أسيرة محررة بعد 7 أكتوبر: الاحتلال يهددنا ونخشى إعادة اعتقالنا (خاص)

تحدثت تحرير عدنان أبو سرية، إحدى الأسيرات المفرج عنهن في صفقة تبادل الأسرى بعد 7 أكتوبر، عن تفاصيل حياتها داخل سجون الاحتلال، والثمن الذي دفعه الفلسطينيون من دمائهم لخروجها من الاعتقال، مشيرة إلى مخاوفها من العودة للسجون مرة أخرى. 

وأكدت أبو سرية، في حوارها مع “تليجراف مصر”، أهمية صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حماس وإسرائيل، وأنها بمثابة بارقة أمل في تحرير باقي الأسرى، مستعرضة معاناتها في سجون الاحتلال خاصة بعد 7 أكتوبر، والمخاوف التي يعانون منها بعد التحرير وإجراء الصفقة.

باب السجن لا يغلق على حدا

“باب السجن لا يغلق على حدا” بتلك الكلمات علقت أبو سرية على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى، مبينة أن الصفقة  الأخيرة تثبت أن هناك أملا في خروج الأسرى وأن باب السجن لا يغلق على أحد، خاصة من الأسرى أصحاب الأحكام العالية والذين كان متبقي لهم عدة سنوات كانوا سيقضونها داخل سجون الاحتلال، لأن الأسرى هم أصحاب حق، والأسرى جميعهم مظلومون.

التعامل داخل سجون الاحتلال بعد 7 أكتوبر

وتطرقت الأسيرة المحررة إلى التعامل معها داخل سجون الاحتلال بعد 7 أكتوبر، مبينة أنه قبل الحرب كانت هناك تنظيمات داخلية هي الحاكمة والمسؤولة عن الأسرى، ولكن بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر عام 2023، اختلفت معاملة الأسرى الفلسطينيين بشكل كامل، وكانت هناك تشديدات أكثر من إدارة السجن، كما تعرضن للضرب وللإهانة داخل السجن والرش بالغاز.

أكثر موقف صعب

وأشارت أبو سرية إلى أكثر المواقف صعوبة تمر على الأسرى داخل سجون الاحتلال، مثل عندما تأتي مناسبات شهر رمضان المبارك والعيدين والأسير بالداخل بعيدًا عن أهله، وقد يستشهد والد الأسير أو أخوه ولا يستطيع أن يودعه لأنه بين قضبان السجون، وعلى الجانب الشخصي أكثر موقف أثر فيها داخل السجون هو أن دراستها توقفت بسبب الأسر، ولم تستطع استكمالها.

وبسؤلها حول وجود بعض الأسرى يستكملون دراستهم في سجون الاحتلال، أوضحت أن الاحتلال لا يسمح باستكمال الدراسة إلا لبعض التخصصات، متابعة: “أنا كنت أدرس الإعلام وهو من التخصصات التي لا يسمح الاحتلال باستكمال دراستها داخل سجونه”.

صفقة تبادل الأسرى “وفاء الأحرار 2”

ووصفت الأسيرة المحررة شعورها عندما علمت أن اسمها في صفقة تبادل الأسرى، قائلة: “كان شعوري لا يوصف، كانت فرحة ولكنها فرحة صاحبتها غصة لأن ثمن تحررنا كان غاليا جدًا وخرجنا من سجون الاحتلال بدماء غالية”.

كما بينت أن صفقة تبادل الأسرى “وفاء الأحرار 2” لم تحابي فصيلا فلسطينيا على آخر، وشملت الصفقة أسيرات من مختلف الأحزاب والفصائل.

مطاردين من قبل الاحتلال

كما تطرقت أبو سرية إلى وجود مخاوف تطارد أسرى صفقة التبادل بعد 7 أكتوبر، قائلة: "نحن لا زلنا ملاحقين من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ومعرضين لإعادة اعتقالنا مرة أخرى رغم أننا خرجنا بموجب صفقة تبادل، وهو ما حدث للكثير ممن خرجوا في صفقة جلعاد شاليط، ونحن نخشى من أن يتكرر نفس السيناريو معنا، ونحن بالفعل تعرضنا للتهديد والإنذار من قبل الاحتلال الإسرائيلي بذلك".

ولفتت إلى وضع الاحتلال الإسرائيلي شروطا لعدم اعتقالهم مرة أخرى، ومنها عدم التعبير عن الرأي أو التدخل في السياسة أو الشأن العام، متابعة: “يريدوننا خاملين داخل المجتمع بعد خروجنا من سجون الاحتلال”.

اختيار أسرى في قائمة التبادل 

وبسؤالها حول إذا طلب منها اختيار أسرى في قائمة تبادل الأسرى من ستطالب بخروجه، أجابت قائلة: "في البداية أتمنى خروج جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال وتبييض جميع السجون، ولكن إذا اخترت اسما معينا سيكون الأسير خيري حسن، وهو أسير من نابلس، يقضي عامه الـ22 على التوالي داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتم أسره في أثناء انتفاضة الأقصى عام 2000".

واستكملت أسباب اختيارها للأسير خيري حسن، لأنه من أصحاب التضحيات والجهود المبذولة ورجل حق، كما أنه كان على اطلاع دائم على ما يحدث داخل سجون الاحتلال وخاصة شئون الأسيرات داحل السجون، وللفترة الطويلة التي قضاها داخل السجن والتي تجاوزت الـ20 عامًا".

رسالة تجاه مصر والدور المصري في اتمام صفقة تبادل الأسرى

ووجهت أبو سرية رسالة شكر الحكومة المصرية والشعب المصري، وأي شخص كان له جهود مبذولة في أن ينعموا بالحرية الآن، مطالبة الشعب المصري أن يكون صفًا واحدًا في جانب إخوانهم الفلسطينيين، كما عودوهم دائمًا على اتخاذ هذا الموقف.