الأحد، 28 ديسمبر 2025

05:12 م

هل رأيت وجهًا في الغيوم؟ هذا ما يفسره الدماغ المفرط النشاط

متلازمة الثلج البصري

متلازمة الثلج البصري

هل سبق أن نظرت إلى الغيوم، أو لحاء الأشجار، أو مقدمة سيارتك، ورأيت وجهًا يحدق بك؟ تُعرف هذه الظاهرة باسم "وهم الوجه"، وهي ظاهرة طبيعية يفسر فيها الدماغ الأنماط العشوائية على أنها وجوه، وفقًا لموقع "ساينس ألرت".

وكشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Perception أن هذه الظاهرة تكون أكثر وضوحًا لدى الأشخاص المصابين بـمتلازمة الثلج البصري، وهي حالة عصبية نادرة تُسبب تشويشًا بصريًا مستمرًا. ويمنح هذا البحث رؤية أعمق لكيفية عمل الدماغ المفرط النشاط، الذي قد يضخم الأنماط الوهمية ويفسرها على أنها وجوه.

تشويش النظر

ما هي متلازمة الثلج البصري؟

تتسم متلازمة الثلج البصري برؤية مستمرة لنقاط متذبذبة تشبه تشويش شاشات التلفاز، تغطي كامل مجال الرؤية، ولا تختفي حتى في الظلام. 

وغالبًا ما تصاحبها أعراض أخرى، مثل الصداع النصفي، وحساسية الضوء، وظهور آثار بصرية مستمرة بعد الحركة.

وتشير دراسات حديثة إلى أن هذه الحالة ترتبط بفرط استثارة القشرة البصرية، أي النشاط الزائد للخلايا العصبية المسؤولة عن تفسير المعلومات البصرية، ما يؤدي إلى تشويش في الإدراك.

متلازمة الثلج البصري

تجربة علمية

أجرى فريق البحث تجربة عبر الإنترنت، شارك فيها أكثر من 250 متطوعًا، حيث عُرضت عليهم 320 صورة لأشياء يومية، مثل جذوع الأشجار وفناجين القهوة. 

وطُلب من المشاركين تقييم مدى رؤيتهم لوجه في كل صورة، على مقياس يتراوح من 0 إلى 100.

وأظهرت النتائج أن المصابين بمتلازمة الثلج البصري سجلوا درجات أعلى في تمييز الوجوه، خاصة أولئك الذين يعانون أيضًا من الصداع النصفي، إذ أثارت الصور نفسها "وهم الوجه" لديهم بدرجة أقوى مقارنة بالمجموعة الضابطة.

حكة العين 

كيف يتدخل الدماغ؟

يعتمد الدماغ البشري عادة على "تخمينات سريعة" لما يراه، ثم يعمل لاحقًا على التحقق منها وتصحيحها، إلا أن فرط النشاط العصبي قد يؤدي إلى تضخيم هذه التخمينات، مثل تفسير شكل عادي على أنه وجه، بدلًا من تصحيحه لاحقًا.

ويبدو أن الصداع النصفي يزيد من حساسية الدماغ تجاه الوجوه الوهمية، ما يشير إلى وجود مسار عصبي مشترك بين الحالتين.

تطور أم اضطراب؟

رؤية الوجوه في الأشياء ليست اضطرابًا بحد ذاتها، بل تُعد أثرًا جانبيًا لنظام إدراكي متطور يمنح أولوية للمعلومات الاجتماعية. 

أما لدى المصابين بالتشويش البصري، فيكون هذا النظام مفرط النشاط، فتقوم أدمغتهم بربط النقاط داخل الضوضاء البصرية لتفسير المدخلات الغامضة على أنها وجوه.

اقرأ أيضا: 

إنجاز طبي في جراحة العيون، قرنية 3D تُعيد البصر لمسنة

دراسة تفسر لغز "الصور اللاحقة"، عندما ترى العين ألوانًا لا وجود لها

search