في مصر
اكتشافات الغاز في مصر

اكتشافات الصحراء الغربية

وفي الصحراء الغربية، شهدت المنطقة سلسلة اكتشافات مهمة، كان أبرزها لشركة خالدة للبترول التي سجلت الكشفين SHAI-3X وWD 33J-1X، بإنتاج يزيد عن 23 مليون قدم مكعب غاز و3550 برميل نفط خام يوميًا. 

كما نجحت شركات أخرى مثل عجيبة والشركة العامة للبترول وبتروسنان وكايرون إنرجي في تحقيق اكتشافات متنوعة تضمنت آبارًا جديدة ومكثفات نفطية، ما يعكس تنوع النشاط البترولي في هذه المنطقة الغنية بالموارد.

الإنتاج البحري في البحر المتوسط

أما في البحر المتوسط، فقد أثمرت جهود شركات عالمية مثل إكسون موبيل وبي بي البريطانية عن اكتشافات مهمة، أبرزها الكشف "نفرتاري 1" ومنطقتي "كينج مريوط" و"فيوم"، ما يعزز الإنتاج البحري ويؤكد مكانة مصر كلاعب رئيسي في سوق الغاز الطبيعي المسال على المستوى العالمي.

إنتاج الغاز في الحقول الرئيسية

وتوزعت الإنتاجات على عدة حقول، فحقل ظهر بالبحر المتوسط سجل إنتاج بئري ظهر 6 وظهر 9 نحو 135 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، بينما بلغت الإنتاجية في المرحلتين 10 و11 بمنطقة غرب الدلتا العميق حوالي 305 ملايين قدم مكعب غاز يوميًا بالإضافة إلى 3600 برميل متكثفات بترولية.

كما سجل حقل ريفين بالبحر المتوسط إنتاجًا يوميًا يصل إلى 140 مليون قدم مكعب غاز، فيما بلغ إنتاج حقل جنوب Nut1 بالصحراء الغربية 50 مليون قدم مكعب غاز يوميًا. 

وتهدف خطة وزارة البترول لرفع إنتاج حقل البرلس بالبحر المتوسط إلى حوالي 75 مليون قدم مكعب غاز يوميًا في بداية العام القادم، بدلًا من 45 مليون قدم مكعب حاليًا.

إنتاج الغاز الطبيعي

أبرز اكتشافات الغاز الجديدة لشركة خالدة والدلتا

أما الكشف الجديد لشركة خالدة بالصحراء الغربية فقد بلغ إنتاجه اليومي حوالي 36 مليون قدم مكعب غاز، بينما سجلا الكشفين SHAI-3X وWD 33J-1X إنتاجًا يزيد على 23 مليون قدم مكعب غاز وأكثر من 3550 برميل نفط خام يوميًا. 

وفي دلتا النيل بلغ إنتاج البئرين "شمال سيدي غازي 9-1" و"سلمى دلتا-6" نحو 19 مليون قدم مكعب غاز يوميًا، بينما سجل البئر BED 15-31 في منطقة بدر – 15 إنتاجًا يقارب 16 مليون قدم مكعب غاز يوميًا. 

وشمل الإنتاج الجديد أيضًا الكشف الاستكشافي "شمال البسنت" الذي بلغ إنتاجه اليومي حوالي 10 ملايين قدم مكعب، فضلاً عن كشف "نفرتاري 1" لشركة إكسون موبيل العالمية في منطقة شمال مراقيا بالبحر المتوسط، إضافة إلى الكشفين "كينج مريوط" و"فيوم" لشركة بي بي البريطانية.

التأثير الاقتصادي للاكتشافات

قالت أستاذ الاقتصاد والطاقة، وفاء علي، إن هذه الاكتشافات تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد الوطني، حيث تسهم في خفض فاتورة الاستيراد من الغاز والنفط، وتدعم القدرة على تلبية الطلب المحلي المتزايد من الطاقة، بما في ذلك الكهرباء والصناعة، ما يسهم في تقليل التذبذبات السعرية وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. 

وأكدت “علي” لـ"تليجراف مصر"، أن الاكتشافات الجديدة تعزز مكانة مصر على الخريطة الإقليمية للطاقة، حيث تتيح لها تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية عبر محطتي الإسالة في إدكو ودمياط.

وأشارت إلى أن جهود مصر لم تقتصر على مجرد اكتشاف الموارد، بل شملت استخدام التكنولوجيا الحديثة، بما في ذلك تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الطبقات الجيولوجية واختبار الآبار، ما ساعد في تحسين معدلات النجاح وتقليل المخاطر الاستثمارية، ما أسهم في الوصول إلى الطبقات العميقة في الصحراء الغربية، ما يعكس قدرة مصر على استثمار مواردها الطبيعية بكفاءة عالية.

ووفقًا للبيانات، فإن الإنتاج الجديد من الاكتشافات يساهم بنسبة تتراوح بين 30 و40% من إجمالي الاستهلاك المحلي للغاز، بينما يمكن أن يصل الفائض المخصص للتصدير إلى حوالي 20 إلى 25% من إجمالي الإنتاج، ما يدعم خطط مصر في أن تصبح مركزًا إقليميًا رئيسيًا لتجارة وتداول الغاز الطبيعي، ويساعد تطوير البنية التحتية لربط الحقول البحرية والبرية بالشبكة القومية للغاز على ضمان استدامة الإنتاج والتصدير على المدى الطويل.

شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية

وتأتي هذه الاكتشافات ضمن استراتيجية الحكومة لجذب كبرى شركات الطاقة العالمية للعمل في القطاع المصري، بما يعزز الاستثمار ويخلق فرص عمل جديدة، ونقل الخبرات والتقنيات الحديثة إلى السوق المحلي، أبرزها شركة إيني الإيطالية التي تعتزم ضخ استثمارات تصل إلى 8 مليارات دولار تشمل حفر 200 بئر، وشركة بي بي البريطانية باستثمارات تصل إلى 5 مليارات دولار، وشركة أركيوس إنرجي الإماراتية باستثمارات 3.8 مليار دولار، بالإضافة إلى شركات شل وأباتشي التي لديها خطط للتوسع في مجالات البحث والإنتاج البحري والبري.

اقرأ أيضا:

ضياء رشوان: صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل تجارية بحتة

تجارية وليست سياسية، لماذا وقعت مصر صفقة الغاز مع إسرائيل؟

search