تطبيق "استقرار" وزواج المسيار، حل سحري للشباب أم بيزنس جديد؟
زواج المسيار وتطبيقات الزواج- تعبيرية
رغم انتشار تطبيقات الزواج والتعارف عبر الإنترنت خلال السنوات الأخيرة، تصدر تطبيق "استقرار" الترند عبر منصات التواصل الاجتماعي خاصة منصة "إكس" ليس لكونه منصة تعارف أو زواج، بقدر نوعية الزواج التي يروج لها وعلى رأسها زواج المسيار.
التطبيق الذي تصدر البحث على منصة "إكس" فتح باب الجدل بين المستخدمين حول مشروعية زواج المسيار وحدوده الدينية.
شروط تطبيق “استقرار” للخطبة والزواج
يختص التطبيق بتقديم خدمات الخطبة والزواج لكافة فئات المجتمع من المواطنين السعوديين والخليجيين والمقيمين الجادين في رغبتهم بالزواج، من خلال توفير كافة الأدوات اللازمة لتسجيل الطلبات والبحث وتسهيل عملية إيجاد الطرف الآخر بالمواصفات المطلوبة.
هل التطبيق مجرد "سبوبة" لجمع المال؟
أما في حالة الشكوك المثارة حول كونه تطبيق مدفوع واحتمالية أن يكون فخًا لسحب الأموال من المتقدمين دون تقديم خدمات فعلية، أوضح الموقع، أن التطبيق موثق من المركز السعودي للأعمال برقم ( 0000016135).
التطبيق ليس مجانيًا بالكامل إذ يمكن الاشتراك مجانًا فقط لمدة 3 ساعات للتجربة، ثم ينتقل تلقائيًا لفتح صفحة الدفع لاختيار الوسيلة المتاحة لتسديد الرسوم حسب الباقة التي يرغب المشترك في تحديدها، وهو ما يضمن جدية المشتركين بحسب وصف الموقع الإلكتروني للتطبيق.
جدل حول زواج المسيار
أثار التطبيق حالة واسعة من الجدل على منصة إكس، وكتبت إحدى مستخدمي المنصة: “ما في شيء اسمه زواج مسيار، اصحوا من القرف، زواج المسيار زِنا مُبطن”.

وأضافت: “تطبيق أو غيره مو مهم، المهم الطريقة الخطأ، شرع الله واضح، واللي تتزوج زواج مسيار قليلة شأن، زواج غير موثق وغير معلن، الزواج إشهار ولس إذلال، هذا واقع مقرف ما يوقع فيه إلا ضعيف نفس أو شخصية، ما في شيء اسمه مسيار”.
وأردفت: “المسيار اللي يتكلمون عنه في حالات خاصة وكانت قديمة، مثلًا امرأة مسؤولة عن أهلها وتكون ساكنة معهم في بيتهم ولكن الزواج معلن على سنة الله ورسوله ولها حقوق وأبناء لكن ليس لها بيت شرعي هذا هو المسيار اللي تكلموا عنه قبل 50 سنه”.
حكم زواج المسيار في الإسلام
وفي هذا السياق أوضح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الدكتور عطية لاشين، أن التصور العملي لزواج المسيار هو أن تبقى المرأة في بيتها ساكنة مع أولادها، ويأتيها رجل يعقد علها عقدًا شرعيًا كامل الأركان على أن تتنازل بمحض اختيارها وخالص إرادتها ورغبتها الكاملة عن بعض الحقوق التي يوجبها لها عقد الزواج التقليدي.
وأضاف في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أنه في عقد زواج المسيار قد تتنازل المرأة عن السكنة، أو النفقة، ويقتصر الأمر على أن يزورها الزوج من وقت لآخر لقضاء الوطد الجنسي، فإذا كان الأمر كذلك وكان الزواج مستكملًا أركانه وشرائطه الشرعية، لا نملك إلا أن نقول بالجواز.
وأردف أن زواج المسيار جائز على ألا يقدم عليه كل شخص وإنما يقدم عليه من كان في حاجة إليه وعلى ألا تلجأ إليه أي امرأة إلا إذا كانت تريد العفة وحفظ فرجها وغض بصرها، خاصة إذا كانت في طور الشباب، فإن كان كذلك فلا يقف الشرع حجر عثرة أمام هذا الموضوع ويرى الشرع جواز ذلك بحسب ما قال.
وتابع أن من الضوابط أيضًا أنه إذا جاء أولاد ثمرة هذا الزواج، فلا يتهرب الزوج من الأولاد وإنما يسارع إلى نسبتهم إليه عن طريق استخراج شهادة ميلاد مكتوب فيها اسم الأب والأم، ملتزمًا بما جاء ونص عليه الشرع، فإن كان كذلك فإن الضرورة تقدر بقدرها ويفتى بالزواج والله أعلم.
