فايننشال تايمز: هل تدافع أمريكا حقا عن النظام الدولي؟

قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إنه ينبغي على واشنطن أن تتخلى عن الحجة القائلة إنها تعمل "لحماية النظام الدولي" لأنه من الواضح أن هذا النظام العالمي قد أصيب بضربة قاتلة بسبب ازدواجية معايير الأخلاق الأمريكية.

ووفقا للتقرير، فإن رد الولايات المتحدة على احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية بتوجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، كان كاشفًا أيضًا، فبدلاً من دعم جهود المحكمة لفرض القانون الدولي، أخبر بلينكن الكونجرس الأمريكي أن الإدارة ستفكر في فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية.

وبسبب هذا النفاق الواضح الذي تمارسه واشنطن منذ أن أصبحت الولايات المتحدة قوة عالمية مطلع القرن العشرين، تؤكد صحيفة فايننشال تايمز أن الحجة القائلة بأن أمريكا تتصرف بدافع نية الدفاع عن النظام الدولي القائم على القواعد ينظر إليه بسخرية في كثير من أنحاء العالم.

ويحدث الشيء نفسه مع الدفاع الوثيق الذي تقدمه الولايات المتحدة عن تصرفات إسرائيل في قطاع غزة، حيث تؤكد العشرات من الحكومات ومنظمات حقوق الإنسان أن "إبادة جماعية" تُرتكب ضد السكان الفلسطينيين، في إطار الحرب الإسرائيلية ضد غزة منذ 7 أكتوبر 

وخلصت المذكرة إلى أن رفض الولايات المتحدة قبول فكرة أن نتنياهو ربما يكون قد ارتكب جرائم حرب في غزة أمر مخزي.

ومع ذلك، تحذر "فاينانشيال تايمز" من أن القواعد التي يجب اتباعها وأخذها على محمل الجد، يجب أن تكون متسقة، وأن تخضع تصرفات الولايات المتحدة نفسها وفق النظام القائم على القواعد، وخاصة الأسابيع القليلة الماضية التي كشفت "بشكل سافر" عن التناقضات بين ما يقوله البيت الأبيض وما يفعله.

وأشارت إلى أنه من المستحيل التوفيق بين التعريفات الجمركية بنسبة 100% التي فرضتها إدارة بايدن على السيارات الكهربائية الصينية مع قواعد التجارة الدولية.

 وأضافت أن التعريفات الجمركية بشأن الصين تبطل أي فكرة مفادها أن الولايات المتحدة تنوي الالتزام بقواعد منظمة التجارة العالمية.