خبراء تغذية يفسرون سبب انتفاخ البطن بعد عشاء عيد الميلاد

يعاني الكثيرون ممن يحتفلون بعيد الميلاد بتناول الوجبات الشهية الشعور بالانتفاخ والغثيان، حيث أشارت دراسات سابقة إلى أن هناك شعوبًا تستهلك ما يصل لـ6000 سعرة حرارية يوم عيد الميلاد وحده، أي ثلاثة أضعاف الكمية الموصى بها، وفقًا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

اضطرابات الجهاز الهضمي

وبحسب الصحيفة، تتحول بهجة عيد الميلاد لدى الكثيرين إلى مغص مؤلم في المعدة، وحرقة شديدة، وانتفاخ في البطن، لذا قالت أخصائية التغذية أدريان بنجامين إن وليمة العيد التقليدية تُهيئ الظروف المثالية لاضطرابات الجهاز الهضمي.

وأضافت: "يأكل معظم الناس أكثر بكثير من المعتاد، ويتناولون الطعام على فتراتٍ متكررة طوال اليوم، وغالبًا ما يجمعون بين الأطعمة الدسمة التي لا يتناولونها عادةً مع الكحول والسكر".

كما يتم تناول الوجبات في أوقات غير منتظمة، ويمكن أن ترتفع مستويات التوتر، وكل ذلك يؤثر على مدى جودة عمل الأمعاء.

وتقول لوسي كيرشو، خبيرة التغذية أيضًا، إن الأمر لا يقتصر على كمية الطعام فحسب، بل على سرعة تناوله أيضًا، مضيفة: "في التجمعات الاجتماعية، يأكل الناس بسرعة أكبر دون أن يدركوا ذلك".

وتقول أخصائية التغذية المعتمدة يسرا أيدين، رئيسة قسم التغذية: "عدم مضغ الطعام جيدًا وكثرة الكلام يُسببان الانتفاخ".

نصائح التخلص من الانتفاخ بعد تناول المزيد من الأطعمة والحلويات خلال الاحتفال بعيد الميلاد.

شرب الماء والسوائل الدافئة

شرب الماء والمشروبات الدافئة والذهاب إلى نزهة يساعد على التخلص من الانتفاخ، كما يُمكنك أيضًا تدليك بطنك في اتجاه عقارب الساعة، هذا سيُساعد على تحسين حركة الأمعاء وتقليل الانتفاخ سريعًا.

تجنب الأطعمة المحفزة

تشمل الأطعمة الشائعة المسببة للغازات، التي تُقدم ضمن وجبة عيد الميلاد، المحاشي والبصل والثوم، تحتوي جميعها على نشويات مقاومة لا تُهضم بالكامل في الأمعاء الدقيقة.

وتقول أيدين: "عندما تصل هذه النشويات إلى القولون، خصوصًا إن كان ذلك بكميات كبيرة، تتخمر بفعل بكتيريا الأمعاء، ما يؤدي إلى إنتاج الغازات والشعور بالانتفاخ".

وتضيف: “الأطعمة الغنية بالدهون تُبطئ عملية الهضم، ما يُطيل انتفاخ البطن، كما أن المُحليات في الحلويات أو فطائر اللحم المفروم قد تُسهم أيضًا في زيادة الغازات، والكربوهيدرات المُكرّرة الموجودة في الخبز والحشوات والمعجنات والحلويات قد يصعب هضمها على بعض الأشخاص”.

وتتابع: "تُدخل المشروبات الغازية كمية زائدة من الهواء إلى الجهاز الهضمي، بينما تُسبب الأطعمة المالحة احتباس الماء في الجسم، وكلاهما يُسهم في الشعور بالانتفاخ المزعج".

لا تأكل عند الشعور بالانتفاخ 

عندما يتعلق الأمر بالانتفاخ وحرقة المعدة وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي، فإن الوقاية خير من العلاج، لذلك يفضل ألا يزيد الأمر سوءًا بتناول المزيد من الطعام والشراب.

وتنصح أيدين بالاعتدال قدر الإمكان، وتقول: "لا يتعلق الأمر بتجنب الأطعمة المفضلة في الأعياد، بل ببساطة بمراعاة الكمية التي يشعر جسمك بالراحة تجاهها".

وتضيف: "جرب تذوق كميات صغيرة من الحلويات المتعددة بدلًا من تناول حصص كاملة".

حافظ على رطوبة جسمك

إلى جانب شرب الكثير من الماء وشاي الأعشاب على مدار اليوم، تنصح أيدين بتناول مستخلصات عشبية أخرى ثبتت فعاليتها في تقليل الانتفاخ.

وتوضح: "يمكن للمشروبات المُرّة المساعدة على الهضم، أو الأعشاب المساعدة على الهضم، التي تُؤخذ قبل أو بعد الوجبة، أن تُحسن عملية الهضم".

وتضيف: “تشمل المكونات الشائعة في هذه الخلطات: البابونج، والخرشوف، والشيح، ومن أنواع شاي الأعشاب الأخرى التي تُخفف من هذه المشكلة، شاي النعناع، ​​الذي يُساعد على إرخاء عضلات الأمعاء وتخفيف التقلصات”.

وبالمثل، يُستخدم الزنجبيل كعلاج لعسر الهضم منذ قرون، حيث يمكنك إضافة بعض شرائح الزنجبيل الطازجة والمُقشرة إلى الماء الساخن ونقعها قبل الشرب.

المشي يسهل الهضم

يُمكن للمشي لفترة قصيرة بعد تناول وجبة دسمة أن يُحفز عملية الهضم، إذ يكفي المشي لمدة 10 إلى 15 دقيقة لمساعدة الجسم على هضم الطعام بكفاءة أكبر وتسهيل حركة الغازات في الأمعاء.

وتضيف الدكتورة إيما ديربيشاير، مستشارة شركة PrecisionBiotics للتغذية، أن تمارين ثني الركبتين نحو الصدر تُساعد على التخلص من الغازات المحتبسة، وكذلك التركيز على التنفس، موضحة: "جرّب التنفس العميق والبطيء، فهو يُخفف من انقباض محور الأمعاء والدماغ أثناء التوتر".

اقرأ أيضًا: 

"مضغ الماء" يحسن الهضم ويقلل الحموضة بالمعدة