من بحيرة المنزلة إلى الأسواق.. رحلة "السدة الغاب"
السدة الغاب بعد الانتهاء من صناعتها
تعتبر صناعة "السدة الغاب" من أقدم المهن التي اشتهرت بها مدينة المطرية، الواقعة شمال محافظة الدقهلية، نظرًا لموقعها المتميز المطل على بحيرة المنزلة.
هذه الصناعة التاريخية تعد مصدر رزق للعديد من أبناء المدينة، الذين ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.
مدينة المطرية: أصل صناعة السدة الغاب
بدأت صناعة السدة الغاب في المطرية قبل عشرات العقود، وكانت المدينة مصدرًا رئيسيًا لتعليم هذه الحرفة للبلدان المجاورة مثل مركز الجمالية بالدقهلية، وقرية الغوابين بدمياط، وإدكو بكفر الشيخ.

بدايات المهنة وتطورها
نشأت المهنة مع توافر نبات الغاب "الريحي"، الذي ينمو بكثافة في المياه العذبة ببحيرة المنزلة.
كان الأهالي يجمعونه لصناعة السدة الغاب يدويًا.
ومع مرور الوقت، تطورت أدوات وتقنيات التصنيع.

مقابلة مع أحد رواد المهنة
في جولة لـ"تليجراف مصر"، تحدث الحاج عربي النبلاوي، البالغ من العمر 50 عامًا، وهو صاحب أكبر ورشة لصناعة السدة الغاب في المطرية. قال: "تعلمت هذه المهنة منذ أن كان عمري 10 سنوات، وورثتها من عائلتي، حيث تعد عائلة النبلاوي أساس هذه الحرفة في المدينة."
المواد الخام المستخدمة وأنواع الغاب
أوضح النبلاوي أن المواد الخام تطورت مع الزمن:
- قديمًا: كان الغاب الريحي، المتوفر بكثافة في بحيرة المنزلة، هو المادة الأساسية.
- حاليًا: يتم استخدام أنواع أخرى، مثل الغاب البلدي المعروف بـ"الغاب الرومي"، والغاب الإفرنجي المعروف بـ"عيدان جانة"، والذي يُستخدم بشكل أساسي في أعمال الديكور داخل القرى السياحية.

تغير مصادر الغاب الخام
لم تعد بحيرة المنزلة توفر الغاب الريحي نتيجة التطويرات التي شهدتها خلال السنوات الثلاث الماضية.
لذلك، يتم استيراد الغاب الآن من بحيرة البرلس بكفر الشيخ، حيث يُنقل إلى المطرية عبر سيارات النقل.

مراحل تصنيع السدة الغاب
تمر صناعة السدة الغاب بعدة مراحل دقيقة:
- قص الغاب: باستخدام منشار كهربائي للحصول على المقاسات المطلوبة، التي تتراوح بين متر في متر إلى 4 أمتار في 4 أمتار.
- تقشير الغاب: لإزالة الأوراق وتنظيفه قبل إرساله إلى ورشة التصنيع.
- نسيج السدة الغاب:
- يتم تثبيت الغاب على حائط يبلغ ارتفاعه مترًا واحدًا.
- باستخدام أنواع معينة من الحبال، تبدأ السيدات في نسج السدة بدقة واحترافية عالية.
- السيدات يعملن في هذه المرحلة النهائية، ويستغرق العمل اليومي 5 ساعات لإنتاج سدتين كبيرتين.

أحجام وأسعار السدة الغاب
تتنوع الأحجام بين متر في متر إلى 4 أمتار في 4 أمتار، وتتراوح الأسعار حسب الحجم ونوع الغاب بين 70 و120 جنيهًا.
استخدامات السدة الغاب
- الزراعة: تُستخدم لحماية شتلات الموالح (مثل المانجو والخوخ) ولتعريش الأماكن الزراعية.
- الحماية من الرياح: يتم استخدامها أمام شتلات الفراولة.
- الديكور: ازدادت شعبيتها في أعمال الديكور داخل الفيلات والمحال العامة، كما تُستخدم في القرى السياحية لعمل البرجولات.
- مدينة الإنتاج الإعلامي: تطلب بكميات كبيرة لأعمال الديكور.

مهنة متجذرة في التاريخ
تظل صناعة السدة الغاب جزءًا من التراث اليدوي الذي يميز مدينة المطرية، حيث تسهم في الحفاظ على موروث ثقافي واقتصادي يعكس ارتباط الإنسان بالطبيعة والبيئة المحيطة.
الأكثر قراءة
-
هل يوم الأحد إجازة رسمية في مصر للمدارس؟ اعرف الإجابة
-
ما هي الطرق المغلقة اليوم بسبب افتتاح المتحف المصري الكبير؟
-
موعد صرف مرتبات نوفمبر 2025، مصير الزيادة الجديدة
-
وفاة رجل وإصابة سيدتين بانقلاب سيارة جنوب سيناء
-
في يوم افتتاح المتحف المصري الكبير، أنت مين في شخصيات الفراعنة المقدسة؟
-
مع افتتاح المتحف المصري الكبير، اعرف أنت مصري أصلي ولا بالبطاقة
-
رمسيس ينهض بالجنيه أمام الدولار.. كيف تحرك الأخضر بالتزامن مع افتتاح المتحف المصري الكبير؟
-
فرحة مصرية بالأقصر، "يا ليلة المتحف انستينا" تتصدر مشهد الاحتفال بافتتاح المتحف المصري الكبير
أخبار ذات صلة
من عمودين لصرح عالمي، رئيس عمال يكشف كواليس سنوات بناء المتحف الكبير
01 نوفمبر 2025 06:23 م
بعد تفاعل الأزهر والإفتاء، علماء يكشفون هل الاحتفال بالمتحف المصري الكبير مخالف للدين؟
01 نوفمبر 2025 02:01 م
من التغليف للطبلية، "الريس محمود" الجندي المجهول وراء نقل الآثار للمتحف المصري الكبير (خاص)
01 نوفمبر 2025 04:09 م
صاحب ثلاثية تاريخية، من هو نور الدين بن زكري المرشح لتدريب الزمالك؟
01 نوفمبر 2025 02:26 م
من كوماسي إلى الدار البيضاء.. محطات الألم في تاريخ الأهلي الأفريقي
01 نوفمبر 2025 04:00 ص
رئيس معمل البقايا يكشف آخر الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير
31 أكتوبر 2025 09:40 م
أبو لولو السوداني يقتدي بـ"أبو لؤلؤة المجوسي"، خان الدم وقتل العهد
31 أكتوبر 2025 01:09 م
استغرق تنفيذه 16 شهرًا، مسؤول إضاءة معروضات المتحف المصري الكبير يروي تفاصيل المشروع العملاق
30 أكتوبر 2025 08:33 م
أكثر الكلمات انتشاراً