تطبيقات الزواج في المجتمعات العربية
أما عن فكرة تطبيقات الزواج عمومًا والتي باتت واقعًا رقميًا متزايد الحضور في المجتمعات العربية أوضحت أستاذة علم الاجتماع الدكتورة سوسن فايد، أن الجدل المثار حول تطبيقات الزواج لا يمكن فصله عن حالة الأحجام المتزايد بين الشباب عن الزواج، نتيجة الظروف المشددة التي يضعها قانون الأحوال الشخصية.
وأوضحت لـ"تليجراف مصر"، أن القانون يسحب كل قدرات وإمكانات الرجل أمام المرأة، وأن كثيرًا من الشباب يخشون الإقدام على خطوة الزواج خوفًا من تبعات الانفصال التي تجرد الرجل من كل شيء في حال الطلاق، وهو ما قد يدفع البعض إلى البحث عن بدائل أقل التزامًا.
وأشارت إلى أن الخطورة لا تكمن في فكرة التطبيق، بل في أن تتحول إلى وسيلة للهروب من الإطار الاجتماعي العربي التقليدي الذي تلعب فيه الأسرة دورًا رقابيًا رئيسيًا، عبر ما يعرف بـ"قعدة التعارف"، والتي يستشف فيها الأهل نوايا وقدرات الطرفين على بناء أسرة.

وأعربت فايد عن خوفها من أن تكون هذه التطبيقات مجرد مساحة للتعارف العابر والعلاقات غير الجادة، دون نية صحيحة للزواج، وأكدت أن نجاح هذه التطبيقات مرهون بمدى مصداقية التوافق النظري فيما بعد على أرض الواقع.
وشددت فايد على ضرورة تحكيم العقل أثناء اختيار شريك الحياة، وعدم تجاهل دور وآراء الاسرة، معتبرة أن اتخاذ الشباب قرار الزواج منفردًا دون الرجوع للأهل ينطوي على مخاطر كبيرة في العصر الحالي.
وفيما يتعلق بزواج المسيار، أوضحت فايد أن هذا النمط من الزواج له ظروف استثنائية خاصة، مثل الاغتراب ولا يمكن اعتباره حلا عامًا أو بديلًا للزواج التقليدي، ولا يعد خيارًا طبيعيًا أو أساسيًا لمن يرغب في الزواج.
واختتمت فايد أن هذه التطبيقات تعتبر بديلة "للخاطبة" قديمًا، لكن يجب اتباعها بحذر، وهي مرحلة تمهيدية للتعارف، يجب أن يليها مسار تقليدي في حضور الأهل والأسرة، وأن يكون التعارف من البداية قائم على تكافؤ نفسي واجتماعي باعتبارهما ركيزتين أساسيتين للزواج الناجح.
اقرأ أيضًا:
الزواج الذي استمر طويلًا.. لماذا لا تحميه السنوات من الانهيار؟
الأكثر قراءة
-
بعد مشاجرة فرحه، القبض على التيك توكر كروان مشاكل
-
تدافع وتحرش، خناقات بالكراسي فى زفاف كروان مشاكل وحفيدة شعبان عبدالرحيم
-
بعد إعلان اغتياله رسميًا، "حماس" تكشف عن صورة واسم أبو عبيدة الحقيقي
-
بعد إعلان "القسّام" اغتياله رسميا، من هو أبو عبيدة؟
-
فيديو لـ إنجي حمادة يكشف بداية مشاجرة فرح كروان مشاكل
-
إجابات امتحان توفاس التجريبي وأهم التنبيهات للحصول على الدرجة النهائية
-
"اتجوزت 4 مرات ومعايا إعدادية".. نص التحقيقات مع البلوجر نورهان حفظي (خاص)
-
تشبث به لآخر لحظة، بطل صغير يحاول إنقاذ ابن شقيقته من الاختطاف بكفر الشيخ
أخبار ذات صلة
رسالة إلهية وهمية، أمريكية تهرب بأبنائها إلى كرواتيا خوفا من نهاية العالم
30 ديسمبر 2025 03:26 م
لعشاق الكسوف، العالم يترقب ظاهرة فلكية نادرة تمتد لـ6 دقائق بالأقصر
30 ديسمبر 2025 01:58 م
التصادم الوهمي، هل تؤثر الموسيقى على أدائك في القيادة؟
30 ديسمبر 2025 09:45 ص
جيميناي ومبارايات الكريكت، أكثر الموضوعات بحثا في جوجل خلال 2025
30 ديسمبر 2025 02:36 ص
أكثر الكلمات انتشاراً