التأثيرات الصحية السلبية لتناول الطعام أمام الشاشات وكيفية تجنبها

أصبح تناول الطعام أمام شاشات التلفزيون أو الهواتف المحمولة جزءًا لا يتجزأ من روتين الكثيرين في عصرنا الحالي. 

ورغم أن هذه العادة قد تبدو مريحة، إلا أنها تخفي وراءها العديد من المخاطر الصحية التي تستدعي الانتباه.

 وأفادت تقارير حديثة، أن الانشغال بمتابعة البرامج المفضلة أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أثناء تناول الطعام يمكن أن يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام واختيار وجبات غير صحية، وفقًا لما نشره موقع BBC.

تأثير الشاشات على السلوك الغذائي

التقرير يشير إلى أن زيادة الوزن الناتجة عن تناول الطعام أمام الشاشات لا تتعلق مباشرة بالأكل نفسه، بل تنبع من تأثير الشاشات على الدماغ والجسم، حيث تساهم الشاشات في تغييرات في سلوكياتنا الغذائية وعاداتنا الصحية، من خلال تشتيت الانتباه ومنع العقل من استقبال إشارات الشبع التي يرسلها الجسم بشكل طبيعي. 

نتيجة لذلك، قد يستمر الشخص في تناول الطعام حتى بعد تجاوز حاجته الفعلية للسعرات الحرارية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن على المدى الطويل.

الهرمونات والإعلانات الغذائية

تشير الدراسات إلى أن مشاهدة التلفزيون، خاصةً البرامج المثيرة للعواطف، قد تؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الجريلين، الذي يحفز الشهية. 

وهذا يمكن أن يجعل الشخص يشعر بالحاجة إلى تناول المزيد من الطعام حتى في حال عدم الشعور بالجوع الفعلي. 

إضافة إلى ذلك، يتعرض المشاهدون لقصف مستمر من الإعلانات التي تروج للأطعمة غير الصحية، مثل الوجبات السريعة والحلويات، مما يعزز من احتمالية اختيار هذه الأطعمة.

التأثيرات الجسدية والنفسية لتناول الطعام أمام الشاشات

ضعف الذاكرة الغذائية: تناول الطعام أثناء الانشغال بالشاشات قد يؤدي إلى ضعف الذاكرة الغذائية، حيث يصبح العقل أقل تركيزًا على عملية الأكل. 

هذا يعني أن الشخص قد لا يسجل كمية الطعام التي تناولها بالكامل، مما يجعله يشعر بالجوع مجددًا بسرعة أكبر.

التأثير على عملية الهضم: الأكل بسرعة دون مضغ جيد للطعام أثناء الانشغال بالشاشات يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الهضم مثل الانتفاخ وعسر الهضم. 

كما أن المعدة تعمل بجهد أكبر لمعالجة الطعام، مما يزيد من احتمالية الشعور بعدم الراحة بعد الوجبات.

التأثير على النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الإلكترونية يعيق إفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. 

لذا، فإن تناول الوجبات أمام الشاشات في أوقات متأخرة من الليل قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، مثل صعوبة الدخول في النوم أو الاستيقاظ المتكرر.

خطر ارتجاع الحمض المعوي: الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام، وهو أمر شائع عند تناول الطعام أمام الشاشات، يزيد من خطر الإصابة بارتجاع الحمض المعوي، مما يؤدي إلى حرقة المعدة وآلام في الصدر وصعوبة في النوم.

نصائح لتقليل تناول الطعام أمام الشاشات

تخصيص وقت محدد لتناول الطعام: تحديد أوقات محددة لتناول الوجبات يساعد على تنظيم الشهية وتجنب تناول الوجبات الخفيفة غير الصحية بين الوجبات الرئيسية.

فصل الطعام عن الشاشات: اجعل وقت تناول الطعام فرصة للاسترخاء والتركيز على وجبتك بعيدًا عن التلفزيون والهاتف المحمول وأي مشتتات أخرى. 

حاول الاستمتاع بتجربة الأكل ببطء ووعي.

ممارسة الأكل الواعي: تناول الطعام ببطء وتركيز كامل مع الانتباه إلى نكهات الطعام وملمسه ورائحته، يساعد على الاستمتاع بتجربة الأكل ويجعلك تشعر بالشبع أسرع، مما يقلل من خطر الإفراط في تناول الطعام.

تحضير وجبات صحية: إذا كنت مضطرًا لتناول الطعام أمام الشاشة، اختر وجبات صحية وخفيفة مثل السلطات أو الفواكه أو المكسرات غير المملحة بدلاً من الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية.

التفاعل الأسري خلال الوجبات: اجعل وقت الوجبات فرصة للتواصل مع أفراد الأسرة. أغلقوا الشاشات واستمتعوا بمحادثة ممتعة أو لعبة مسلية. 

هذا لا يعزز الروابط العائلية فحسب، بل يقدم أيضًا نموذجًا إيجابيًا للأطفال حول كيفية تناول الطعام بشكل صحي وواعي.