السبت، 18 مايو 2024

12:47 م

قرد يكتشف نباتًا طبيًا يشفي الجروح

قرد يكتشف علاجا مسكنا للألم

قرد يكتشف علاجا مسكنا للألم

خاطر عبادة

A A

اكتشف العلماء دليلا على استخدام إنسان الغاب، نباتا طبيا له تأثيرات مسكنة وخافضة للحرارة ويستخدم في الطب التقليدي لعلاج أمراض مختلفة مثل الملاريا.

ولم يكن يُعرف عن الحيوانات أنها تعالج جروحها بالنباتات العلاجية، لكن الآن، لاحظ علماء الأحياء من معهد ماكس بلانك لسلوك الحيوان بألمانيا والجامعة الوطنية في إندونيسيا، هذا الأمر في ذكر إنسان الغاب السومطري (يُدعى راكوس)، والذي تعرض لإصابة في الوجه.

إنسان الغاب 

قرد يكتشف علاج مسكن للألم 

وشوهد إنسان الغاب، الذي يبلغ من العمر 15 عامًا، وهو يأكل ويضع بشكل متكرر عصارة من نبات متسلق ذو خصائص مضادة للالتهابات ومسكنات شائعة الاستخدام في الطب التقليدي المعروف باسم أكار كونينج، ثم غطى الجرح بورقة هذا النبات. 

ووفقا لصحيفة “لاراثون” الإسبانية، اليوم، أنه رغم انتشار تناول أجزاء معينة من النباتات لدى الحيوانات، إلا أن تطبيقها على الجرح هو أمر لم يسبق له مثيل من قبل، لكن ربما كان أقرب ما يكون إلى هذه الممارسة هو ملاحظة مجموعة من الشمبانزي في الجابون وهي تضع الحشرات على جروحها.

وأُجريت الدراسة التي ركزت على إنسان الغاب "راكوس"، وقادتها كارولين شوبلي وإيزابيل لومر، في محمية إندونيسية تسمى سواك باليمبينج، وهي منطقة محمية من الغابات المطيرة تضم حوالي 150 من إنسان الغاب السومطري المهددة بالانقراض.

وأوضح لومر، أنه من خلال المراقبة اليومية لحيوانات إنسان الغاب، لاحظ أن ذكر “راكوس” أصيب بجرح في وجهه، ربما أثناء قتال مع ذكر مجاور.

وبعد ثلاثة أيام من الإصابة، قام راكوس بقطف أوراق أكار كونينج بشكل انتقائي، ومضغها، ثم قام بتطبيق العصارة من ذلك النبات بشكل متكرر على جرح الوجه لعدة دقائق. وفي الخطوة الأخيرة، قام بتغطية الجرح بالكامل بالأوراق الممضوغة.

فوائد علمية للنبات المستخدم

وأضاف لومر أن هذا النوع وغيره من أنواع نبات الكرمة الموجودة في الغابات الاستوائية بجنوب شرق آسيا معروفة بتأثيراتها المسكنة والخافضة للحرارة وتستخدم في الطب التقليدي لعلاج أمراض مختلفة، مثل الملاريا.

وكشف أن تحليلات المركبات الكيميائية النباتية تظهر وجود الفورانوديتربينويدات وقلويدات البروتوبيربين، والتي تعرف أنها مضادة للبكتيريا، ومضادة للالتهابات، ومضادة للفطريات، ومضادة للأكسدة وغيرها من الأنشطة البيولوجية ذات الصلة بشفاء الجروح.

ولم تظهر الملاحظات التي تم إجراؤها خلال الأيام التالية أي علامات على تلوث الجرح وبعد خمسة أيام التئم الجرح بالفعل.

 ومن المثير للاهتمام أن “راكوس” كان يستريح أيضًا أكثر من المعتاد عندما أصيب، وتشير الدراسة إلى أن النوم يؤثر بشكل إيجابي على التئام الجروح، لأنه أثناء النوم يزداد إفراز هرمون النمو وتخليق البروتين وانقسام الخلايا..

ووفقا للدراسة فمن الممكن أن يكون علاج الجروح بهذا النبات ناتجًا عن ابتكار فردي، نظرًا لأن إنسان الغاب المحلي نادرًا ما يأكل النبات. ومع ذلك، قد يلمس الأفراد جروحهم عن طريق الخطأ أثناء تغذيتهم على هذا النبات وبالتالي يطبقون عصارته على جروحهم عن غير قصد.

ويقدم هذا السلوك المبتكر، أول تقرير عن العلاج الفعال للجروح بمادة نشطة بيولوجيًا، وهي ممارسة تم ذكرها لأول مرة عند البشر منذ حوالي 4000 عام. 

ما لم تشر إليه الدراسة هو ما إذا كان راكوس قد رأى إنسانًا يستخدم هذا النبات لشفاء جروحه وتقليد السلوك عندما عانى من ذلك على جسده، أو إذا كان مثالًا آخر على ذكاء أكثر تقدمًا مما نعتقد.

search