رؤية حماس وخطة إسرائيل.. اليوم التالي للحرب (تحليل)

قصف عنيف لمباني في قطاع غزة
جاسر الضبع
منذ بدء الحرب الشعواء التي تشنها آلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يتردد على طاولات المفاوضات بين الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وحتى من قِبل بعض الوسطاء، مصطلح "اليوم التالي للحرب" ويقصد به ماذا سيحدث في القطاع بعد أن تضع الحرب أوزارها؟ من سيتولى زمام السلطة؟ هل سيعود الوضع مثلما كان عليه؟

الاحتلال: كل الآراء مطروحة، عدا عودة حماس
لا يُفوّت نتنياهو مناسبة ليؤكد فيها أن إسرائيل لن تسمح لحماس بحكم القطاع مرة أخرى، كان آخرها عندما تحدث أمس الأربعاء في الكونجرس الأمريكي، وخلال خطابه قال:
"ينبغي أن تكون هناك إدارة مدنية فلسطينية في قطاع غزة تسعى إلى السلام مع إسرائيل، دون التسامح مع العنف والتدمير."
وأكد أن بلاده لن تكون راضية إلا بالنصر الكامل في الحرب ضد حركة "حماس" في قطاع غزة، مشيراً إلى إمكانية انتهاء النزاع في الأيام المقبلة إذا انسحبت "حماس" وأفرجت عن الرهائن.

حماس: تقرير المصير بيد الشعب فقط
وبعد كل بيان أو تصريح يصدر من المسؤولين في الاحتلال كانت حماس حريصة على الرد عليه وإبداء وجهة نظرها، والتي ترى أنه ليس من حق أي أحد أن يحدد من سيحكم غزة أو غيرها سوى الفلسطنيين، وكان آخر بيان قد أصدرته حماس ردًا على خطاب نتنياهو في الكونجرس قائلة:
الشعب الفلسطيني يتحكم بتقرير مصيره ويحدد من يدير شؤونه، حيث اختار الالتفاف حول خيار المقاومة لمواجهة الاحتلال في كل مكان حتى يُخرجه من أرضنا المقدسة، ويُنشئ دولتنا الفلسطينية المستقلة مع عاصمتها في القدس".

السلطة الفلسطينية، عالمٌ موازٍ!
وفي ظل الحرب وتوحد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والتي رُغم اختلاف أيدولوجيتها إلا أنها آثرت قتال ما تُعده عدوا على التناحر فيما بينها، كانت تغرد السلطة الفلسطينية خارج السرب وتواصل لوم المقاومة ويؤكد مسؤولوها أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وأن القرار الفلسطيني هو مستقل استقلالا تامًا.
على الصعيد الشعبي تواجه السلطة سيلا من الانتقادات والاتهامات بسبب قراراتها التي تتصف أحيانا بالغرابة،
في حين استعار الحرب في غزة، لا تزال السلطة تقمع التحركات الشعبية في الضفة الغربية ويواصل مسؤولوها انتقاد “حماس” ففي بيان شهير أثار جدلا واسعا حينها قالت السلطة الفلسطينية أن حماس شريكة في المجازر التي حدثت في قطاع غزة خلال الحرب، وهو الذي
وفي سياق اليوم التالي للحرب ورؤية السلطة الفلسطينية أنها هي الممثل الأوحد للشعب الفلسطيني، وتشكيلها حكومة بدون إشراك أي فصيل، فيبدو أنها تستعد لشئ ما قد يكون التجهيز لخلافة حماس في حكم غزة.
الولايات المتحدة الأمريكية، شريك ووسيط
تلعب أمريكا دورين في الحرب الدائرة على غزة، دور الشريك والذي تقوم واشنطن به بكل تفاني وإخلاص حيث تمد إسرائيل وجيشها بكل المؤن والذخائر والتكنولوجيا العسكرية التي تحتاجها، كما تقف بالمرصاد في مجلس الأمن لأي عضو تسّول له نفسه تقديم مشروع يهدف لوقف إطلاق النار مشهرًة حق الإعتراض “الفيتو” في وجهه.
وبالنسبة لدور الوسيط فتحاول واشنطن أن تقوم به بشكل يجعل العالم يأخذها على محمل الجد فرغم الدعم غير المحدود الذي تقدمه للاحتلال حكومة وجيشا إلى أنه من المفيد استخدام المناورات السياسية بين الفينة والأخرى، فتتعهد بأنها لن تقدم لإسرائيل سوى الأسلحة الدفاعية فقط كما أنها تتهم نتنياهو بعدم الجدية في المفاوضات.
وبالنسبة لملف “اليوم التالي للحرب” يبدو أن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الأمريكي جو بايدن ترى أن الحل الأمثل هو تشكيل قوات لحفظ السلام متعددة الجنسيات يُشرف على إنشاءها "البنتاجون"، فضلا عن وجود نفوذ أمني إسرائيلي داخل القطاع لضمان "راحة بال" الحكومة الإسرائيلية، وتستبعد إدارة بايدن أي تواجد لفصائل المقاومة مرة أخرى سواء على الأرض أو حتى سياسيا بحجة أن غزة لا يجب أن تعود منصة للإرهاب مرة أخرى، وفقا لتقرير صحفي نشرته صحيفة “بوليتيكو”.


الأكثر قراءة
-
بسبب مشاجرة.. القبض على البلوجر "أم مكة" في أكتوبر
-
مصدر بالتأمينات: صرف المعاشات قد يبدأ مساء اليوم عبر بعض البنوك
-
ماذا قال علاء مبارك عن واقعة "ابنة الرئيس مبارك"؟
-
محامية ابنة مبارك المزعومة تتبنى روايتها: أسرة قاسية تولت تربيتها
-
موعد لجنة التسعير المقبل 2025.. هل ترفع الحكومة أسعار الوقود مجددًا؟
-
وفاة قريب مرشح لمجلس الشيوخ وإصابة 3 آخرين في هجوم مسلح بديروط
-
تحذيرات الأب ومكالمة تليفون.. التحريات تكشف كواليس جريمة "فتاة الشرقية"
-
قبل الصمت الانتخابي.. عمر الأصمعي يوحّد صفوف سوهاج ويقترب من قبة الشيوخ

أخبار ذات صلة
صفقات الأسلحة الفاسدة.. "الناجي الوحيد" من 10 لاعبين في الزمالك
31 يوليو 2025 03:37 م
بين الظلام والظمأ.. كيف قضى سكان الجيزة 48 ساعة عصيبة؟
30 يوليو 2025 04:55 م
اعتراف بريطاني محتمل بفلسطين.. خطوة رمزية أم بداية تغيير؟
30 يوليو 2025 03:46 م
عسل والشربيني والشوربجي.. أبطال في الإسكواش وأزمات خلف الكواليس
29 يوليو 2025 10:39 ص
21 شهرًا من الدعم المصري.. القاهرة في قلب قضية غزة
28 يوليو 2025 04:32 م
ما هو معبد إيكوين؟ الذي زاره صلاح رفقة بعثة ليفربول
28 يوليو 2025 09:17 م
فيضانات إثيوبيا تهدد سد النهضة والسودان في مرمى الخطر.. ما موقف مصر؟
28 يوليو 2025 01:48 م
غضب الطبيعة يضرب إثيوبيا.. أديس أبابا تغرق في بحر من الفيضانات
28 يوليو 2025 12:52 م
أكثر الكلمات انتشاراً