الإثنين، 22 ديسمبر 2025

06:19 م

من "السياحة" لـ"الخرافة"، معبد إغريقي يتحول إلى قبلة للراغبين في الإنجاب بالمنيا

معبد "نيرون" بالمنيا

معبد "نيرون" بالمنيا

بينما تتسابق الوفود السياحية لزيارة آثار مصر الخالدة، يقف معبد "نيرون" فوق هضاب قرية "طهنا الجبل" بالمنيا صامدًا أمام تعاقب العصور، حيث يصارع الأثر الذي يصل عمره إلى 2000 عام، الإهمال والنسيان، يبحث عن زائر يقدر قيمته، وبانتظار لفتة تعيده إلى خارطة السياحة العالمية. 

أعجوبة معمارية في قلب الصخر

لا يشبه معبد "نيرون" غيره من المعابد؛ فهو منحوت بالكامل في قلب الجبل الصخري، ويتميز بتصميم فريد يتكون من ثلاثة طوابق تعلو بعضها البعض، حيث نجد في الطابق الأول صالة ضخمة بمساحة 20 متراً، ترتكز على 8 أعمدة، وتحيط بها صوامع غلال محفورة بدقة في الأرض، ثم ممر يسمى بـ"قدس الأقداس"، وكذا مقصورة الإلهة "حتحور"، مع وجود آبار دفن وأربع مقابر على الجانب الأيمن، ما زالت تحتفظ بنقوشها رغم قسوة الزمن.

من قلب معبد "نيرون"

منارة للعلم أم قبلة لـ"الخرافة"؟

في زاوية منسية من المعبد، تحولت غرفة “الإله سوبك”، والتي تضم بقايا تماسيح محنطة كانت تُعبد قديمًا، من مزار إلى وجهة للبسطاء والراغبين في الإنجاب.

رغم أن الغرفة مغلقة منذ سنوات، إلا أن الكثيرين يتوافدون صباح كل جمعة للتبرك بها طلبًا للشفاء، في مشهد ينم عن غياب الوعي الأثري وتهميش المنطقة التي تحولت من مزار عالمي إلى ساحة للخرافات، وذلك وفقًا لتصريح أحد أهالي القرية. 

وتواجه المنطقة أزمة كبرى، تتمثل في تشقق بعض درجات السلالم الأثرية المؤدية إلى المعبد، بسبب استخدام المتفجرات المختلفة في منطقة المحاجر بجبال المنيا القريبة من ذلك المعبد بعدة كيلو مترات، الأمر الذي يهدد الأثر العريق.

معبد "نيرون"

السقوط من "أجندة السياحة"

وقال مفتش آثار بمنطقة المنيا، أمير أحمد، إن أهمية المنطقة لا تتمثل فقط في المعبد، بل إن أعمال الحفائر التي أجريت من بعض البعثات، أكدت أن "طهنا الجبل" كنز لم يُكتشف بالكامل بعد، حيث تضم بقايا مدينة أثرية ممتدة عاصرت حقبًا تاريخية تبدأ من الدولة الوسطى وصولاً إلى العصور الإسلامية.

وشدد أمير في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، على أن إحياء مجمع "نيرون" لن يضع المنيا على خريطة السياحة العالمية فحسب، بل سيحمي تاريخًا يمتد لألفي عام من الضياع والاندثار.

رغم هذه الأهمية التاريخية، يظل المعبد "خارج الخدمة" سياحيًا؛ فلا طريق ممهد يقود إليه، ولا خدمات أساسية تستقبل الوفود، بالإضافة إلى غياب التجهيزات الفنية التي جعلت المنطقة تسقط من جداول الزيارات الرسمية، لذا يبقى معبد "نيرون" صرخة في صمت الجبل، فهل تجد صرخته صدى لدى المسؤولين، أم يظل "أسيرًا" للخرافة والنسيان؟.

معبد "نيرون"
معبد "نيرون"

اقرأ أيضًا..

"البقيع الثاني بمصر"، رحلة إلى مدينة الـ 5 آلاف صحابي في البهنسا

5 أعوام من العطش.. الفشل الكلوي يتفشى بين أهالي عزبة الصعايدة بالمنيا

search