من كينيدي إلى ترامب.. كيف تغيرت السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل

أمريكا وإسرائيل- تعبيرية
سيد محمد
كشف شلومو شامير، المحلل السياسي الإسرائيلي المتخصص في العلاقات الأمريكية، أنه منذ عهد الرئيس الأمريكي جون كينيدي، استندت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مبدأ أساسي مفاده أن ازدهار أمريكا يعني خيرًا لإسرائيل، غير أن الرئيس الحالي في البيت الأبيض، بسياساته المتقلبة، لا يشكل تهديدًا فقط لأمريكا، بل للعالم الغربي والديمقراطي بأسره.
لقاء تاريخي بين بن جوريون وكينيدي
وأكد شامير، في مقاله بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أنه في 31 مايو 1961، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي دافيد بن جوريون لقاءً مع الرئيس الأمريكي جون كينيدي في فندق والدورف أستوريا الفاخر في نيويورك.
واستمرت المحادثة بينهما 90 دقيقة، متجاوزة الوقت المحدد لها مسبقًا، ورغم أن اللقاء لم يحظَ آنذاك بتغطية إعلامية واسعة، إلا أنه كان حاسمًا في تحديد طبيعة العلاقة بين البلدين.

وفقًا لما تم الكشف عنه لاحقًا، فقد طلب بن جوريون من كينيدي التدخل لإقناع الاتحاد السوفيتي بالمشاركة في جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط، في رؤية أشبه بحلم "شرق أوسط جديد" لم يتحقق حتى يومنا هذا.
وخلال اللقاء، أبدى كينيدي إعجابه برؤى بن جوريون السياسية، وفي ختام الاجتماع، سأله الرئيس الأمريكي عما تحتاجه إسرائيل من واشنطن، ليجيبه بن جوريون بإيجاز: "كن رئيسًا جيدًا لأمريكا، وستكون بذلك رئيسًا جيدًا لإسرائيل"—وهو تصريح يعكس جوهر العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، حيث أن ازدهار أمريكا يعني ازدهار إسرائيل.
من استقرار إلى اضطراب
لم يكن جميع الرؤساء الأمريكيين خلال العقود الماضية مثاليين، لكنهم كانوا على الأقل "طبيعيين وعقلانيين"، كما يصفهم بعض المحللين في واشنطن، لكن دخول دونالد ترامب إلى المشهد السياسي الأمريكي، وانتخابه رئيسًا للولايات المتحدة مرتين، غيّر المعادلة، فقد تميزت فترة حكمه بعدم الاستقرار، مما جعله، وفقًا لمحللين مخضرمين، "ليس فقط تهديدًا للديمقراطية الأمريكية، بل خطرًا حقيقيًا على الاستقرار العالمي".
في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" الأمريكي، انتقد خمسة خبراء دستوريين جمهوريين، أحدهم أعلن بفخر انتماءه للمحافظين، الرئيس ترامب بشدة، مؤكدين أنه "يعبث بالدستور الأمريكي ويشكل تهديدًا وجوديًا له".
في المقابل، لا تزال شبكة فوكس نيوز، المعروفة بدعمها لترامب، تنشر نتائج استطلاعات رأي تظهر شعبية الرئيس، إلا أن سياسيين جمهوريين بارزين بدأوا مؤخرًا في توجيه انتقادات علنية لسياساته، خاصة فيما يتعلق بتقاربه المتزايد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ترامب وإسرائيل.. دعم مؤقت؟
وأشار شامير إلى أنه حتى الآن كانت رئاسة ترامب جيدة لإسرائيل، فقد حظيت الحكومة الإسرائيلية، برئاسة بنيامين نتنياهو، بدعم غير مسبوق من واشنطن، واصفًا اللقاءات مع ترامب بأنها "تحولات تاريخية تؤثر على أمن إسرائيل".
وبين شامير، أن هذا الدعم الأمريكي لإسرائيل قد يكون مشروطًا، حيث أظهرت إسرائيل استعدادها لمجاراة سياسات ترامب، كما تجلى ذلك في تصويتها الأخير في الأمم المتحدة ضد أوكرانيا، ما يعكس توجهًا نحو الاصطفاف مع روسيا، رغم دعمها القوي لإيران الخصم الأكبر لإسرائيل.

الأكثر قراءة
-
وفاء في المطار وهبة قفلت الحساب".. منشور لـ أحمد مهران يشعل "السوشيال ميديا"
-
"اتعاملوا معاها كرقم في جدول العمليات".. رسالة مؤثرة من خالة نورزاد ضحية الإهمال الطبي
-
بعد مرور شهر.. حقيقة تفعيل قانون الإيجار القديم اليوم
-
غاز CO2..ما السبب الحقيقي وراء انفجار حفل رمضان؟
-
بائعة الفسيخ والأردنية وفتاة قمرون.. جيوش الزومبي | خارج حدود الأدب
-
نتيجة تنسيق المرحلة الأولى 2025.. الموعد والرابط الرسمي
-
السيسي يؤكد لرئيس وزراء هولندا ضرورة عدم المساس بالسفارات الأجنبية
-
بينهم سيدة.. مصرع شاب وإصابة اثنين آخرين بحادث تصادم في الفيوم

أخبار ذات صلة
صفقات الأسلحة الفاسدة.. "الناجي الوحيد" من 10 لاعبين في الزمالك
31 يوليو 2025 03:37 م
بين الظلام والظمأ.. كيف قضى سكان الجيزة 48 ساعة عصيبة؟
30 يوليو 2025 04:55 م
اعتراف بريطاني محتمل بفلسطين.. خطوة رمزية أم بداية تغيير؟
30 يوليو 2025 03:46 م
عسل والشربيني والشوربجي.. أبطال في الإسكواش وأزمات خلف الكواليس
29 يوليو 2025 10:39 ص
21 شهرًا من الدعم المصري.. القاهرة في قلب قضية غزة
28 يوليو 2025 04:32 م
ما هو معبد إيكوين؟ الذي زاره صلاح رفقة بعثة ليفربول
28 يوليو 2025 09:17 م
فيضانات إثيوبيا تهدد سد النهضة والسودان في مرمى الخطر.. ما موقف مصر؟
28 يوليو 2025 01:48 م
غضب الطبيعة يضرب إثيوبيا.. أديس أبابا تغرق في بحر من الفيضانات
28 يوليو 2025 12:52 م
أكثر الكلمات انتشاراً