الجمعة، 19 ديسمبر 2025

10:59 م

ترميم معبد إدفو.. مصر القديمة تبوح بأسرارها بألوان نادرة

معبد إدفو

معبد إدفو

تعكف البعثة الأثرية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة ڨورتسبورج الألمانية، في الوقت الحالي على استكمال عمليات الترميم الجارية بمعبد إدفو بأسوان من خلال إزالة الطبقات الملحية والسناج عن جدرانه للكشف عن ألوانها الأصلية والنقوش التي ستظهر لأول مرة، بعد اكتشافها من البعثة عام 2021.
ويهدف مشروع ترميم معبد إدفو إلى الكشف عن تفاصيل أكثر عن حياة المصريين القدماء، والطقوس الدينية آنذاك، وإعادة تشكيل تاريخ المصري القديم مرة أخرى، فضلًا عن تشكيل رؤى جديدة حول الممارسات الدينية للكهنة.

تاريخ معبد إدفو

من جانبه قال كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، الدكتور مجدي شاكر، إن معبد إدفو بُني سنة 237 ق.م، واستغرق تشييده 180 عامًا، حيث بدأت عمليات إنشائه في عهد بطليموس الثالث، وتأخر انتهاؤها بسبب الثورات والحروب حينها.
وأضاف مجدي شاكر، في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن المعبد تعرض للأمطار والتكيسات الملحية، وتكونت فوقه “السناج” وهي طبقة من الدخان، بجانب تعرضه لطبقة من الطمي إثر الفيضان، الذي أدى إلى إخفاء العديد من النقوش والألوان المهمة فيه.

اكتشاف نقوش وذهب في معبد إدفو 

وأوضح شاكر، أن البعثة الألمانية بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار، بدأت عام 2021 أعمال ترميم المعبد، بمنطقة قدس الأقداس والتي تحتوي على ثلاث غرف، مشيرًا إلى أنه تم العمل على إزالة الطبقات الموجودة، وإظهار الألوان الأصلية للنقوش، فنتج عنها ظهور ألوان نادرة لم تكن موجودة من قبل.

ووفق شاكر، تم الكشف عن بعض النقوش الخاصة بالقرابين، والتي يوجد عليها طبقة من الذهب، وبعض الكتابات التي تعطي رؤية جديدة حول وجود الكهنة ورجال الدين في مصر القديمة، مؤكدًا أهمية هذه الاكتشافات على المستويين العلمي والسياحي.


 

انتهاء أعمال ترميم معبد إدفو

وتابع أن موعد الانتهاء من أعمال الترميم غير معلوم حتى الآن، خصوصًا أن البعثات الأجنبية تهتم بالآثار وتعتبرها من المشاريع الهامة جدًا بالنسبة لها فتأخذ وقتها الكافي لإتقان الترميم، لافتًا إلى أن منطقة قدس الأقداس هي آخر مكان سيتم ترميمه بالمعبد حسب خطة الوزارة السياحة والآثار.

ونوه شاكر، إلى أن معبد إدفو هو ثاني أكبر معبد بعد “الكرنك”، كما أنه أكثر المعابد اكتمالًا من حيث النقوش، التي تصور قصة بداية الخلق، وصراع إيزيس وأزوريس، بالإضافة إلى الأعياد الموجودة في مصر القديمة، موضحًا أن دراسة المعبد مهمة جدًا لتوضيح كيف كانت الديانة المصرية والطقوس في العصر القديم.

واختتم شاكر، بأن الاكتشاف الجديد مهم للغاية، معبرًا عن أمنيته بأن يُروج له جيدًا، عن طريق نشر معلومات عنه ومراحل تجديده بلغات مختلفة.

ترميم المعابد الأثرية

من جهته قال خبير الآثار المصرية والمحاضر بجامعة القاهرة، شريف شعبان، إن مشروع ترميم المعابد الأثرية من المشاريع المهمة في الوقت الحالي، مؤكدًا أن ترميم معبد إدفو كشف براعة المصري القديم في استخدام الألوان واستمرار وجودها لآلاف السنين.

وأضاف شعبان، في تصريحاته لـ"تليجراف مصر"، أن النقوش المكتشفة التي تصف الممارسات الدينية للكهنة خلال العصر القديم ستساعد على إعادة تشكيل حياة المصري القديم خلال العصر البطلمي.

وواصل، أنه كلما اكتشفت أجزاء أخرى من المعبد كلما عُرف أكثر عن تفاصيل حياة المصريين القدماء، وحياة الكهنة والطقوس والممارسات الدينية في هذا الوقت، وإعادة تشكيل تاريخ المصري القديم مرة أخرى.

search