ما مصير "طفل الهدنة"؟.. صديق صبري فواز سبقه للجنة

الطفلة صابرينا
منى الصاوي
في رفح، تحول المخيم إلى مسرح، وبينما المخرج يهتف: آكشن.. وقف "يامن" صاحب الـ9 أعوام مرتديًا ثوب صلاح الدين الأيوبي، يردد بوجه عبوس: "كيف أبتسم والأقصى أسير؟"، في مشهد تمثيلي ضمن أحداث مسرحية "شعب يباد وعالم غارق في الأعياد".
مسرحية هزلية
تابعت وسائل الإعلام العربية والإعلامية فصول المسرحية، ووجه الجميع عدسات الكاميرات نحو بطل العمل – يامن ياسين أبو هواشمة- الذي أخذ جائزة الأوسكار عن ذاك الدور، لكن تكريمه كان مختلفًا ومميزًا، تكريمٌ يليق بما قدمه من رسائل إنسانية للعالم أجمع.
أوسكار السماء
افترشت الجنان جميعها بالورود وألعاب "الفاير وركس"، وارتدى أطفال فلسطين الذين استشهدوا منذ بداية العدوان في عام 1948، حتى محرقة رفح الأخيرة، ثيابًا بيضاء، ممسكين في أيديهم أعلام فلسطين، يصفقون جميعهم بحرارة للفنان "يامن"، صاحب أوسكار السماء.
مشهد تخيلي لحلم تبدد للطفل يامن الذي لطالما أطلق العنان لخياله بأن يكون ممثلًا، يرافق الفنان صبري فواز في عمل فني كما وعده الأخير.
هجمات بربرية
أعلن فواز متأثرًا ارتقاء الطفل يامن إثر العدوان الإسرائيلي الغاشم على مخيم رفح، ودوّن رسالة مقتضبة تدمي القلوب، قائلًا، "يامن استشهد في الهجمة البربرية الأخيرة على رفح".
ترجع القصة عندما نشر الفنان صبري فواز على صفحته الشخصية بـ “فيسبوك"، رسالة من قلب فلسطين للطفل يامن.
دوّن الطفل الفلسطيني بخط يده المرتجفة من هول الحرب: "العزيز الأستاذ الكبير عمي صبري فواز، أنا يامن، صف تاسع، من عسقولة ــ غزة، فلسطين".
وبينا ميعاد
"بدي أحكيك صورة.. لكن بتعرف؟ وجهي مصوب، بعد الشفا راح سجلك فيديو وممكن أزورك، فرحت كتير بعد اتفرجيت صورة الورقة تبعي عند الفيسبوك تبعك، بتنشر عن بلادنا إشيا كتير اتفرجتها وحبيتها كتير".
وأضاف يامن في رسالته المكتوبة: "كل الشكر إلك.. وبتابع كل شيء تمثل فيه، وحب أكثر وبينا ميعاد، وخلي بالك من زيزي".
كوفية وجواب بخط اليد
وتابع، “أرسل إلك هدية إن شاء الله بتوصلك وتعجبك.. وبتخلص الحرب وبتعالج وراح مثل بعمل جديد، وراح اتصل فيك حتى نمثل سوا، وإن شاء الله تكون ما إنك مشغول”.
واختتم جوابه قائلًا: "مع الشكر.. يامن ياسن أبو هواشمة".

يامن وصابرينا
لم يكن هذا "الجواب" هو الأول الذي يرسله الطفل يامن الممثل بفريق المسرح بمدرسته التي باتت ركامًا، إلى الفنان صبري فواز، بل سبقته رسالة أخرى، لتأخذنا تلك القصة المؤثرة للطفلة صابرينا التي انتشرت فيديوهات لها على مواقع التواصل الاجتماعي تلهو وتلعب على شاطئ بحر غزة، مرتدية فستانًا أسود "مقلم" بالأبيض، لكنها ارتقت وكفنت بالفستان ذاته، "فستان البحر هو فستان الموت".
فلسطين عربية
أطفالٌ تودع أطفال، وجيل يسلم جيل، جميعهم يحفظون عن ظهر قلب، "فلسطين عربية".
تلك الحكايات الموجعة أعادت لأذهان الكثيرين قصة الطفل عبد الله نافذ، الذي تفاعل معه أحرار العالم عندما كان ينتشي فرحًا بالهدنة ووقف إطلاق النار، وظل يردد " يا رب تصير هدنة.. يا رب.. يا رب".
وبات الجميع يتساءل: هل لحق الطفل عبد الله بـ"يامن" و"صابرينا"؟، أم إنها أيام قلائل ويلحق بهما؟ مثله كمئات الأطفال الفلسطينيين الذين راحوا غدرًا مودعين طفولتهم وبراءتهم وأحلامهم بعيش هادئ كما ينعم أطفال العالم.

أخبار ذات صلة
هزة نفسية.. نصائح استشاري نفسي في أعقاب الزلزال
14 مايو 2025 11:06 م
الرأس الساقط.. متلازمة نادرة تصيب شابا نتيجة الإدمان
14 مايو 2025 09:58 م
بين السخرية والهلع.. كيف تفاعل المصريون مع الزلزال؟
14 مايو 2025 05:40 م
ما لم يقله ترامب والشرع في لقاء الرياض.. عفوية وغضب وتوتر
14 مايو 2025 05:16 م
رومانسية على مقياس ريختر.. عمرو حسن "طلع مسرح" بسبب الزلزال
14 مايو 2025 06:43 م
"سرطان الدم الليمفاوي التائي" يطفئ عدسة المصور محمد العزوني
14 مايو 2025 05:38 م
"علبة سجائر" تكشف لغز جريمة عمرها نصف قرن.. ما القصة؟
14 مايو 2025 04:02 م
التقطها الرادار.. الشرطة السويسرية تحرر "مخالفة سرعة" لبطة طائرة
14 مايو 2025 02:20 م
أكثر الكلمات انتشاراً