الأحد، 21 ديسمبر 2025

07:42 م

عش الزوجية يتحول مقبرة للفتيات، بأي ذنب قتلت؟

قتل الزوجات

قتل الزوجات

تحولت بيوت كان من المفترض أن تكون آمنة على ساكنيها إلى مسرح جريمة، لم يبقى فيها إلا بقع الــدماء وأشباح القتلى، بعدما كانت تعلوها قبل أيام، زغاريد الأهل ودعاء الأحباب الذي لم يلبث سويعات حتى انقلب إلى صراخ وعويل على فراق العروس على يد زوجها “القاتل”، مما فتح بابا من الأسئلة حول طبيعة تلك الحوادث الصادمة، كيف بدأت ولماذا انتهت بحريمة؟

تكرار مشهد قتل الزوجات

في الفترة الأخيرة، برزت قصص لنساء تشبه بعضها، جميعهن دخلن عش الزوجية مع الحبيب الذي تحول إلى قاتل فجأة، في مؤشر خطير على عنف أسري، وثقافة خلط السيطرة مع الرجولة، دفعت ثمنها فتيات تزوجن في بداية عمرهن في نهاية صادمة.   

واقعة كريمة في المنوفية

الأزمة الأخيرة والتي تصدرت الترند وبقوة، كانت واقعة “كريمة صقر”، عروس المنوفية، والتي أنهى زوجها حياتها بعد 4 أشهر فقط من الزواج.

كريمة شكت مرارًا من اعتداء زوجها الوحشي عليها، فلجأت غاضبة إلى أسرتها بعد مرور 7 أيام فقط من الزفاف، ولم تكن المرة الأخيرة، بل لجأت لأسرتها مرارًا، وفي كل مرة كانوا يتمسكون بالعادات والتقاليد التي تمنع عروس من ترك منزل زوجها تحت أي ظرف، وفي النهاية عادت كريمة إلى أسرتها جثة هامدة.

أما في محافظة كفر الشيخ المجاورة، حيث تسكن عروس عشرينية تزينت لتدخل عش الزوجية، لكن بعد شهر واحد فقط انتهت حياتها على يد زوجها بطعنة نافذة في الصدر.

عروس كفر الشيخ

العجيب في قصة عروس كفر الشيخ، أنها لم تغضب أبدا، بل كانت على تواصل دائم مع والدتها، التي لا تعرف حتى الآن سبب قيام الزوج بهذا الفعل المشين، وحرمها من ابنتها الوحيدة، إذ قالت الأم في لقاء لها: "زوجها مكانش بيضربها ولا أي شي وكان بيكلمني كل يوم.. معرفش قتلها ليه!".

أما عروس أسيوط ذات الـ 17 عام، فلم ينهي زوجها حياتها بعد شهر أو اثنين، فقط مرت ساعات قليلة على حفل زفافهما، ليقرر الزوج استباحة دمــائها بطريقة مروعة، إذ فصل رأسها عن جسدها، فقط لشكه في سلوكها.

تزايد حالات قتل الزوجات يبحث عن حل

الدكتورة حنان حسني، عضو مجلس النواب، حذرت من أن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في حالات قتل الزوجات خلال فترة قصيرة من الزواج، مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة على الأرض للحد من وقوع هذه الجرائم، التي تشير إلى أنها لا تقتصر على القاصرات، لكنها غالبًا ما تكون ضد فتيات صغيرات في السن.

الدكتورة حنان حسني يشار
الدكتورة حنان حسني يشار

ورأت عضو مجلس النواب، أن أحد الأسباب الرئيسة وراء حوادث قتل الزوجات، هو عدم توخي الأهل الدقة قبل الموافقة على الزوج المتقدم لابنتهم، بالإضافة إلى التساهل مع أخطاء الزوج وعدم حماية حقوق الزوجة، حيث أحيانًا تقول الأسرة للبنت عند تعدي الزوج عليها: "وإيه يعني، كل الزوجات بتنضرب".

التوافق في المستوى بين الأزواج

وأكدت حنان حسني، أن المشكلة تتطلب توافقًا مجتمعيًا وثقافيًا وماديًا بين الأزواج لضمان استقرار الحياة الزوجية ومنع تصاعد الخلافات إلى حد العنف والقتل.

