الخميس، 01 مايو 2025

09:26 م

اقتحام قبر يوسف في نابلس.. مجندة إسرائيلية محررة تثير الجدل

ـجام برجر في قبر يوسف

ـجام برجر في قبر يوسف

جهاد أشرف

A .A

يقع قبر يوسف عليه السلام في منطقة بلاطة شرقي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، ويحيط به مخيمات بلاطة وعسكر التي تأوي آلاف اللاجئين الفلسطينيين. 

ويثير الموقع جدلًا واسعًا بين الروايات التاريخية والدينية، حيث يعتقد بعض المؤرخين أنه مقام لرجل دين مسلم يُدعى يوسف الدويكات، بُني خلال العصر العثماني في عام 1904.

وفي المقابل، يدّعي اليهود أن القبر يعود للنبي يوسف عليه السلام، ويزعمون أن عظامه نُقلت من مصر ودفنت هناك. غير أن بطريركية الروم الأرثوذكس أكدت أن هذا الادعاء لا أساس له، موضحة أن عظام النبي يوسف لم تُنقل إلى فلسطين، وإنما بقيت في مصر.

الاحتلال الإسرائيلي وقبر يوسف.. تاريخ من الانتهاكات

تحوّل قبر يوسف إلى نقطة صراع مستمر بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، لا سيما منذ احتلال الضفة الغربية عام 1967. 

وقد عمد المستوطنون، بدعم من الجيش الإسرائيلي، إلى اقتحام الموقع بانتظام لأداء طقوس دينية، رغم أن القبر يُعتبر وقفًا إسلاميًا مسجلًا لدى دائرة الأوقاف الإسلامية.

ومن أبرز محطات الصراع على الموقع:

  • في عام 1996، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجنود الإسرائيليين والأمن الفلسطيني حول القبر، ما أدى إلى سقوط شهداء فلسطينيين وقتلى إسرائيليين.
  • خلال هبة النفق، شهد الموقع مواجهات أسفرت عن سقوط عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين والقتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي.
  • الجيش الإسرائيلي أقام نقطة عسكرية دائمة عند القبر، ما جعل الاقتحامات الإسرائيلية أكثر تواترًا.

اقتحام المجندة الإسرائيلية المحررة أجام برجر لقبر يوسف

في حادثة جديدة ضمن سلسلة الانتهاكات، اقتحمت المجندة الإسرائيلية أجام برجر، التي كانت أسيرة لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، قبر يوسف مساء الأحد، برفقة والدتها ميراف، إلى جانب رئيس مجلس السامرة الإقليمي يوسي دغان والحاخام إلياكيم ليفانون.

وكانت برجر قد أُسرت في مستوطنة ناحال عوز يوم 7 أكتوبر الماضي، وأُفرج عنها بعد 482 يومًا من الاحتجاز لدى كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.

مبررات الاقتحام وتصريحات برجر ووالدتها

بررت أجام برجر اقتحامها للمقام بأنها جاءت "لتصلي من أجل الإفراج عن 59 أسيرًا إسرائيليًا لا يزالون محتجزين في غزة"، مضيفة: "دعونا لا ننسى أحدًا، إنهم بحاجة إلينا، إلى صلواتنا، وإلى أن نكون أقوياء من أجلهم."

أما والدتها ميراف برجر، فكشفت أنها حاولت خلال فترة أسر ابنتها اقتحام القبر مرتين لكنها لم تنجح. كما طالبت السلطات الإسرائيلية بالسماح للمستوطنين بالدخول إلى الموقع في أي وقت، قائلة: "يجب أن نعود إلى هويتنا وقيمنا، فهذا المكان مقدس لنا، وليس من المفترض أن نزوره في منتصف الليل فقط."

اقتحامات المستوطنين.. استفزاز للفلسطينيين وتصعيد محتمل

يُشكل اقتحام المستوطنين المتكرر لقبر يوسف استفزازًا واضحًا للفلسطينيين، ويؤجج التوترات في نابلس، التي تشهد مواجهات دورية بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.

search