وصلت لحقل ظهر.. سفينة "سايبم" تبدأ الحفر للاكتفاء الذاتي من الغاز

أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، أن سفينة الحفر "سايبم 10000" وصلت إلى المياه المصرية أمس، للبدء في أعمال الحفر في موقع حقل ظهر للغاز الطبيعي شمال بورسعيد.

الوزارة أوضحت في بيان لها اليوم، أن ذلك يأتي في إطار حفر آبار جديدة باستخدام التكنولوجيا الحديثة في المياه العميقة، لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي، مشيرة إلى أن هذه الأنشطة تأتي استكمالًا للخطط التي سبق أن أعلن عنها وزير البترول والثروة المعدنية، كريم بدوي، في مؤتمر صحفي عُقِد في 23 أكتوبر 2024.

وتوقعت الوزارة أن تسهم هذه الأعمال في إضافة كميات جديدة من الغاز الطبيعي إلى الإنتاج فور الانتهاء من الحفر.

عودة مصر للتصدير

في نهاية الأسبوع الماضي، أكد الرئيس التنفيذي لشركة "إيني" الإيطالية (المشغلة لحقل ظهر)، كلاوديو ديسكالزي، إن الحفار سيصل الحقل في يومي 28 أو 29 يناير الجاري لاستئناف عمليات الحفر، متوقعًا أن تعود مصر إلى معدلات الإنتاج والتصدير الكبيرة للغاز في غضون عامين على الأكثر.

وأشاد ديسكالزي، خلال لقائه رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المقام في “دافوس”، بالجهود المبذولة من قبل الحكومة المصرية لتطوير قطاع البترول، مع التركيز على ما يمتلكه القطاع من بنية تحتية متطورة.

وكانت الحكومة تعهدت بعودة إنتاج الغاز إلى مستوياته ما قبل الأزمة بحلول يونيو 2025، عبر خطة تتضمن سداد مستحقات الشركات الأجنبية وزيادة الإنتاج وعمليات حفر الآبار الجديدة والاستكشاف، ووفقًا للمعلن سددت الحكومة حتى نوفمبر الماضي قرابة 3.5 مليار دولار من إجمالي متأخرات الشركات الأجنبية البالغة 4.5 مليار دولار.

إنتاج مصر من الغاز

شهد إنتاج مصر من الغاز الطبيعي تراجعًا ملحوظًا خلال عام 2023، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2016، مسجلًا 59.3 مليار متر مكعب. كما تراجعت صادرات الغاز بنسبة 52% لتصل إلى 3.5 مليون طن، مقارنة بالعام السابق.

وفي أول عشرة أشهر من عام 2024، تراجع إجمالي إنتاج مصر من الغاز إلى نحو 41.88 مليار متر مكعب، مقارنة بـ50.09 مليار متر مكعب في نفس الفترة من 2023، فيما ارتفع استهلاك الغاز في مصر خلال أول 11 شهراً من عام 2024 إلى 30.52 مليار متر مكعب، مقارنة بـ 29.66 مليار متر مكعب في نفس الفترة من 2023.

 الاكتفاء الذاتي من الغاز

من جانبه، قال نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، علي عبدالنبي، إن مصر سبق أن حققت الاكتفاء الذاتي من الغاز واتجهت للتصدير بفضل حقل ظهر قبل أن تتراجع معدلات الإنتاج خلال العامين الماضيين، ما دفع الحكومة إلى استيراد شحنات الغاز اللازمة لتأمين الاستهلاك المحلي بهدف الاستعداد لارتفاع الطلب على التبريد محليًا خلال فصل الصيف.

وأوضح عبدالنبي لـ"تليجراف مصر"، أن حقل ظهر يعد واحدًا من أكبر حقول البحر المتوسط، إلا أن الحكومة وقتها كثفت عمليات الإنتاج بالحقل دون الالتفات إلى حقيقة كونه مصدرًا لوقود تقليدي عرضة للتقادم والنضوب ما لم يتم دعمه بآبار تنموية.

وأشار نائب رئيس هيئة المحطات النووية سابقًا، إلى أن حل أزمة تراجع إنتاج الغاز يبدأ من خلال تطوير حقل ظهر وحفر آبار جديدة وتعزيز ضخ الاستثمارات في قطاع النفط والغاز في ظل تصاعد الاستهلاك المحلي، فضلًا عن ضرورة تسريع وتيرة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والوصول بنسبة مساهمتها في مزيج الطاقة بالدولة إلى 40% أو أكثر.

حقل ظهر

ويعتبر حقل ظهر يعتبر أكبر حقل للغاز الطبيعي في مصر، وذلك بعد اكتشافه في عام 2015 بمنطقة امتياز بالبحر المتوسط بالتعاون مع شركة إيني الإيطالية، حيث بدأ الإنتاج في الحقل في ديسمبر 2017 بإجمالي 350 مليون قدم مكعب يوميًا، وفي أغسطس 2018، وبعد الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية، ارتفع الإنتاج ليصل إلى ملياري قدم مكعب يوميًا، بفضل تشغيل 10 آبار، إضافة إلى خمس وحدات إنتاج برية وأربعة خطوط بحرية، وبحلول سبتمبر 2018، تمكنت مصر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي، مع توجيه الفائض للتصدير.

وبلغ الإنتاج ذروته في أغسطس 2019، بوصوله إلى 2.7 مليار قدم مكعب يوميًا خلال المرحلة الثالثة من المشروع، بعد تشغيل ثلاث وحدات إنتاج جديدة وأربعة آبار إضافية وخطين بحريين و بحلول عام 2021، احتلت مصر المركز 13 عالميًا والثاني في أفريقيا في إنتاج الغاز الطبيعي، بعدما كانت في المركز الـ19 عالميًا في 2015.

كما نجحت مصر في التحول إلى دولة مصدرة للغاز الطبيعي ودخول نادي المصدرين، اعتبارًا من عام 2018، مع دخول حقل ظهر مرحلة التشغيل التجاري.