كيف غيرت السوشيال ميديا سلوك الطالب من "رهبة العقاب" إلى "الرغبة في الشهرة"؟
صورة من فيديو مضايقة الطلاب لمعلمة الاسكندرية
يوم بعد يوم نفتح أعيننا على وقائع جديدة اجتماعية، أبطالها طلاب المدارس من المراهقين، الذين اتسمت سلوكياتهم بالجرأة وعدم الإذعان للأوامر، والتخلي عن الآداب والأخلاقيات التي عهدناها في المجتمع المصري، رغبة منهم في الظهور والشهرة ولو كان المقابل هو الفضيحة، فما هي الأسباب الحقيقية لهذا التراجع الذي يعانيه المجتمع، وهل “هوس الشهرة” هو المتهم الوحيد؟
السوشيال ميديا سبب رئيسي لانفصال الشخصية عن الواقع
وتحدث الدكتور وليد هندي، استشاري نفسي، عن دور السوشيال ميديا في التأثير على المستوى الأخلاقي للطلاب، إذ أشار إلى أن انغماسهم المبالغ في التصفح والتعرض للمواد الموجودة على الإنترنت، تجعلهم يعيشون حالة من الانفصام والانفصال عن الواقع ومحاذير وأخلاقيات العالم الواقعي.
وقال هندي، في تصريحات لـ"تليجراف مصر": "هناك دراسة أجرتها جامعة كربلاء بالعراق العام الماضي، ارتكزت على تحليل أخلاقيات الإنسان المعاصر في عصر السوشيال ميديا، ووجدت أن الإنسان الحالي حدثت لديه خلخلة في المفاهيم والقيم الأساسية التي تربى عليها، بالتالي تآكلت هويته وأضحت سلوكياته مغايرة للشخصية العربية أو الوطنية التي يجب أن يكون عليها".
نمط الشخصية وهوس الشهرة
وأشار هندي أن نمط الشخصية التي يتمتع بها كل فرد لها جانب كبير من التأثيرات التي يتعرض لها، فإذا ما كان مندفعًا، أو حظى ببيئة عائلية متفككة أو مضطربة، افتقر فيها للاهتمام والمتابعة، أو تعرض للعنف، يسهم كل ذلك بشكل أسرع في تخليه عن حدوده الأخلاقية واندماجه مع الانفلات الذي قد نراه على منصات التواصل الاجتماعي.

واستأنف: "الفوضى هي عنوان هؤلاء الأشخاص، فلا يستطيع التفرقة بين العالم الافتراضي والحقيقي، نتيجة الاستغراق العميق في حياة وهمية، قد تمتد لأبسط المعاملات، ما أدى لتخلخل الهوية العربية للأفراد مجتمعيًا، فلا شك أنها اختلفت عما كانت قبلًا".
يزيد:" كان من الطبيعي أن نشعر بالخوف والرهبة والاحترام للمعلم وقيمته، حتى أن البعض كان يرتبك عندما يصادف معلمه في الشارع، ولا يستطيع التصرف، الآن أصبح الطالب يفتقر لأقل تلك الأخلاقيات، فيجاهر أمام معلمه بأخطائه وسلوكياته الخاطئة، بل قد يتعامل معه بطريقة تقلل من احترامه، أو حتى يعتدي عليه ويحاول تخويفه وإيذائه، كما رأينا في حادثة مدرسة الإ‘سكندرية التي أذاها الطلاب، فلجأت للسوشيال ميديا لتحميها منهم، وما كان منهم إلا السعي لإظهار ذاتهم رغبة في الظهور والانتشار تحقيقًا لهوس الشهرة، الناتج عن سيطرة السوشيال ميديا على عقولهم، بدلًا من الشعور بالخزي".
هوس الشهرة أصبح المحرك الرئيسي للطلاب
واقعة معلمة الإسكندرية تجلت فيها الحالة الاجتماعية للمجتمع، وكشفت حقيقته بوضوح وأشارت لبذرة المشكلة “هوس الشهرة”، فأضحى الطالب لا يخاف من المعلم ولا يأبه بالعقاب، وأصبح العالم الافتراضي هو أسلوب حياته ومعيشته.
وتابع هندي: "أصبحنا في عالم يقبل أمورًا تخرج عن العقل والمنطق، فشاهدنا مسعفين يتخلون عن أخلاقياتهم ليقوموا بتصوير المرضى والمصابين ونشر صورهم رغبة في حصد اللايكات والمشاهدات، بدلًا من السعي لإتمام واجبهم وإنقاذ أرواحهم، تعددت تلك الصور في كل حادثة، من يصورون الحوادث والجرائم والحرائق كلهم ساعون للشهرة بشكل أو بآخر، أو مصابون بهوسها، فالطبيعي عندما نرى مأزقا نحاول التدخل لإنهائه لا لتوثيقه أولًا، وهذا دلالة على تخلخل القيم وتغيرها، فالطبيعي أن نصل لكل تلك الوقائع التي نعايشها يوميًا من الطلاب والمراهقين، وهم الأكثر تأثرًا بهذا العالم وتوغلًا في تفاصيله".
اقرأ أيضًا:
بعد فيديو الإهانة بمدرسة عبدالسلام محجوب.. معلمة الإسكندرية تكشف كواليس الواقعة (خاص)
متحدث التعليم عن واقعة إهانة معلمة الإسكندرية: سنحاسب المدرسة والإدارة التعليمية
الأكثر قراءة
-
سبب وفاة الفنانة نيفين مندور داخل شقتها بالإسكندرية
-
بعد وفاتها في حريق.. النيابة تعاين شقة الفنانة نيفين مندور بالإسكندرية
-
وفاة نيفين مندور بطلة فيلم "اللي بالي بالك"
-
المسن وفتاة المترو.. بين المبالغة في رد الفعل والوصاية!
-
سر القرار 53، "الإيجار القديم" يزيح الستار عن لغز عزوف المستأجرين عن السكن البديل
-
"مستأنف الدقي" تؤيد حبس محمد رمضان عامين وغرامة 10 آلاف جنيه
-
مصرع سائح هولندي إثر مشاجرة في كافيه بالغردقة
-
"اسمها أمي"، لفتة رائعة من ممرض مع عاملات المستشفى تخطف قلوب المتابعين
أخبار ذات صلة
"أمه لسه ما تعرفش بوفاته"، شقيق أحد ضحايا مركب أثينا يروي تفاصيل ما قبل المأساة (خاص)
17 ديسمبر 2025 10:39 م
"مسحت بيه الأرض"، شاهد عيان يكشف كواليس فيديو المسن وفتاة المترو (خاص)
17 ديسمبر 2025 08:14 م
"هكمل علاج ليه"، طبيبة تكشف معاناتها مع إخبار والدها بحالته الصحية
17 ديسمبر 2025 07:03 م
تفكير خاطئ ومنتشر، خبيرة إتيكيت تعلق على واقعة المسن وفتاة المترو
17 ديسمبر 2025 06:31 م
في الجرائم المشينة، كيف يتعامل المتهم مع المجتمع بعد حصوله على البراءة؟
17 ديسمبر 2025 06:09 م
رغم وحدته، حكاية 5 نساء في حياة الفنان محيي إسماعيل
17 ديسمبر 2025 12:22 م
ديزني تبيع الحلم والسوق يبيع السم، الوجه المظلم لنجاح "زوتوبيا 2"
17 ديسمبر 2025 02:45 ص
"اسمها أمي"، لفتة رائعة من ممرض مع عاملات المستشفى تخطف قلوب المتابعين
17 ديسمبر 2025 01:43 ص
أكثر الكلمات انتشاراً