الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

03:08 ص

دراسة تربط بين الحرمان من النوم والوحدة

قلة النوم تؤثر على جودة الحياة والعلاقات الاجتماعية وفقا لدراسة

قلة النوم تؤثر على جودة الحياة والعلاقات الاجتماعية وفقا لدراسة

أظهرت بعض الدراسات أن التغيرات التي يُحدثها الحرمان من النوم لدى الفرد تجعل الآخرين ينظرون إليه على أنه أقل وداً وانفتاحاً اجتماعياً، كما أوضحت أن تحسين النوم يقلل من المشاعر السلبية والتوتر.

وقالت الدكتورة فرانشيسكا كانيلاس، عضوة فريق عمل الأرق التابع للجمعية الإسبانية للنوم، إن الأدلة العلمية تُظهر أيضاً أن الحرمان من النوم يؤدي إلى سلوكيات العزلة الاجتماعية، مثل الشعور بالوحدة، وزيادة القلق، مما يؤثر بدوره على الراحة.

قلة النوم والشعور بالوحدة 

ووفقا لصحيفة لا راثون الإسبانية، فقد أكدت كانيلاس أن مراجعة منهجية نُشرت في عام 2020 أن الشعور بالوحدة يرتبط بانخفاض جودة النوم، ولكن ليس بمدة النوم، حيث يزيد الشعور بالوحدة من مستويات اليقظة ويجعل النوم أقل تجديدًا للنشاط.

وأوضحت أن هذا الأمر يرجع إلى أنه تاريخياً كان التواجد بمفردك، خارج المجموعة، أمراً خطيراً، فهناك تنشيط لنظام الإجهاد مع زيادة في نشاط محور الغدة النخامية تحت المهاد ومع حدوث تغييرات في مستويات وإيقاع الكورتيزول المتورط في النوم المتقطع".

التنظيم العاطفي 

 ووفقاً لكانيلاس، فإن الآلية التي تُفسر العلاقة بين النوم والشعور بالوحدة هي التنظيم العاطفي، وقالت إن هياكل الدماغ والناقلات العصبية التي تنظم العواطف تنظم النوم أيضًا، لذلك من البديهي افتراض وجود علاقة وثيقة في عمل هذين النظامين".

 وأشارت إلى أن عددًا متزايدًا من الدراسات في هذا المجال تشير إلى أن سوء جودة النوم والحرمان من النوم يشكلان عامل خطر رئيسي للتنظيم العاطفي، وكذلك لتطور العديد من الحالات النفسية، وخاصة القلق والاكتئاب.

وتابعت المتحدثة باسم الجمعية الإسبانية للنوم أنه حتى اليوم، لا يُولى الاهتمام الكافي لتأثير النوم على الصحة البدنية والنفسية العامة.

 وأضافت الطبيبة النفسية أن هذا الأمر "يكتسب أهمية خاصة" في سياق الشعور بالوحدة غير المرغوب فيها، إذ تُعدّ الوحدة وقلة النوم من عوامل الخطر الشائعة للعديد من الأمراض (من التدهور المعرفي إلى مشاكل الصحة النفسية وأمراض القلب والأوعية الدموية)، وبالتالي فإن اجتماع هذين العاملين يُضاعف خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والوفاة.

وفقا للطبيبة، قد ثبت أن تحسين النوم يقلل أيضًا من المشاعر السلبية والتوتر، لذا فإن تطبيق عادات نمط الحياة الصحية التي تساهم في تحسين النوم بشكل يومي من شأنه أن يحسن نوعية الحياة والرفاهية العاطفية، وخاصة في مجموعتين: المراهقين وكبار السن.

search