بعد رقم تاريخي.. دولة عربية بين أكبر مالكي ديون أمريكا

واصل الدين العام للولايات المتحدة تحطيم الأرقام القياسية، خلال الشهر الحالي، بعد أن كسر منتصف الشهر الحالي حاجز الـ36 تريليون دولار للمرة الأولى على الإطلاق.  

وأظهرت بيانات موقع وزارة الخزانة الأمريكية، اليوم، ارتفاع الدين العام للولايات المتحدة، إلى مستوى قياسي جديد عند 36.03 تريليون دولار، ما يعكس زيادة بقرابة 63 مليار دولار على مدار الأسبوع المنتهي أمس.

ديون أمريكا وترامب

منذ نهاية العام الماضي وحتى تاريخه، قفز الدين العام للولايات المتحدة بقرابة 3.1 تريليون دولار، بالتزامن مع ارتفاع عجز الموازنة ليصل بنهاية العام المالي المنتهي في سبتمبر الماضي إلى قرابة 1.8 تريليون دولار مسجلا ثالث أعلى مستوياته في تاريخ الولايات المتحدة.

وصلت نسبة ديون أمريكا للناتج المحلي لأكبر اقتصاد في العالمي حاليًا إلى قرابة 123%، وسط توقعات بأن تفاقم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب مستويات الديون بأكثر من 7 تريليونات دولار، وذلك حال نفذ ترامب تعهداته السابقة الخاصة بالدفاع عن قوة الدولار وخفض الضرائب على الافراد والشركات والتوسع في سياسة الرسوم الجمركية وتقييد الهجرة.  

وخلال فترة ولاية ترامب الأولى من 2017 إلى 2021 ارتفع الدين العام للولايات المتحدة بقرابة 8 تريليونات دولار.

ديون أمريكا ومدفوعات سندات الخزانة 

أرجع الخبير المصرفي الدكتور أحمد شوقي، ارتفاع مستويات الدين الأمريكي إلى 123% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى عدة أسباب، أبرزها تفاقم العجز المالي وارتفاع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال الفترة التي سبقت بداية موجة التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر.

وأضاف شوقي أن سياسات ترامب الاقتصادية من المتوقع أن تتسبب في استمرار معدلات التضخم بعيدة عن مستهدفها (2%)، وكذلك في استمرار ارتفاع الدين العام الأمر الذي سيقوض خطوات الفيدرالي لخفض الفائدة، إذ يسجل ارتفاعها أداة ضغط على الحكومة لخفض مستويات الديون وترشيد الإنفاق.   

خلال أكتوبر الماضي، سجلت مدفوعات الفوائد الخاصة بديون الحكومة الأمريكية نحو 80 مليار دولار، وسط توسع وزارة الخزانة في إصدار السندات (وهي أدوات تدين تصدرها الخزانة الأمريكية وتباع لدول أو مؤسسات أو أفراد)، لتمويل عجز الموازنة. 

من أكبر الدائنين للحكومة الأمريكية؟ 

بالتزامن مع قفزات الدين العام الأمريكي، واصلت حيازة الأجانب من إجمالي ديون الحكومة الأمريكية تحطيم الأرقام القياسية، لتسجل أعلى مستوياتها على لإطلاق بنهاية سبتمبر الماضي عند 8.7 تريليون دولار، وذلك بعد أن سجلت في مايو الماضي أعلى مستوياتها منذ 2000، عندما بلغت 8.13 تريليون دولار.

وفي تقريره للاستقرار المالي النصف السنوي، حذر الاحتياطي الفيدرالي من أن ديون الحكومة وصلت إلى مستوى يشكل خطرًا على الاستقرار المالي، أكثر من التضخم المرتفع وارتفاع حالة عدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية. 

وبينما تستحوذ أمريكا على حصة تتجاوز 36% من إجمالي ديون حكومات العالم، تستحوذ اليابان على نصيب الأسد من ديون أكبر اقتصاد في العالم، إذ ارتفعت حيازتها من سندات الخزانة الأمريكية إلى 1.12 تريليون دولار من قرابة 1.09 تريليون دولار في الشهر المماثل من 2023.

وفي المركز الثاني على قائمة أكبر حائزي السندات الأمريكية، تأتي الصين بحصة وصلت إلى 772 مليار دولار بنهاية سبتمبر، تليها بريطانيا التي رفعت حصتها خلال سبتمبر إلى 764.7 مليار دولار من 743.9 مليار دولار في أغسطس الماضي. 

 بينما تأتي لوكسمبورج في المركز الرابع بين كبار دائني الحكومة الأمريكي مع حيازة من سندات الخزانة بنحو 420.1 مليار دولار، تليها كندا التي رفعت حيازتها من ديون أمريكا خلال سبتمبر إلى 370.3 مليار دولار من 280.5 مليار دولار في الشهر المماثل من العام الماضي. 

وتضم قائمة أكبر 20 دولة حائزة لسندات الخزانة الأمريكية دولة عربية واحدة هي السعودية بحصة وصلت إلى 143.9 مليار دولار بنهاية سبتمبر الماضي مقابل قرابة 117.1 مليار دولار في سبتمبر 2023.