اجراءات على الأرض

ولفتت إلى أهمية إجراء كشوفات نفسية للشاب والفتاة قبل الزواج، وضرورة الحديث مع مختصين نفسيين لتحديد مدى جاهزيتهما نفسيًا للزواج، مشددة على أن الزوجة غير ملزمة بخدمة والدة الزوج، وأن مفهوم القوامة لا يعني العنف، وأن ضرب الزوجة دليل على ضعف شخصية الزوج وعدم قدرته على إدارة الأسرة.

وطالبت بتشكيل لجان مشتركة من وزارة التضامن، ووزارة الأوقاف، ووزارة التعليم العالي، والأزهر الشريف، لتوعية الشباب والأسر بتجريم ضرب الزوجات في الدين وطرق إدارة المشكلات الزوجية بشكل صحيح، إلى جانب دور التعليم في توعية الشباب بأهمية التوافق الأسري والمستوى التعليمي والأخلاقي للأزواج قبل الزواج.

“والد الشاب عليه دور أساسي بتفادي الأزمة من بدايتها بعدم الموافقة على زواج ابنه إذا كان غير متزن نفسيًا أو مدمنًا، أو غير قادر على إعالة أسرته، لتجنب المشكلات الزوجية الناتجة عن الأزمات المادية والسلوكية”، حسب ما أوضحته النائبة حنان حسني.

سبب الخلاف بعد الزواج بفترة قصيرة

وحذرت من أن الخلافات تبدأ غالبًا بعد الزواج مباشرة، إذ يظهر كل طرف طبيعته بعد فترة الخطوبة، مما قد يؤدي إلى صراعات عنيفة، مشددة على ضرورة التوافق المجتمعي، ومستوى التعليم والقيم الأخلاقية بين الأزواج لضمان حياة زوجية مستقرة وآمنة.

التحليل النفسي للزوج القاتل

وترى استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، الدكتورة إيمان عبدالله، أن بعض الرجال ممن قتلوا زوجاتهم، يعانون من حب الامتلاك، وبعد الزواج يبدأ الزوج في خلع القناع الذي كان يرتديه طوال فترة الخطوبة، ويظهر على حقيقته لأنه ليس مضطرًا الآن أن يرسم الوجه البشوش اللطيف.

وقالت إيمان لـ“تليجراف مصر”، إن صفات الزوج السلبية تبدأ في الظهور، سواء كان عنيف أو عدواني وخاصة إذا كان شخصية نرجسية، ويبدأ أن يجعل من زوجته امتداد له ولم تكن لها أي شخصية مستقلة أو منفصلة.

وتابعت: “عندما تبدأ الزوجة في الاعتراض على أي إهانة تتعرض لها حتى لو في صورة بكاء، يرى الرجل الذي تعتريه تلك الصفات في هذا إهانة لرجولته، ويبدأ في الضرب المبرح الذي يصل إلى حد القتل بدافع استعادة إحساسه بالقوة”.

شخصية سادية 

ولفتت استشاري الطب النفسي، إلى أن الزوج يرى أنه يُعّلم زوجته الأدب والفضيلة، وأن طاعة الزوج من طاعة الله، ويجب أن تسر ورائه عمياء، حتى وإن كان شخصية سادية يتلذذ ويتمتع بتعذيب زوجته، التي تعتبر فرصة على طبق من ذهب كي يمارس عليها كل أنواع العنف، وهنا تبلغ السادية ذروتها، فيتمتع بترهيبها وإذلالها.

وأكدت إيمان، أن الزوج قد يعاني من مرض الذهان ولا يكتشف تشخيصه، ولكن يبدأ شكه في سلوك زوجته وأخلاقها، ويتخيل أنها تخونه من غيره، وجميعها أفكار وهمية هو وحده من يراها، فيكون غضبه دائمًا مستثار ويفكر في القتل لأنه ينفصل تمامًا عن الواقع.

اقرأ أيضًا: 

طبيب عروس المنوفية: حماتها حاولت التأثير عليّ، وقلت السبب هبوط عشان أعرف أروّح

search