بسبب "بقرة".. صعيدي سُجِن 45 عاما ومات قبل زفافه

كمال ثابت أقدم سجين في مصر
البداية كانت "بقرة"، فلت عقالها، وسارت في حقل زراعي على غير هدًى، لتدهس في طريقها ما تيسر لقدميها من جرجير وفجل وبصل غير عابئة، ولا واعية بما تفعله، ولا بما قد يصير إليه.
خلال دقائق، كان صاحب الحقل قد رآها، فجرى وراءها، يسبها، ويضربها، ويحاول تنحيتها، لينقذ ما تبقى من محصوله، وحين رآه صاحب البقرة، هبّ إليه غاضبًا، لتبدأ خناقة صغيرة بينهما، تطورت إلى أن قتله.
صاحبُ البقرة، قتل جاره وابن عمومته، صاحبَ الحقل، وهذا يعني في تقاليد الصعيد إشعال شرارة ثأر، لا يعرف أحد إلى أين تمتد، وكم ستأكل في طريقها.
المشهد جرى في قرية الديابات، مركز أخميم، محافظة سوهاج، منتصف 1973. كان القتيل اسمه ثابت. الابن "كمال"، رأى مقتل الأب، وظل يضمر في داخله الغضب، حتى تمكن من إطلاق النار على القاتل، ليودي بحياته، وحياة ثانٍ كان معه، بينما أصيب ثالث كان بينهما. حينها، أحس ببرودة الثلج في صدره، بعد أن أخذ بثأر أبيه، وتوجه من فوره إلى الشرطة، ليسلم نفسه.
حوكم كمال، وعوقب بالسجن 25 عامًا، لتبدأ رحلة تدويره بين السجون في مصر. وفي سجن طرة العمومي، قابل ابن الرجل الذي قتل أباه، فخطط للتخلص منه هو الآخر، وفعلا، نجح في الإجهاز عليه داخل السجن، لتعاد محاكمته، ويعاقب بالسجن المؤبد للمرة الثانية.
في عام 2006، تخلفت أمه للمرة الأولى عن زيارته، فأدرك أنها ماتت، وحينها أصيب بالجزع، وقرر التخلص من حياته، وجهز مشنقة قماشية في زنزانته، لكن حرس السجن فطنوا لخطته، وأدركوه في اللحظة الأخيرة.
قضى كمال 45 عامًا في السجن، حصل بها على لقب أقدم سجين في مصر، وبعد أن وصل مجموع الأحكام الصادرة ضده 65 عامًا؛ خرج بعفو رئاسي عام 2019، كان حينها قد تجاوز الخامسة والستين من العمر، لكنه لم يكن يائسًا، وفكر في بدء حياة جديدة.
تقدم حينها لخطبة فتاة، وافقت، ووافق أهلها، وبينما تستعد العائلتان للزواج، عاجله القدر بأزمة قلبية مفاجئة، صاحبها ضيق في التنفس، استدعى نقله إلى مستشفى سوهاج الجامعيّ، حيث لفظ آخر أنفاسه.
وصية كمال كانت واضحة، وتلخص قصة حياته، إذا وجّه فور خروجه من السجن رسالة إلى أهالي الصعيد، موضحا أنه لا يجب لأي إنسان مهما كان عمره أو منصبه أن يندفع وراء عادات أصبحت لا تصلح في الوقت الحالي الذي انتشر فيه العلم والتنوير.
كمال قال إن "يكون متحمساً لأخذ الثأر، وبعد ارتكابه الجريمة يصيبه الندم فوراً بعد القبض عليه، وتظلم الدنيا في وجهه أكثر وأكثر بعد توقيع عقوبة السجن عليه".
وناشد كمال كبار العائلات في الصعيد بالتعاون مع مشايخ الأزهر والأوقاف لوقف "هذه العادة الذميمة، التي باتت تهدد أبناء الصعيد باعتبار أن العديد منهم لازال متمسكًا بها رغم عاقبتها التي لا يعلمها إلا من ذاقها"، حسب قوله.

الأكثر قراءة
-
بيان مهم من "الرعاية الصحية" بعد إصابة إمام عاشور بـ"فيروس A"
-
مفاجأة في تحاليل عينات لاعبي الأهلي بعد إصابة إمام عاشور
-
دبوس معدني وقطع فول.. فريق مجمع الأقصر الطبي ينقذ صغيرتين من الاختناق
-
رغم افتتاحه رسميا.. تصريف المياه أزمة تهدد سد النهضة
-
تخفيض سعر شيري تيجو 7 موديل 2026 بقيمة 81 ألف جنيه
-
مترجم مصري يعيد طفلة تائهة في تونس لأسرتها.. كيف ساعده ChatGPT؟
-
بعد صراخ واستغاثة.. الأهالي يساعدون في إنقاذ 11 مصابا على صحراوي الفيوم
-
عندما يرفع السيسي صوته في وجه إسرائيل

أخبار ذات صلة
ضبطوها واعترفت.. الأمن ينسف ادعاء سيدة حبس شقيق زوجها ظلمًا ببني سويف
16 سبتمبر 2025 08:44 م
رقصت بملابس خادشة.. قرارات عاجلة بشأن البلوجر لي لي سليم
16 سبتمبر 2025 08:34 م
نفوق 7 حيوانات.. إخماد حريق في حظيرة مواشٍ بالدقهلية
16 سبتمبر 2025 07:56 م
العثور على غريق ثلاثيني مجهول الهوية في ترعة بالدقهلية
16 سبتمبر 2025 07:49 م
الصورة الأخيرة على كوبر الساحل.. نزهة تنتهي بغرق جزار في نيل إمبابة
16 سبتمبر 2025 06:57 م
ربع طن حشيش.. قرار جديد بشأن 5 متهمين بتصنيع المخدرات بالإسماعيلية
16 سبتمبر 2025 06:41 م
"جنة" حملت سفاحًا.. فك لغز الرضيع الملقى في أحد شوارع الجيزة
16 سبتمبر 2025 06:35 م
فتاة تنهي حياتها بقرص غلة في منشأة القناطر
16 سبتمبر 2025 06:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً