هل شعرت "فتاة الفندق" بالدونية؟ .. هذا ما يقوله علم النفس

مشهد يدمي القلوب لفتاة عشرينية اتخذت قرارها الأخير بالرحيل عن حياة اعتبرتها حزينة.. في وداع لا ينسى وثقته عبر مقطع فيديو بأحد الفنادق الكبرى المطلة على كورنيش النيل في القاهرة

قبل رحيلها ببضع لحظات راودتها نفسها بالعدول عن الفكرة البائسة لكن لحظة الموت قد حانت حينما أفلتت الفتاة حبلًا يتدلى من الطابق الـ 26 بالفندق تعلقت به كآخر أمل يربطها بالحياة.

حياة حزينة

اسمها “عزة” لكنها في هذه اللحظة لم تتذكر شيئًا من صفات اسمها حينما قررت فراق الدنيا بطريقة مأساوية هل كانت آسفة على ما مضى أم خائفة من شيء قادم؟.. استشاري الأمراض النفسية والعصبية وعلاج الإدمان الدكتور وليد هندي فسر فعلة “عزة” على أنها انحراف عن الفطرة.

وسواس قهري

هندي قال لـ"تليجراف مصر" إن ما فعلته الفتاة هو سلوك بائس ينتهجه شخص مختل عقليًا لوضع نهاية لحياته أمام أزماته التي لم يستطع مواجهتها مشيرًا إلى أن هناك نوعين من الانتحار؛ المخطط والاندفاعي؛ الأول يعود سببه إلى إصابة المنتحر بذهان الهوس الانتحاري، والوسواس القهري، والفصام، أما الثاني فهو سلوك لحظي بهدف إثارة الاهتمام أو الضغط على المجتمع لتلبية رغبة ما في نفس المنتحر، وفي كثير من الأحيان يتم إنقاذه، لذا يفرق الطب النفسي بين الانتحار ومحاولات الانتحار.

إحصائية صادمة

وأوضح استشاري الأمراض النفسية، بحسب إحصائيات رسمية أنه يوجد منتحر واحد كل 20 ثانية، عالميًا، لافتًا إلى أن الفئات الأكثر عرضة للموت بالانتحار يترواح عمرها من 15 إلى 44 سنة، كما أنه السبب الثاني للوفاة عند المراهقين.

شعور بالدونية

واعتبر هندي أن السبب الثاني لتزايد عمليات الانتحار بالطرق المختلفة بالنسبة للشباب والأطفال، يعود إلى الشعور بالدونية والعنف الذي قد يمارس ضدهم من الأسرة والمجتمع الصغير المحيط بهم الأمر الذي يصيبهم بالاكتئاب مضيفًا أن عدم الانتماء لعالم الرفاء أو ما يسمى بالعزل الاجتماعي، من أهم الأسباب لدفع الفرد إلى هذا التصرف غير المقبول.

تغيرات فسيولوجية

هندي ذكر أن التغيرات الفسيولوجية التي تلحق بالجسم من الممكن أيضًا أن تؤدي إلى الانتحار، ومن بينها الدورة الشهرية لدى الفتيات، ويضاف إلى ذلك العلاقات الفاشلة مع الطرف الأخر، والفشل الأسري، والطلاق، وعنف الأزواج ضد زوجاتهم.

الخرس الاختياري

وقال إن هناك علامات تشير إلى إقدام الشخص على الانتحار، من بينها إهمال النظافة الشخصية، والخرس الاختياري أو الانسحاب الاجتماعي، والتهديد المستمر بالانتحار، واختلال الساعة البيولوجية واضطرابات النوم.