أزهري: الإفراط والتفريط ليسا من الدين

ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية
قال عميد كلية البنات الأزهرية، الدكتور حمدي الهدهد، إن الغلو هو تجاوز الحد، فكل ما تجاوز الحد فهو غلو، ولكن بداية لا بد من تحديد الحد المقصود تجاوزه، وهنا ينبغي التفريق بين مصطلحين مهمين وهما الدين والتدين، لأن التفريق بينهما يحل مشكلات متعددة.
وأوضح الهدهد، خلال ملتقى الأزهر للقضايا الإسلامية، أن الدين هو النصوص المقدسة الثابتة الصحيحة، والتدين هو محاولة تطبيق هذه النصوص في واقع عملي وممارسة عملية، ولذلك عندنا قضايا دينية وقضايا تدين، ولا ينبغي أن يختلط هذا بذاك أو ذاك بهذا، فكل ما ثبت بنص قطعي الدلالة فهو دين لا يجوز الخروج عنه بأي حال، والتدين ممارسات قد نختلف فيها ولكن الاختلاف فيها اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد، ولذلك وُصف هذا الدين وصفًا دقيقة في القرآن في قول الله سبحانه: {وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا}، فهو الدين الوسط، والإفراط والتفريط كلاهما ليسا من الدين في شيء.

من جانبه، أكد وكيل قطاع المعاهد الأزهرية، الدكتور أحمد الشرقاوي، أن الوسطية والاعتدال من سمات هذا الدين الحنيف الذي نزل من السماء على نبينا محمد ﷺ، وكما نعلم جميعا أن مقاصد الإسلام خمسة منها حفظ العقل، وهناك قاعدة تقول العوارض لا تزيل القواعد، فعارض الإلحاد لا يزيل قاعدة حفظ الدين، وعارض القتل لا يزيل قاعدة حفظ النفس، وعارض السكر لا يزيل قاعدة حفظ العقل، وعارض الزنا لا يزيل قاعدة حفظ العرض، وعارض السرقة لا يزيل قاعدة حفظ المال، وهذه الأمور هي أرقى ما يتمتع به أي مجتمع إنساني، ومن هذه المسائل وبناء عليه فإن كل تشدد وكل تطرف ينحرف عن رسالة الإسلام الأصيلة ليس من دين الله، وكل ما حقق مصالح العباد والنفع للعباد هو معتبر شرعًا ولو لم ينزل به قرآن أو تأتي به سنة صراحة؛ لأنه يدخل في القواعد الكلية التي يتسم بها هذا الدين مقاصده المعتبرة.

وأشار إلى أن الحقوق الإنسانية المعبرة في الدين والدنيا، إنما تنطلق من ثلاثة محاور، الأول محور التكريم والتشريف والتفضيل المتعلق بالإنسانية، ويبين قوله تعالى: {وَلَقَدۡ كَرَّمۡنَا بَنِیۤ ءَادَمَ وَحَمَلۡنَـٰهُمۡ فِی ٱلۡبَرِّ وَٱلۡبَحۡرِ وَرَزَقۡنَـٰهُم مِّنَ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَفَضَّلۡنَـٰهُمۡ عَلَىٰ كَثِیرࣲ مِّمَّنۡ خَلَقۡنَا تَفۡضِیلࣰا}.
أما المحور الثاني، هو المنظومة الحقوقية التي تجري بين الناس وهي تندرج تحت مظلة قوله تعالى: {إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلۡأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىٰۤ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُوا۟ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُكُم بِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِیعَۢا بَصِیرࣰا}.
وبالنسبة للمحور الثالث، هو التكليف المتعلق بـ «افعل ولا تفعل»، وتنطلق من قول الله: {إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَیۡنَ أَن یَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَـٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومࣰا جَهُولࣰا}، وبهذه المحاور يكون الإنسان قد أصبح مهيئًا أن يتلقى التكليف، ومما تقدم فإن هذه منظومة متكاملة تتعلق بحرية إنسانية ودينية يحكمها قول الحق سبحانه: {لَكُمۡ دِینُكُمۡ وَلِیَ دِینِ}.


الأكثر قراءة
-
مسلسل عيناك كالبحر الأسود متى يعرض؟.. اعرف القناة الناقلة
-
مع عودة المدارس.. موعد صرف مرتبات سبتمبر 2025
-
"عم ممدوح" حارس قلعة "المكواة الرجل" في الفيوم: 45 سنة شقى برزق حلال
-
لدعمها إسرائيل.. إلغاء حفل فرقة سكوربيونز الألمانية في مصر
-
4 زيادات مرتقبة في أسعار البنزين والغاز والكهرباء والمياه
-
تراجع سعر الذهب بعد وصوله إلى أعلى مستوياته
-
كل ما تريد معرفته عن شقق الإسكان الاجتماعي 2025 وخطوات التقديم
-
بتكلفة 35 مليون جنيه.. 14 أتوبيسا يدخل الخدمة على خط سلام بورسعيد

أخبار ذات صلة
بين الحقيقة والشائعات.. ماذا حدث في واقعة وفاة توأم المنوفية بعد التطعيم؟
17 سبتمبر 2025 09:33 م
البحث عن إسورة أمونموبي.. "خط السير" يحدد مصير القطعة المختفية
17 سبتمبر 2025 09:25 م
خالد أبو بكر: أمريكا كانت على علم بنية إسرائيل قصف الدوحة
17 سبتمبر 2025 09:23 م
وزير الخارجية: الاحتلال يصنع المجاعة ويغتال الإنسانية في قلب غزة
17 سبتمبر 2025 08:34 م
تحديات المياه والزراعة.. أسباب صعوبة تحقيق اكتفاء مصر من القمح
17 سبتمبر 2025 05:01 م
“طب بيطري الأقصر” تشن حملات موسعة على ثلاجات اللحوم والمطاعم
17 سبتمبر 2025 07:52 م
بشرى سارة من الحكومة لحاملي التأشيرة الخماسية
17 سبتمبر 2025 04:37 م
"دعوة للتحرك العاجل".. مصر تشيد بتقرير أممي عن الجرائم الإسرائيلية
17 سبتمبر 2025 06:30 م
أكثر الكلمات انتشاراً